بعد انتهاء حلقات الحوار الحاصلة بين ممثلي شباب المناجم المعطل عن العمل والإدارة المركزية لشركة فسفاط قفصة أصدرت هذه الأخيرة يوم 2 مارس الجاري منشورا تفصيليا يحدد طريقة تنفيذ ما اتفق عليه ومن ذلك: بعث فريق رابع من العمال يضاف إلى فرق التناوب كل حسب البرنامج المسطر والأوقات المقسمة. تعزيز أعوان الحراسة والمناولة وتنفيذ مشروع أم الخشب بالمتلوي. انتداب 3000 عامل حسب اختصاصات معينة ومقسمة كما يلي: المتلوي 1000 والمظيلة 350 وأم العرائس 605 والرديف 454 وصفاقس 80 وقفصة 40 وتونس 14 إضافة إلى الاطارات المختصة والعليا والوسطى التي سيتم تنفيذها حسب أوضاع وحاجيات واحتياجات المؤسسة. أما في الانتدابات ذات الصبغة الاجتماعية وعددها 261 موطن شغل فقد وزعت فقط على أبناء الحوض المنجمي (المتلوي الرديف المظيلةأم العرائس). وسوف ينظر لاحقا في تكوين لجنة تتركب من ممثلي الشركة وممثلين عن أهالي المنطقة المنجمية فقط لمزيد انتداب عملة من حاملي شهائد التكوين المهني.. مع مراعاة الأولوية لذوي الحالات الاجتماعية. أما في مجال انتداب الاطارات فقد تقرر بعث لجنة مختصة من ممثلين عن الشركة ونواب عن أهالي المناجم فقط أيضا. واثر اطلاع الرأي العام في قفصة وبقية أحوازها (قفصة القصر لالة القطار السند بلخير زانوش قفصة الشمالية سيدي بوبكر كاف دربي.. الخ) على فحوى المشروع الذي كان مناب المذكورين فيه لا يتجاوز 40 موطنا ثار الشباب.. وهاج.. ونادى بالعدل.. وقرر الاعتصام أمام محطة السكك الحديدية بقصر قفصة ومنع نقل الفسفاط إذا لم تقم الشركة بمراجعة قرارها الذي يعتبرونه من باب الظلم والتهميش والمحاباة. ويوم أمس (4 مارس) تجمع المتظاهرون أمام مقرات الشركة والولاية.. وحاصروا البلاد من جميع مداخلها ومنافذها بالسدود.. وحرق العجلات المطاطية ونفايات المزابل.. عازلين المدينة عن بقية كل الجهات ومعطلين العمل والتنقل ومانعين الدخول والخروج لأي وسيلة نقل كانت.. وعند الضحى انتظمت مسيرة كبيرة جابت البلاد والشوارع الرئيسية معبرين عن استنكارهم وسخطهم. وبوصولهم إلى شارع بورقيبة هجموا على مقر الاذاعة الجهوية محاولين احراقها.. لولا وقوف أعوان المؤسسة وموظفيها بأسلوب تهدئة الخواطر والاقناع. والجدير بالذكر ان كل ما وقع وصار.. من تحد وتظاهر وحرق وتهديد وهجومات كان كله في غياب الأمن وسلبية أعوان الجيش الوطني المتواجد بالساحة.