نور الدين البوغانمي ملاكم دولي سابق ساهم في إعلاء الراية التونسية في المحافل الدولية والإقليمية، حيث أحرز على ميدالية ذهبية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي انتظمت بالمغرب سنة 1983 فضلا عن تشريفه تونس في الألعاب الأولمبية بلوس أنجلس سنة 1984 ببلوغ المربع الذهبي، وفي سنة 1985 تعرّض لحادث بمناسبة إعلاء الراية الوطنية في دورة رسمية على حلبة الملاكمة بفرنسا ممّا تسبب له في كسر فكه الأسفل وسقوط مستمر قدّره الطبيب الشرعي المكلف من رئيس المحكمة الإبتدائية بتونس بنسبة 18 %. ومنذ ذلك الوقت أي منذ ربع قرن وهو يلهث وراء حقوقه لكنه لم يحصل عليها الى يومنا هذا بسبب العراقيل التي وضعتها أمامه جامعة الملاكمة على مدى العقدين الماضيين. والغريب أن السلطات الفرنسية أنصفته من جانبها ومكنته من مبلغ مالي كتعويض للضرر بينما حرمته الجامعة التونسية للملاكمة من حقوقه حتى أنّها فوتت عليه حقه في التأمين، ومع ذلك لم ييأس نور الدين البوغانمي رغم وضعه الاجتماعي المتردي بل طرق كل الأبواب من أجل الحصول ولو على جزء من حقوقه. بعد الثورة جاء الفرج!.. في شهر رمضان المعظم نزلت الرحمة من السماء وتمّ إصدار قرار من الوزارة بتمكين الملاكم البطل نور الدين البوغانمي من منحة تعويضية على الضرر قدّرتها سلطة الإشراف ب عشرة آلاف وخمسمائة وخمسين دينارا (10.550 ألف دينارا) إلا أن المعني بالأمر لم يتحصل إلا على ألفين فقط من المنحة الجملية بالرغم من أن الوزارة حوّلت المنحة كاملة الى الجامعة المعنية طبقا لما يشير إليه التقرير المالي المعد من طرف الخبير المالي للجامعة بمناسبة عقد جلستها العامة. وعلى إثر ذلك اتصل الملاكم نور الدين البوغانمي بالجامعة فلم يجد أي رد ثمّ اتصل بالإدارة العامة للمصالح المشتركة التي رفضت تسوية الوضعية وهو ما دفع به الى الإتصال بوزير الشباب والرياضة الذي استقبله في مكتبه وقد عبّر له عن أسفه لما آلت إليه وضعيته وأشار عليه باللجوء إلى القضاء لإنصافه. قضية ضد الجامعة وعلى إثر ذلك توخى الملاكم نور الدين البوغانمي مسلك القضاء لاسترداد حقوقه المهضومة رغم أنّه تجنب ذلك طيلة ربع قرن وقد كانت الخطوة الأولى تسوية الوضعية سلميا لكن بدون جدوى فسخّر عدل التنفيذ للتنبيه على الجامعة لتمكينه من بقية مستحقاته وقد توجه العدل المنفذ للجامعة وأنذرها بدفع بقية المبلغ المتخلد بذمتها وهو 8550 دينارا لكن الجامعة لم تستجب وهو ما اضطرّ الملاكم نور الدين البوغانمي الى اللجوء للمحكمة حيث كلّف محاميا لرفع قضية في الغرض. إذن على عريضة وقد بادر محامي نور الدين البوغانمي برفع قضية في إذن على عريضة ضد الجامعة التونسية للملاكمة للحصول على نسخة قانونية من التقرير المالي الذي جاء به تدوين مقدار منحة البوغانمي وذلك لغاية استعمال النسخة كمؤيد للحصول على مستحقاته المالية الموجودة تحت يد الجامعة وقد أمكن له ذلك في شهر ماي الماضي وصدر إذن لمراقب الحسابات بتمكين العارض أو من ينوبه من نسخة قانونية من التقرير المالي المعد من قبل الجامعة التونسية للملاكمة بتاريخ 8 ماي 2011 والمصادقة عليه من قبلها واعتمادا على هذا المستند تمّ رفع قضية لدى المحكمة الإبتدائية بتونس ضد الجامعة التونسية للملاكمة التي ستنظر في هذه القضية لاحقا.