قد لا يحتاج الملاكم الدولي السابق نورالدين البوغانمي الى ديباجة لتقديمه فهو البطل السابق للمغرب العربي في مناسبتين (1981 و1983) وبطل العرب أيضا عام 1985 وبحوزته ذهبية ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1983.. لكن مع حلول عام 1985 لم يكن ابن الخضراء الرياضية يعلم أن الأقدار ستحيله على تقاعد مبكر في الوقت الذي مازالت فيه قبضة البوغانمي في أوج قوتها وعنفوانها وذلك عندما تعرض الى اصابة حادة وغادره فوق الحلبة في اطار دورة فرنسية وكان ذلك بقميص المنتخب الوطني التونسي وأمام أحد «فيلة» الكوت ديفوار وهو ما تسبب له في كسر فكّه السفلي وسقوط مستمر قدره الطبيب الشرعي ب18٪ اليوم مرّ على هذه الحادثة 26 عاما تحمل خلالها البوغانمي أكثر مما يطاق حيث لم يظفر سوى بالوعود الكاذبة فقد راسل البوغانمي وزارة الاشراف في أكثر من مناسبة وفعل الأمر نفسه مع جامعة الملاكمة، لم يطالب البوغانمي بالمستحيل بل كان يريد التمتع بحقوقه المادية والمعنوية فحسب والتي لخصها هذا الملاكم في أربعة مطالب أساسية وهي: حقه في التعويض عن تلك الاصابة والتمتع بالترقية في عمله كمنشط رياضي منذ أوائل التسعينات وطالب أيضا بالحصول على المنحة التي أمرت وزارة الاشراف بصرفها له والمقدرة بحوالي 8500 دينار وقد سبق له أن طالب أيضا بالحصول على رخصة سيارة أجرة تمكنه من ضمان العيش الكريم لأفراد عائلته وذكر لنا البوغانمي أنه حزّ في نفسه كثيرا أقدم المنظمين الفرنسيين لتلك الدورة التي وضعت حدّا لمشواره الرياضي لم يتنكروا له وذلك عندما خصصوا له مبلغا قدره 500 أورو كمساعدة اجتماعية وإن كان هذا المبلغ يحمل في طياته بعدا رمزيا فحسب إلاّ أنه حسب البوغانمي يعتبر رسالة مضمونة الوصول الى سلطة الاشراف وجامعة الملاكمة لانصاف هذا الملاكم. (يذكر أن نورالدين أمدنا بجميع الوثائق التي تؤكد صحة كلامه: نسخة من مراسلاته للوزارة ونسخة من المنحة التي ذكرناها والمقدرة ب8500 دينار وكذلك نسخة من الصك الخاص بالمساعدة التي خصصها له المنظمون الفرنسيون). رفض رفع قضية ضدّ الجامعة ممارسة الفن النبيل وحدها جعلت نورالدين لا يبطن الكراهية والحقد إزاء كل من تنكر له لذلك اكتفى بمراسلة الوزارة والجامعة فحسب مع أن القانون حسب ما أفادنا به الأستاذ منصف عروس كان يخوّل له التقدم بقضية في الغرض باعتبار البوغانمي تعرض الى حادث شغل.. لكن من المؤكد أن الثورة المجيدة التي قادها الشعب التونسي قلبت كل الموازين داخل أروقة وزارة الرياضة وصلب جامعة الملاكمة لذلك من الطبيعي أن يتفهم المسؤولون عدم قدرة البوغانمي على التحمل بعد 26 عاما من الانتظار.