من منّا لا يعرف «الشعباطة»، تلك النبتة السريعة النمو والطرية اللينة والكثيرة الامتداد والتسلق والالتصاق والالتواء على كل شيء تصله وتلامسه. والتي تتخذ من كل قائم بذاته متكأ بناء كان أم شجرة فتغمره وتغطيه. وتخفيه تماما حتى إذا نظرت فلا ترى البناء ولا الشجرة وإنما ترى «الشعباطة». ول«الشعباطة» في امتدادها وتسلقها للشيء أسلوبان. إمّا الالتواء على المتكإ وأمّا الالتصاق به بما رزقها الخالق من مصاصات ورقية خفية تشبه «المغيثة» عند المستنجدين بالطب الرعواني في «تنحية الدم» في السابق وكم من بناء محت صورته «الشعباطة». وكم من جذع ثابت الشجرة مباركة غطّته «الشعباطة». معذرة إن كان هذا الحديث لا يهم وزارة الفلاحة ولا وزارة البيئة ولا حزب الخضر ولا جمعيات أحباء الطبيعة ولا المقاولين المتعهدين بالمناطق الخضراء في البلديات لأن بكل بساطة ما ساقني الى هذا السياق هي الشعباطة الانسان. وليس الشعباطة النبتة!! بلغني أن أعوان احدى الادارات لقبوا أحد المسؤولين الصغار في إدارتهم ب«شعباطة» وقالوا والعهدة عليهم ان الرجل يمتلك كل صفات «الشعباطة» من حيث سرعة الامتداد وسهولة التسلق وكثرة الالتواء والقدرة على النفاذ الى أي مكان كان ومن أي متسع حتى وإن كان أضيق من عين الابرة. ويقولون أيضا ان هذا الرجل المسؤول الصغير كلما حلّ بالادارة مدير جديد ورأى الأعوان فيه شجرة مثمرة مباركة جذعها في الأرض وفرعها في السماء إلاّ وزرع صاحبنا نفسه شعباطة في ظلّه. وفي أيام معدودات تنمحي صورة الشجرة وتبرز صورة «الشعباطة». وحتى لا يتم هذا الحديث في خانة «الهفّاطة» بتهمة «تكسير البطاطا» أتحداك وأتحدّى قبلك العالم إن لم يعترضك في حياتك أكثر من مسؤول برتبة «شعباطة» وبكل بساطة شعباطة، شعباطة، شعباطة.