كشف تقرير أمريكي أن أكثر من 80 بالمائة من قوات الأمن العراقية التي تلقت أوامر من الحكومة العراقية المؤقتة بمشاركة قوات الاحتلال الأمريكي في حربها على مدينة النجف قد فرت من عملها. وحذر التقرير الذي أعده مكتب الحاسبة العام التابع للكونغرس الأمريكي من أن قوات وزارة الداخلية العراقية المؤقتة تظل غير مستعدة لمحاربة الثوار ورجال المقاومة العراقيين ولا يمكن الاعتماد عليها. مشيرا إلى أن قوات الدفاع المدني التي أعيد تسميتها باسم الحرس الوطني لم تدرب لمحاربة الثوار المسلحين بالقذائف الصاروخية والأسلحة الثقيلة. وقال التقرير أن قوات الأمن العراقية الفعالة تعتبر حاسمة من أجل نقل المسؤوليات الأمنية إلى الحكومة العراقية لكن تلك القوات «أثبتت أنها غير مستعدة لتولي مسؤوليات الأمن» من قوات الاحتلال كما تبين من انهيارها في شهر إبريل الماضي أثناء الهجوم على الفلوجة. ويذكر أن الولاياتالمتحدة أنفقت 1.2 مليار دولار لإعداد وتطوير قوات أمن عراقية يصل عددها إلى نحو 220 ألف وتشمل الجيش والشرطة والحرس الوطني. من جهة أخرى ذكرت مصادر أمريكية وبريطانية أن هناك خطة لطرد 30 ألف من أفراد قوات الشرطة العراقية ممن يسببون المشاكل والضباط الذين يعتبرون غير مناسبين للوظيفة. وقد خصصت الحكومة العراقية المؤقتة 60 مليون دولار لدفعها كتعويضات إلى من سيتم طردهم من الخدمة في نهاية الشهر الجاري بمعدل 2000 دولار للفرد الواحد. ويقول منتقدون للخطة أنها تنطوي على تكرار الأخطاء التي اقترفتها سلطة الاحتلال الأمريكي بحلها الجيش العراقي عندما تحول نحو 400 ألف جندي إلى الشوارع العراقية بدون أن يكون لهم مصدر دخل، وكثير منهم انضموا إلى المقاومة ضد الاحتلال. ونقلت صحيفة سكوتسمان البريطانية عن مساعد العميد البريطاني أندرو ماكي الذي يتولى مهمة تدريب قوات الشرطة العراقية الجديدة، الرائد محمود حميد قوله «إنه أمر يتعلق بولائهم، فبعضهم موالون لجيش مقتدى الصدر، إنهم يرتدون ملابس الشرطة الرسمية، وعندما نحتاجهم إلى أن يكونوا بجانبنا يكونون الى جانب الصدر أو مع المقاومين في الفلوجة. فإذا تخلصنا من 3 آلاف أو 30 ألف سيكون هناك أناس سيذهبون لهم، فإذا وضعهم المقاومون إلى جانبهم فسيكون هناك 30 ألف عراقي مدربين تدريبا حسنا ويستطيعون استخدام الأسلحة وسنوجد منهم أعداء لنا.» وحمل حميد العدد الكبير للشرطة غير المنسبين وذوي المشاكل إلى سلطات الاحتلال الأمريكي الذين لا يعرفون شيئا عن العراقيين. وقال أنه كان هناك الكثير من التركيز على زيادة عدد أفراد الشرطة بدون التركيز على الأشخاص الذين يتم تجنيدهم، مضيفا إن الأمريكيين بدأوا بعد الحرب التجنيد ليس لتحسين النوعية بل فقط ليكون لديهم أعداد. وقد أبلغناهم بأننا بحاجة إلى التخلص من الكثيرين من ضباط الشرطة غير المؤهلين. وقال حميد أن الأمريكيين أدركوا أخطاءهم فقط عندما بدأوا يفقدون أعدادا كبيرة من الجنود والمعدات بدون ملاحظة أي تحسن في الوضع الأمني.