نهاية الماراطون الغنائي في قرطاج كان مساء الأحد الماضي مع سهرة خاصة وعرض وفاء للفنانة الراحلة ذكرى محمد. العرض جاء تحت عنوان «ذكرى محمد.. ذكرى تونس والعرب»، وحضره جمهور غفير غصت به مدارج المسرح الأثري بقرطاج وشارك فيه بالغناء عدد من المطربين التونسيين والعرب. من تونس غنى كل من محمد الجبالي وحسن الدهماني وعلياء بلعيد وألفة بن رمضان وكريم شعيب وهالة المالكي، ومن ليبيا المطربة سالمين زروق، وغادة رجب من مصر، ونور مهنا من سوريا. سهرة العرض لم يكن في شكل سهرة غنائية عادية، بل كان في صورة عرض فرجوي جمع بين الغناء والقراءات الشعرية وبث تلفزي على شاشتين عملاقتين واحدة خاصة بلقطات وتسجيلات للراحلة ذكرى والثانية لنقل فعاليات الحفل. العرض انطلق بقطعة موسيقية من احدى أغاني ذكرى وهي عبارة عن جينيريك السهرة ثم معزوفة بعنوان «وداع» بامضاء المايسترو عبد الرحمان العيادي. ثم فسح المجال للأصوات الغنائية فأدت هالة المالكي «حبك عجب» ومحمد الجبالي الذي غنى «لمن يا هوى» فألفة بن رمضان «موش كل حب» ثم نور مهنا الذي قدم «أنت كده» تلته غادة رجب في أغنية «جراح» وحسن الدهماني في أغنيتين، الأولى خاصة بذكرى وعنوانها «إلى صوت ذكرى» كلمات الشاعرة حنان قم وتلحين عبد الرحمان العيادي ثم أغنية «الهوى يوصل مراسيلك» أما علياء بلعيد فغنت إلى «حضن أمي». أصوات ثم استمعنا من جديد إلى جميع الأصوات في أغاني أخرى مثل «صدفة» بصوت هالة المالكي و»المحبة» بصوت كريم شعيب، و»يا هوايا» التي أدتها المطربة الليبية سالمين زروق، ومحمد الجبالي في أغنية «وحياتي عندك» وعلياء بلعيد في أغنية «يوم ليك ويوم عليك». هذه الفقرات الغنائية كانت تتخللها قراءات شعرية أو تسجيلات لأغان بصوت الراحلة حيث كانت انطلاقة الأغاني تبدأ مسجلة بصوت الراحلة وتتواصل بصوت المشارك. على امتداد أكثر من ساعتين استمعنا إلى أفضل وأجمل أغاني الفنانة الراحلة ذكرى محمد وكوكتالات من أغانيها الليبية والخليجية، واستعدنا جمال صوتها ولحظات تألقها. هذا البرنامج الغنائي الدسم والثري نفذته بامتياز الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة الأستاذ عبد الرحمان العيادي، لكن بقدر ما كان التنفيذ الموسيقي جيدا وبقدر ما كان العمل في شموليته ممتازا، بقدر ما كانت بعض الأصوات دون المستوى المأمول، فلا ألفة بن رمضان ولا علياء بلعيد ولا نور مهنا ولا سالمين زروق نجحوا في أداء أغاني الراحلة والامتياز في الأداء كان لغادة رجب ومحمد الجبالي وحسن الدهماني وهالة المالكي بدرجة أقل. وإذا كان الاداء هو نقطة الضعف في هذا العرض، فإن نقاط القوة كثيرة، انطلاقا من الفكرة في حد ذتها، إلى هيكلة السهرة وايقاعها، مرورا بدقة التنفيذ الموسيقي والانضباط، وثراء الجانب المشهدي للسهرة. عرض اختتام الدورة الأربعين لمهرجان قرطاج الدولي كان تحت راية الذكرى وتكريما لأحد الأصوات التونسية الجميلة، صوت أطرب الجمهور في تونس وفي كل الوطن العربي وهي بادرة نرجو أن تشمل في قادم الدورات كل الذين أسهموا في العمل الثقافي التونسي.