رفضت دمشق أمس التهديدات الصهيونية الموجهة إليها معتبرة أن تلك التهديدات تفتقد الى أدنى درجات المصداقية وتزيد من تأزم الوضع في المنطقة. وقال وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ان التهديدات التي وجهتها اسرائيل ضد سوريا واتهامها بالوقوف وراء العملية الفدائية الأخيرة في بئر السبع لاتستند الى أية أدلة وتفتقد للمصداقية. ونقلت وكالة الأنباء السورية عن الشرع قوله ان مثل هذه التهديدات تزيد من حدّة التوتر القائم في المنطقة. تهديدات باطلة وقد هدّدت اسرائيل أمس مجددا بشن هجوم عسكري ضد سوريا بعد أن اتهمتها بالضلوع مباشرة في العملية الفدائية المزدوجة التي تبنتها حركة «حماس» في بئر السبع الثلاثاء الماضي. وألمح نائب وزير الدفاع الاسرائيلي زئيف بويم الى أن توجيه ضربة ضد أهداف سورية يمكن أن يكون وشيكا. وقال بويم في تصريح للاذاعة الاسرائيلية العامة ان «القاعدة التي تقول ان أي شخص يتعامل مع الارهاب ضد اسرائيل يعتبر هدفا، يجب أن يصرح بها وأن نؤيدها» حسب تعبيره، وأضاف بويم أنه «من الممكن شن عمليات شرط اختيار الأهداف بشكل جيد وفي الوقت المناسب كي يفهم السوريون أن هناك خطوطا حمراء لا يمكنهم تجاوزها». وجاءت تصريحات بويم ردا على تصريحات لرئيس لجنة العلاقات الخارجية والدفاع في الكنيست الاسرائيلي يوفال شتانييتس الذي اقترح «مهاجمة أهداف سورية خاصة في لبنان رغم خطر اشتعال الحدود الشمالية» على حدّ تعبيره. وكان الطيران الحربي الاسرائيلي هاجم موقعا قرب دمشق زعم أنه معسكر تدريب نشطاء فلسطينيين في أكتوبر الماضي عقب عملية حيفا التي أدت الى مصرع 21 صهيوينا وأعلنت حركة الجهاد الاسلامي مسؤوليتها عنها. ضغوط صهيونية وحمّل وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم من جانبه أمس سوريا المسؤولية عن عملية بئر السبع. وقال شالوم في حديث للاذاعة العسكرية الاسرائيلية ان سوريا مسؤولة عن الاعمال التي وصفها بالارهابية لأنها حسب زعمه تؤوي المقرات العامة لمنظمات المقاومة وتصدر الأوامر لتنفيذ العمليات ضد اسرائيل. وأضاف شالوم أنه «على سوريا أن تفهم أن هذه السياسة ستكون لها انعكاسات واضحة وعندما نعتبر أن دمشق قد تجاوزت خطا أحمر سنتحرّك». وأشار شالوم الى أن اسرائيل سبق وتحرّكت بشكل مدروس ومسؤول في السابق عندما تجاوزت سوريا خطا أحمر» حسب وصفه. وزعم ضباط في المخابرات الاسرائيلية أن ثلاثة أرباع العمليات التي يتم التخطيط لها في الضفة الغربية يمولها حزب اللّه اللبناني الذي يحظى بدعم سوري واسع، وفق ما نقلت صحيفة «هآرتس» العبرية أمس. وعلّق محللون أن اسرائيل تسعى الى عزل سوريا وتكثيف الضغط عليها فيما تستعدّ الولاياتالمتحدة الى طرح قرار أمام مجلس الأمن يدعو الى ما أسمته بسيادة لبنان. واعتبر المحلل ريفون باز أن هدف اسرائيل هو «محاولة الاستفادة من هذا الاطار الدولي لفرض عقوبات على سوريا ولمنع أي اتفاق بين دمشق والاتحاد الأوروبي». وحسب باز فإن سلطات الاحتلال الاسرائيلي تسعى الى تضييق الخناق على رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل. وأوردت سلطات الاحتلال كذلك إسم الدكتور محمود الزهار كهدف لعملياتها.