نبيل ميهوب من الخريجين الأوائل للمعهد العالي للفن المسرحي قدم مجموعة من الأعمال المسرحية وأدار المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالكاف بالاشتراك مع منير العرقي والمرحوم علي مصباح ويتولى تفقد مادة التربية المسرحية منذ سنوات. «الشروق» التقته في هذا الحوار حول قضايا المسرح التونسي اليوم. حوار نور الدين بالطيب بعد نقاش طويل أصدر المسرحيون بيانا بمثابة ورقة العمل لاستشراف مستقبل المسرح التونسي؟ العمل المسرحي في تونس لابد أن يخضع الى مراجعة عميقة وأساسية على مستوى المؤسسات وبالتالي على مستوى القوانين والتشريعات وهذا شيء أساسي قبل كل شيء وكل هذا يجب أن ينصهر في رؤية أساسية ولابد أن يكون طرف الهيكلة الثقافية وذلك بسن قوانين وتشريعات تحدد ضوابط المهنة المسرحية حتى يتحمل كل طرف مسؤوليته. من ناحية فنية وهذه مسألة لا يضبطها النص القانوني وهي أن الثورة أساسا هي ثورة ثقافية وليست مجرد ثورة مطلبية لابد من مشروع ثقافي يعمق قيم الثورة. اذن أنت تدعو الى مراجعة هيكلية للمسرح التونسي؟ نعم وهذا شيء أساسي وبعيد كل البعد عن الاستشارة الوطنية حول المسرح رقم 2 قرأنا نصوصا وبيانات لا تختلف عن الاستشارة الوطنية حول المسرح وعندما نرى المطالب والاقتراحات نتساءل ما المانع لو قدمنا هذه الاقتراحات للنظام السابق لا يوجد أي خطر وما حدث في المسرح في رأيي دون المأمول تماما في رأيي الشخصي كان علينا أن نتريث. يمكن أن نقترح الآن ما هو عاجل يعني ما هو انساني مثل الحالات الانسانية لبعض المسرحيين التي تتطلب تدخلا عاجلا خاصة أن الوزير هو وزير في حكومة مؤقتة وبالتالي لا يمكن أن نطلب منه قرارات استراتيجية لأنها ليست من مشمولاته. الدعم في الانتاج والتوزيع مثير للجدل كيف ترى الصيغة الممكنة؟ أنا قلت رأيي في هذا الموضوع منذ سنوات، والدعم يجب أن يكون لبرامج ولخطاب مسرحي ورؤية وليس مجرد أعمال متناثرة يمكن أن ندعم مشروعا لشركة لمدة ثلاث سنوات وفي كل سنة نراقب ونحاسب، يجب ان يكون هناك دعم للكتابة المسرحية ولشبان يخوضون لأول مرة تجربة الاخراج وكذلك لابد من دعم أشكال متنوعة من المسرح مثل المسرح الكلاسيكي أو المسرح التجريبي أو المسرح الغنائي... الدعم تم اختزاله في مجرد الحصول على منح مالية وكأنها مسكنات أو خلق لموارد رزق مؤقتة يعني فقد بعده الفني لذلك لم ينتج الدعم تجارب مسرحية وأسماء لهم تجربة بمفهوم التراكم وتطوير خطاب مسرحي فيه رؤية. المسرح كيف يعود الى الجهات؟ المسرح غائب في الجهات ولكن حتى حضوره في تونس فيه جانب من الوهم فنحن لا نرى عروضا يومية في العاصمة أغلب المسرحيين وأنا منهم نتحدث دائما على أننا نتمرن وكأنها المسألة أصبحت عسكرية يعني نتدرب لحرب غير موجودة. لابد من الفصل بين المؤسسات الخاصة والعامة والجمعيات المسرحية ولابد من تركيز أكثر ما يمكن حسب مواصفات الجهات ورغباتها ويجب أن يكون للمراكز قوانين أساسية وليس مجرد نصوص أحداث. لا يمكن تأسيس مسرح بدون فضاءات بالضبط كأننا نتحدث عن جمعية رياضية بلا ملاعب. البنوك ما هو الدور الذي يمكن أن تقدمه في هذا الاتجاه؟ البنوك لها دور أساسي في التنمية لكنها الى حد الآن تستثني القطاع الثقافي وهي تبحث عن الضمانات وهذا شيء طبيعي ولا يمكن أن تمنح المال هكذا مجانا لوجه الله. هناك صيغ أخرى لدعم المسرح مثل الاستشهار والتبني. التربية المسرحية أنت من المتخصصين فيها باعتبارك متفقدا لهذه المادة ألا ترى أنها مهمشة؟ التربية المسرحية مسألة أساسية جدا بالنسبة لتكوين الناشئة بمعنى التربية وليس التعليم وأساسا التدرب على الحوار والاختلاف ودورها ليس أساسا تكوين ممثلين أو عاملين في المسرح هذا دور ضمني لكن دورها الأهم هو في نشر ثقافة الاختلاف التي يحتاجها مجتمعنا وكل هذا نص عليه المشرع. لكن في الواقع نجد معطيات أخرى، لا يوجد ايمان كبير في المؤسسات التربوية بهذا وأنا بحكم تجربتي في هذا المجال لاحظت ان هناك عددا كبيرا من المسؤولين والمربين مؤمنين بهذا الدور للتربية المسرحية لكنه هناك من يستهتر ولا يهتم بهذه المادة أصلا، التربية المسرحية لها دور حيوي في خلق جمهور المسرح وليس العاملين فيه فقط وبالتالي لابد من هيكلة هذه المسألة في مستوى الاطار لأن الاطار محدود جدا لدينا 330 أستاذا وهذا عدد محدود جدا وثانيا في توفر ظروف العمل وخاصة القاعات وهذا ليس مطلبا مشطا خاصة أن هناك قاعات متعددة الاختصاصات ولكن يحرم منها أستاذ المسرح وتمنح لأساتذة آخرين. كانت المهرجانات مبنية على المسرح والآن طرد المسرح كيف ترى المسرح في المهرجانات؟ لابد من اعادة النظر في المهرجانات ومن الضروري أن تكون هناك مهرجانات متخصصة في المسرح والمهرجانات الأخرى يمكن أن تنفتح على المسارح ولابد من التذكير أن هناك تجارب هامة في هذا المجال رغم الظروف التي كانت سائدة يمكن تطويرها الآن ومنحها نفس من الحرية.