استدعت الحكومة الأمريكية أمس قائد قواتها في أفغانتسان الجنرال ستانلي ماكريستال على خلفية تصريحات صحفية تهجّم فيها وزملاؤه العسكريون على نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن مما يعكس حالة الارتباك التي تعيشها الادارة الأمريكية والخلافات الحادة القائمة بين شقّيها السياسي والعسكري بسبب النتائج الهزيلة في الحرب على أفغانستان. وقال مسؤول رفيع المستوى في إدارة الرئيس الأمريكي أمس انه تمّ استدعاء ماكريستال شخصيا لحضور لقاء بشأن أفغانستان وباكستان، وذلك بدلا من حضوره عبر دائرة تلفزيونية مغلقة لمناقشة الوضع في البلدين. تهكم... واعتذار ويأتي هذا الاجراء بعد ساعات على تقديم الجنرال ماكريستال اعتذارا عن «تصريحات نارية» سخر فيها من كبار المسؤولين المدنيين في الادارة الأمريكية بمن فيهم نائب الرئيس الذي وصفه بأنه «مهرّج». ويعكس المقال الذي كتبه ماكريستال ونشرته مجلة «رولينغ ستون» أمس الأول بشكل واضح التوتر بين الجنرال ماكريستال والبيت الأبيض، لكن المسؤول الأول عن القوات المنتشرة في أفغانستان قال ان الأمر برمّته خطأ. وصرّح ماكريستال في بيان صدر بعد ساعات من نشر المقال «أعبّر عن اعتذاري الصادق لما ورد في المقدمة التي نشرتها المجلة مضيفا أنه «خطأ يعكس ضعفا في التقدير وما كان يجب أن يحدث». وقال ماكريستال في اعتذاره «طوال حياتي المهنية طبّقت مبادئ الشرف الشخصي والنزاهة المهنية وما ورد في هذا المقال بعيد جدا عن هذه المعايير». وأضاف ماكريستال في تصريحات لتهدئة الأوضاع «أكن احتراما وإعجابا كبيرا بالرئيس أوباما وفريقه للأمن القومي». وقال ماكريستال في مقاله انه يشعر بخيبة أمل من السفير الأمريكي بأفغانستان كارل إيكينبري، وأضاف أن ايكنبري «كان يستخدم مذكرة داخلية تمّ تسريبها حول طلب زيادة القوات كوسيلة لحمايته من الانتقاد في المستقبل إذا فشلنا في مهمتنا» حسب قوله. وكشف ماكريستال أنه رفض فتح رسالة وصلته من المبعوث الأمريكي الخاص لباكستان وأفغانستان ريتشارد هولبروك. أحلك الأيام وبين مقتل 10 عسكريين في يوم واحد والتوتر القائم بين البيت الأبيض وقيادة القوات الأجنبية تعيش القوات الدولية أحلك أيامها في أفغانستان، وفق تقارير صحفية. وفي هذا السياق أعلنت وزارة الخارجية البريطانية مغادرة المبعوث البريطاني الخاص الى أفغانستان وباكستان شيرار كولر في «إجازة طويلة»، وذلك قبل انعقاد مؤتمر دولي في كابول في 20جويلية المقبل. وحسب صحيفة ال«غارديان» البريطانية فإن شيرار أحد أكثر الديبلوماسيين البريطانيين خبرة، كان في نزاع مع المسؤولين الأمريكيين والحلف الأطلسي بشأن الاستراتيجية المتبعة في أفغانستان، فهو يرى أن استراتيجية «مكافحة التمرّد» بواسطة القوة العسكرية محكومة بالفشل، وأن الحل يكمن في التفاوض مع حركة «طالبان».