«حرب شوارع» بين أنصار صالح ومعارضيه صنعاء (وكالات): اندلعت أمس اشتباكات عنيفة بين أنصار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ومعارضين يطالبون باسقاط النظام في العاصمة اليمنية، بينما دخل المتمردون الحوثيون على الخط ودعوا الشعب اليمني الى خلع نظام صالح متهمين إياه بالارتهان للأمريكان. وتجمّع المئات من أنصار صالح في الساحة الرئيسية أمام البوابة الرئيسية لجامعة صنعاء لمنع طلاّب محتجين من الانتشار في الساحة لتنظيم مظاهرات تطالب بخلع صالح. ووقعت اشتباكات بين الطلبة وأنصار صالح حيث استخدمت الحجارة والعصيّ مما دفع الشرطة الى التدخل للتفريق بين المتظاهرين من الطرفين. وحاول مئات الطلبة المتظاهرين من داخل الجامعة استئناف التجمع الحاشد وعندما حبستهم الشرطة داخل الحرم الجامعي بدأوا بإلقاء الحجارة على أنصار الحكومة من بوّابات الجامعة. وقال مراد محمد وهو طالب يمني شارك في الاحتجاجات التي تم فضّها صباح أمس «سنواصل الاحتجاج حتى يرحل هذا النظام... لا مستقبل لنا في ظل هذه الظروف». تحريض وقد اتهم الحوثيون أمس السلطات اليمنية بالارتهان لأمريكا ودعوا الشعب إلى الاستمرار في التظاهر من أجل إسقاط النظام متوعدين بالرد «القاسي» في حال اندلاع حرب جديدة مع السلطة. ونقلت صحيفة «القدس العربي» اللندنية عن بيان صادر عن عبد الملك الحوثي بمناسبة المولد النبوي الشريف وزع عبر البريد الالكتروني ان «الطيران الأمريكي الذي يجوب الأجواء اليمنية ليس من أجل النزهة بل لقتل يمنيين كما حدث في محافظة صعدة خلال الحرب السادسة وفي محافظتي أبين وشبوة ومحافظة مأرب». واضاف «أن السيطرة الأمريكية مستحكمة على الوضع العام في اليمن فهو بلا سيادة وبلا حدود وبلا أجواء كلها مستباحة، والسلطة اليمنية أصبحت أمريكية بامتياز والرئيس علي عبد الله صالح معه في القصر الرئاسي بوابة خاصة للسفير الأمريكي يدخل منها متى شاء لتوجيه أي أمر في أي وقت». وتابع إن «المؤسسات التي تسمى مؤسسات أمنية ،الأمن القومي، الأمن السياسي، الاستخبارات العسكرية كلها أصبحت تعمل للأمريكيين ، فمن يعمل فيها عليه أن يحذر لان عمله لصالح الأمريكيين وهكذا يتحركون في كل مجال، فقد احكموا سيطرتهم على المؤسسة العسكرية وأصبحت سلاحاً بأيديهم». وحرض الحوثي الشعب اليمني على الخروج ضد السلطة والاستفادة من ثورتي مصر وتونس قائلا «اننا سنكون في طليعة الشعب اليمني في حال خروجه بشكل واسع.. وإذا تأخر الشعب عن الخروج على السلطة فإنه سوف يندم كثيراً إذ سيلحق به المزيد من الظلم والقتل والدمار على يد السلطة وأزلامها». وأشار إلى «فاعلية الخروج السلمي ضد الطغيان والظلم والاستبداد واسقاط أنظمتهم بالصوت والكلمة». اتهامات وكانت منظّمات حقوقية يمنية اتهمت الرئيس صالح بالسعي الى اثارة الانقسامات القبلية في المجتمع، في حين اعتبر الحزب الحاكم تلك الاتهامات باطلة. وقالت المنظّمات في بيان صحفي ان الورقة المناطقية الخطيرة التي يلجأ إليها النظام تهدد بشكل خطير السلام الاجتماعي والوحدة الوطنية، ويأتي توظيفها في الشارع اليوم امتدادا لتحرّكات رئيس الجمهورية وبعض قيادات الحكومة بين مناطق القبائل في الأيام الماضية وذلك لتحريضها في مواجهة المحتجين مما يعيد الى الذاكرة إباحة صنعاء عام 1948 أمام القبائل. من جانبه أدان المرصد اليمني لحقوق الانسان بشدّة تصرّفات الاجهزة الأمنية تجاه التجمعات السلمية في عدد من محافظات اليمن وصمتها أو مشاركتها إزاء استهداف حرية الرأي والتعبير من قبل أعوان يرتدون الملابس المدنية ويمنعون المواطنين والناشطين السياسيين من التعبير عن آرائهم أو إقامة فعالياتهم الاحتجاجية المكفولة في الدستور والقانون والمواثيق الدولية.