حاول شاب قتل مراهق بأن سدّد له عدّة طعنات أصابت رقبته ورأسه ويده اليسرى وذلك لأسباب لا تزال غامضة حسب تصريحات المتضرّر لدى باحث البداية لكن الشاب المشبوه فيه اعترف بالاعتداء وأكد أنه كان في حالة دفاع شرعي عن نفسه. جدّت هذه الحادثة في الأيام القليلة الماضية بمنطقة المنيهلة التابعة لولاية أريانة. وقد تجاوز المتضرر مرحلة الخطر وتم السماح له بمغادرة المستشفى فيما يتواصل إيقاف المظنون فيه على ذمة البحث في انتظار إحالته على النيابة العمومية. «الشروق» تحولت إلى منزل المتضرّر الكائن بحي البساتين بالمنيهلة حيث كان كافة متساكني الجهة على علم بما أصابه إذ أن كلّ من استوقفناه ليدلّنا عن المنزل يسرد لنا تفاصيل الحادثة متأثرا بما حلّ بأيمن وعائلته التي تعيش ظروفا مادية واجتماعية صعبة للغاية على حدّ تعبيرهم. من المقهى المجاور لمنزله أطلّ علينا «أيمن الرمضاني» بلحاف أبيض وضعه على رأسه أخفى به الجروح التي عمّت رأسه إلى جانب بعض الضمائد التي وضعت على يده والتي امتزج فيها لون الدّماء بالدواء... طلبنا منه أن يسرد علينا ما أصابه : «يوم الواقعة ذهبت إلى المقهى الكائن بالحي المجاور صحبة صديقي (سامي) الذي يعاني من إعاقة بدنية فلم يستطع مواصلة الطريق فاضطررت إلى حمله على رقبتي. وعند وصولنا إلى أحد الأماكن الخالية التي تكسوها أشجار الزياتين فوجئت بشاب غريب عن حينا يركلني من الخلف فتعثرت وسقط صديقي المعوق ثم انهال علي الشاب الغريب ضربا وكان مسلحا بسكين كبيرة وحاول إصابتي وأمام محاولتي التصدي له سدد لي عدّة طعنات على مستوى رأسي ورقبتي ويدي» يسكت أيمن بعد أن غلبته العبرات ويكشف لنا عن تلك الإصابات ثم واصل حديثه : «أمام صراخ صديقي الذي منعته إعاقته من الدفاع عني والذي ظلّ في مكانه حيث سقط يطلب النجدة تجمّع حولنا عدد كبير من متساكني المنطقة إلا أنهم تسمروا في أماكنهم يراقبون ما يجري دون أن يحرّكوا ساكنا خوفا من ذاك الشاب الذي كان في حالة هستيرية... ولمّا أغمي علي فرّ الشاب في اتجاه جبل بن عمّار أين تم إلقاء القبض عليه. إلى حد هذه اللحظة أجهل دوافع تصرفه انقطع «أيمن» عن الكلام ثم أجهش بالبكاء فدنت منه شقيقته «أمل» التي التزمت الصمت منذ دخولنا، فربّتت على كتفه وأخذت تغير له الضمائد وقد ارتسمت على وجهها علامات حزن كبيرة تطلق «أمل» تنهيدة عميقة وتواصل سرد بعض من تفاصيل حياتها وعائلتها فتقول : «تعمل أمّي معينة منزلية لتوفّر لنا قوتنا اليومي ومستلزمات دراستنا ومعالجة شقيقي الأصغر الذي يعاني من مرضى الأعصاب وما زاد الطين بلة هي المصيبة التي حلّت ب«أيمن» والمصاريف التي تكبّدتها والدتي لمعالجته فحتى المنزل الذي يحوينا على ملك جدّي». هناك في فناء المنزل الصغير الذي احتوى على غرفة واحدة ومطبخ إلتف بعض من أقارب أيمن حول الكانون يلتمسون دفئه، اقتربنا منهم وحاولنا التحاور معهم فلم تكف ألسنتهم على ذكر خصال أيمن الحميدة ونضال والدته التي عوضتهم حنان والدهم المتغيب عنهم منذ 14 سنة غادرنا المكان واتجهنا إلى منزل سامي الجبالي صديق أيمن والذي كان شاهد عيان على الواقعة فقال : «لقد ظللت 3 أيام طريح الفراش لهول ما رأيته، لقد رأيت صديقي تكسوه الدماء ولم أتمكن من مساعدته، إنها صدمة قوية». وعلمنا أن المشبوه فيه اعترف لدى باحث البداية بالاعتداء لكنه ذكر تفاصيل مغايرة فقد ذكر أنه يعرف الشاكي جيدا بحكم انتمائهما لنفس الحي وأضاف أنه التقاه صدفة في تاريخ الواقعة فنشب بينهما مناوشة كلامية سرعان ما تحولت إلى معركة. وأكد أن الشاكي حاول ضربه فاضطر إلى الدفاع عن نفسه بسكين كانت بحوزته وأكد أنه لم يكن ينوي قتل خصمه وأن نيته كانت متجهة أساسا إلى الدفاع شرعيا عن نفسه ويتواصل استنطاق المشبوه فيه قبل إحالته على النيابة العمومية لتقرر ما تراه صالحا.