الإدارة عندنا هي تماما كالشجرة جذعها المركز وفروعها في الجهات والشجرة ذات الجذع المعلول لا تنتج الا ثمارا معلولة تضرّ ولا تنفع. وبالتالي هلا تكون شوائب ثمارنا الادارية الجهوية والمحلية من شوائب جذعها الادارة المركزية؟ ما أعرفه وأسمعه عن الحلقة المفقودة في علاقة بعض الادارات المركزية بالادارات الجهوية والمحلية يجعلني أطالب رحمة بهذه الادارات الداخلية بأن نفتح لها في كل وزارة مكتبا للعلاقة مع الادارة المركزية حتى لا تبقى «المطر في العاصمة والزلق في الجهات» وحتى لا تبقى «الماكلة على الترد والمحاحية على الزرزور» وحتى لا يبقى تحريك الجمر بيد الآخرين وحتى لا يبقى بيننا جحا ولا ظله يرفع شعار «اخط راسي واضرب» ما أعرفه وما أسمعه عن عديد الادارات المركزية يحيلني مباشرة على فعل ركز يركز ركزا ومشتقاته ومصادره في العامية وفي لسان العرب. ففي العامية «ركزه» تعني طرحه أرضا رميا أو ضربا أو ركلا. و«ركز عليه» في لعبة الورق تعني «شكّب عليه» وفلان رُكزة وركيزة أي أنه صاحب قرار لا تردّ له كلمة ومن يردها يكون مركوزا. و«الركزة» هي الرجة التي تخيف السائق والمترجل في الطريق وهو يسعى. أما في لسان العرب عند ابن منظور فركزه ركزا يعني غرسه في الأرض. والمتمركز تعني الساق من يابس النبات الذي طارت أوراقه. والركزة هي النخلة التي تنبت من جذع النخلة والمراكز هي منبت الاسنان والأضراس. هنا دعوني أركز قلمي عند هذه الركزة في الطريق الادارية واعذروني ان فقدت التركيز وسألتكم هل حقا حسب ما أفهم وما يدعون أن الادارة المركزية علاقتها بفعل ركز ومصادره أوثق وأوطد وأربط من علاقتها بفروعها في الجهات؟