برزت موهبته الكروية في فريق منزل بوزلفة وتنبأ له الجميع بمستقبل كروي باهر، لذلك لم يمض من الوقت سوى بضعة أشهر في أصناف الشبان بهذا الفريق حتى سارع أحد أبناء الترجي الرياضي وهو بالتحديد الحبيب الطرابلسي الى الظفر بخدماته من خلال إلحاقه بشبان الأصفر والأحمر حيث تلقى تكوينا ترجيا مدروسا وكان العنصر الأبرز في ذلك الجيل الصاعد من شبان فريق «باب سويقة» مثل خليل شمام وأسامة الدراجي.. وأصبح اسكندر الشيخ (من مواليد 1987) الشغل الشاغل لأحباء الفريق لما أظهره من مهارات فنية كبيرة في مختلف المراكز التي شغلها كصانع ألعاب أو كجناح أيسر أو كذلك كمهاجم... لم يكن اسكندر الشيخ يتوقع أبدا أن يعانده الزمن الذي سرعان ما وأد أحلامه الكبيرة في البروز صلب الفريق الأول بعد أن أراد له البعض أن يكتفي باللعب في الخفاء وبعيدا عن الأضواء وكان البعض الآخر قاسيا معه الى أبعد الحدود بعد أن حاول اسكندر الاحتراف في صفوف فريق فرنسي ناشط بالدرجة الثانية ولعلّ من الأحداث الأكثر إيلاما في مشواره مع الأصفر والأحمر أنه شارك مع الفريق الأول في مقابلة وديّة أمام شبيبة سكرة وسجل لفريقه في مناسبتين ولكن الصدمة كانت كبيرة عندما أخبروه في اليوم الموالي بضرورة الالتحاق فورا بصفوف فريق الآمال.. لم يكن بامكان اسكندر الشيخ أن يواصل المشوار مع الترجي في ظل كل ما واجهه من «ظلم» وتهميش في الوقت الذي كان يشاهد فيه رفاق الأمس يبدعون ويمتعون ويتمتعون بالشهرة والمال مع فريق الأكابر بل إن أحدهم (وهو نجم كبير حاليا) كان بالأمس القريب يجلس على بنك الاحتياطيين ينتظر أن يطرأ أمر ما على اسكندر الشيخ ليحلّ محلّه ولو لبعض الوقت؟ التحق اسكندر بشبيبة القيروان وأثبت جدارته في ظرف وجيز وقد جاءت مقابلة الفريق الأحد الماضي أمام النادي الصفاقسي لتؤكد الامكانات الكبيرة التي بحوزة هذا اللاعب عندما اخترق الميدان بالطول ثم بالعرض ومهّد لعملية الهدف الثاني لفريقه وأعلن بذلك عن نفسه نجما لهذه الجولة. «الشروق» تحدثت الى اسكندر وكذلك الى المدربين محمود باشا وبلحسن مرياح للوقوف على حقيقة الامكانات التي بحوزة متوسط ميدان الشبيبة فكانت الآراء كالتالي. ماذا قال اسكندر الشيخ؟ ماهر الكنزاري غيّر معاملته لي «بالرغم من أنني لم أخضع الى التحضيرات البدنية الضرورية مع بداية الموسم الرياضي الجديد مع فريق شبيبة القيروان وكذلك تعرضي الى إصابة، فإنني حاولت جاهدا استعادة جاهزيتي وهو ما حدث فعلا خلال الفترة الماضية وقد أشاد المدرب السابق للنادي سفيان الحيدوسي بالامكانات التي بحوزتي وقدرتي على اللعب في مراكز مختلفة ولم أواجه صعوبة تذكر صلب الشبيبة في ظل معرفتي الجيّدة بالعديد من العناصر المنتمية إلى الفريق فقد سبق لي أن لعبت جنبا الى جنب مع المحجوبي والقصداوي واليوسفي والسويسي في فريق الترجي الرياضي لذلك من المؤكد أنه بامكاننا تحقيق مرتبة مشرفة خلال الموسم الرياضي الحالي خاصة في ظل مسك المدرب الجديد مراد العقبي بالمقاليد الفنية للنادي وما يتمتع به هذا المدرب من قدرة كبيرة على فهم نفسية اللاعبين وكذلك يستند الى خبراته الكبيرة كلاعب سابق.. أما بخصوص الفترة التي قضيتها صلب الترجي الرياضي فهي في حدود 12 عاما وقد كان للسيدين خالد الشريف والحبيب الطرابلسي دور كبير في التحاقي بالترجي ولا أنكر أنني كنت لاعبا بارزا جدّا في أصناف الشبان وعادة ما أسجل الكثير من الأهداف ولكن يبدو أن الموهبة لم تكن كافية لاقناع المدربين بجدارتي في اللعب ضمن الفريق الأول ولم أجد الشخص الذي يساعدني على ذلك وحتى المدرب «سي» ماهر الكنزاري شعرت أن معاملته لي تغيرت كثيرا دون أن يشرح لي السبب؟! ولقد كنت سعيدا جدّا بالاحترام الكبير الذي كنت أحظى به من قبل جميع أفراد العائلة الترجية.. سأعمل الآن على المزيد من التألق مع شبيبة القيروان وقد ألتحق بفريق آخر إذا تلقيت عرضا محترما». قالو عنه محمود باش (المدير الفني السابق) تلقى تكوينا مدروسا في الترجي «من المؤكد أن هذا اللاعب تلقى تكوينا مدروسا ومهما في أصناف الشبان بالترجي الرياضي ولاحظت أنه يتمتع بامكانات فنية جيّدة برهن عليها خلال المقابلات الماضية لفريق شبيبة القيروان هذا بالاضافة الى أنه يجيد تنفيذ الكرات الثابتة وبحوزته خاصية أخرى وهي الفطنة الكبيرة وهي محدد مهم بالنسبة الى لاعب يشغل خطته الحالية كمتوسط ميدان، وشخصيا يذكرني ما حدث لهذا اللاعب بزميله الآخر في الترجي الرياضي زين العابدين السويسي الذي كان بالأمس القريب ركيزة أساسية من ركائز الفريق قبل أن يحتجب بصفة مستمرة عن المجموعة وأعتقد من جهة أخرى أن فريق شبيبة القيروان منح الفرصة كاملة لهذا اللاعب وهو ما جعله بكل تأكيد يتألق ويلفت إليه الأنظار». بلحسن مرياح (مدربه خلال الموسم الماضي بالترجي الرياضي) هذا ما ينقصه «يتمتع اسكندر الشيخ بالعديد من الخصال على غرار: قدرته الفائقة على قراءة اللعب يحذق تنفيذ الكرات الثابتة لاعب على قدر عال من الانضباط والجدّية استفاد من التكوين القاعدي المدروس صلب الترجي الرياضي في أصناف الشبان يستطيع الآن تطوير نفسه على مستوى السرعة، لكنه مع ذلك يتمتع برغبة واضحة في النجاح وشخصيا كنت أستنجد به ليعزز صفوف فريق الآمال خلال المواجهات الصعبة في الموسم الماضي ومن المؤكد أن يحالفه النجاح مع شبيبة القيروان حاليا».