أبلغ المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل أمس الأول الرئيس محمود عباس بأن واشنطن ستستخدم «الفيتو» ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب بتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين وبوقف البناء الاستيطاني وتطبيق حل الدولتين. وجاءت ثمار هذا الموقف الأمريكي سريعة كالعادة حيث افتتح الرئيس باراك أوباما السنة الجديدة بإباحة دم المدنيين العزل في الأراضي المحتلة مع التمسك بحماية الكيان الصهيوني من امكانية تتبعه ومحاكمته على جرائمه ضد الانسانية وضد الأخلاق والمواثيق والمعاهدات التي لم يبق في العالم من يؤمن بها غير بعض الدول العربية «المحبّة» لما يسمى بالسلام. جاءت الثمار أسرع مما توقعنا، شهيد في الضفة الغربية وغارات خلفت العديد من الجرحى في قطاع غزة. تلك هي الكأس التي شرب منها أوباما نخب السلام الموعود والمصالحة مع العالم الإسلامي التي لم تبرح الورق الذي كتبت عليه في خطاب القاهرة. هي ثمار، للعرب دور كبير في رعايتها وللأمريكان الفضل في حمايتها، لقد أصبح لدينا اليوم في الأراضي الفلسطينية المحتلة جزار «ديمقراطي» وديمقراطيته تتمثل في المساواة بين كل الفلسطينيين في القتل. لا فرق اليوم بين طفل أو شيخ، بين رجل أو امرأة، بين مقاوم مسلح وعامل أعزل، الكل سواسية تحت سيف الجزار الصهيوني، وكل الأراضي الفلسطينية أصبحت هدفا محتملا للبناء الاستيطاني. لا يجب أن ننكر على العرب فضلهم الكبيرفي تلك «الانجازات»، فكل ما نراه اليوم هو ثمار خيارهم «الحكيم» في التمسك بأمريكا والمفاوضات. فهنيئا لمن باعوا فوق الطاولة وتحتها، ومن لاحقوا المقاومة وشتتوها حتى لا تشوش عليهم صفو جلسات التفاوض، فلولا تلك الجهود «العظمى» لما طمع الاحتلال اليوم في ضم كل الأراضي المحتلة وما كانت أمريكا لتحميه إلى الأبد ودون حدود، فهنيئا لكم.. هنيئا لكم بأوباما..