سألته عن حال البلاد العربية قال انها تعاني من الانفلات... طلبت منه بعض التوضيح وسألته عما إذا كانت هناك فلتة من فلتات هذا الزمان في خضم الانفلات... وكان الحوار التالي: قال: سيداتي... سادتي... قلت له: ولماذا لا تقول أيها المواطنون أيتها المواطنات... أو... يا سادة يا مادة يدلّنا ويدلكم على الخير والشهادة... أجاب بشيء من الغضب... اسأل القاموس عن الانفلات... ستجد الانفلات الامني والانفلات الاداري والانفلات السياسي... والانفلات الاعلامي. ما يهمنا هو الانفلات الاخير... الامر بسيط... الاتهامات تتهاطل كالمطر... والرياح عنيفة... والجميع يكاد ينسى أن «المتهم بريء حتى تثبت إدانته». ولكن هذا الامر عادي في أجواء الهيجان التي تعقب أي ثورة أو أي انتفاضة... وهل هناك فلتة في هذا الانفلات؟ لا أعرف... ولكن الفلتات واردة... في الاعلام والسياسة والثقافة... وأعرف فلتة تكاد تكون... «أم الفلتات»... وهل تطلعنا على فلتة إعلامية؟... أهل مكة أدرى بشعابها... وأذكر أن أحدهم قال إن أمريكا الحريصة على الدستور في مصر... كانت بمثل هذا الحرص في العراق... وماذا تقول أنت؟... مصالح سياسية وكثير من النفاق... دعنا من هذا يا صديقي... العالم العربي في وضع صعب وأخاله اليوم في وضع يشبه وضع أواخر السبعينات وأول الثمانينات من القرن الماضي... وقتها شهدنا انتكاسة عالمية للديمقراطية... ولم يكن الامر حكرا على بلد واحد... تقصد أن مصر كانت في «العجّة»... مصر دائما في قلب العرب... والتاريخ يقول إنها كلما كانت على نفس الخط مع سوريا... كان الوضع العربي سليما... ولكنهما اليوم في العاصفة أو في ما يشبه العاصفة؟... وبعدها... قد تتحسن الاوضاع... لماذا نتشاءم دائما... لا بالعكس نحن نريد التفاؤل ونبحث في الواقع عن ضوء في نهاية النفق... أذكر احدى حكايات كاتبنا الكبير عز الدين المدني... تأمل جيدا... ستجد أن النور أو الضوء أقرب مما كنت تعتقد... علينا إذن أن نتفاءل... ليس لدينا خيار آخر... والوضع العربي قد يتحسن الشهر القادم... تقصد... في مارس... تفاؤل خالص... أول التحسن... ولكن هناك دول تنتظر بين السيناريوهين... التونسي... والمصري... وهل من كلمة للختام كما يصر بعضهم على إنهاء الاحاديث؟... أذكر بيت عنترة... دار عبلة بالجوار تكلمي... وعمي صباحا... وأسلمى... سنبلغ سلامك الى عبلة... طاب يومك...