كشف وزير الدفاع الأمريكي السابق أن المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني استلم مئات ملايين الدولارات مقابل اصدار فتاوى دينية تساعد الغزاة في حربهم على العراق في مارس 2003 وهو يرفع الستار عن أسباب رفض المرجع لاصدار فتوى للعراقيين تبيح مقاومة الاحتلال. وأكد رامسفيلد أن علاقته بالسيستاني كانت قوية قبل وأثناء وبعد غزو العراق وان ما يربط بينهما هو علاقة صداقة قديمة ترجع الى عام 1987 اثناء اعداد المرجع الشيعي لتسلم مهامه في خلافة المرجع الأعلى الخوئي. ولاؤه الأكبر للمال وقال الوزير الأمريكي السابق انه «في خضم اعداد قوات التحالف لشن هجوم على القوات العراقية المتمركزة في الكويت وجنوب العراق كان لابد من مشورة السيستاني حتى تخرج بنتائج لا تسبب خسائر فادحة في صفوف قوات التحالف وفعلا تم الاتصال به عن طريق وكيله في الكويت جواد المهري». وأكد أن المرجع الشيعي «أظهر لنا من المرونة الكثير وما كنا نخشى منه كون الأخير يدين بالولاء لايران». وكشف رامسفيلد انه قدم «هدية لاصدقائنا في العراق طبعا على رأسهم السيستاني وكان مبلغا من المال قدره 200 مليون دولار يليق بالولايات المتحدةالأمريكية وحليفنا السيستاني، على حد تعبيره. اتساع العلاقات وتابع الوزير السابق قائلا انه «بعد الهدية التي وصلت الى السيستاني عن طريق الكويت أخذت علاقاتنا معه تتسع أكثر فأكثر وبعد أن علم الرئيس بوش الابن بهذا الخبر قرر فتح مكتب في وكالة المخابرات المركزية وسمي مكتب العلاقات مع السيستاني». وتواصلت مجهودات المكتب حسب رامسفيلد بعد غزو العراق «واتصل الجنرال سايمون يولاند (مدير المكتب) مع النجل الأكبر للسيستاني محمد رضا وكان هذا الجنرال الذي انتقل مع فريق عمله من واشنطن الى العراق في قصر الرضوانية (قصر صدام) وتم خلال هذا الاتصال اجراء لقاء سريع وسري مع السيستاني في مدينة النجف». وروى وزير الدفاع السابق في مذكراته كيف كانت مدينة النجف تغط في ظلام دامس أثناء هبوط مروحيات الناتو على مبان بالقرب من مرقد الامام علي ومن ثم انتقل الى مقر اقامة السيستاني «في حي مزر جدا ومحاط بالنفايات من كل جانب» لاتمام اللقاء مع السيستاني. وأضاف «أتذكر انني وضعت منديلا على انفي من اثر الروائح الموجودة في مبنى السيستاني والأماكن المجاورة»، على حد تعبيره. وتابع قائلا «عندما رأيت السيستاني تلاقفني بالاحضان... وقبلني أكثر من مرة بالرغم من أنني لا أستسيغ ظاهرة التقبيل... وتحاورنا عن أمور كثيرة كان من الحكمة أن نأخذ رأي أصدقائنا فيها وبالخصوص السيستاني». وتم خلال اللقاء الاتفاق على اصدار فتوى تحرم استخدام الأسلحة التي سلمها الرئيس الشهيد للمدنيين العراقيين ضد قوات التحالف وقال رامسفيلد «وفعلا تم التوصل الى اتفاق... وكان لهذه الفتوى الفضل الكثير لتجنبنا خسائر جسيمة» وفق ما ورد في مذكراته.