واللّه لا أعرف شيئا لا من الحبوب ولا من الهلوسة التي يتحدث عنها القذافي حديث الضالعين في التجربة، ومع ذلك فأنا ربما أكون «مهلوسا» أو أن لي في الأمر مسّا من الجنون أولا هذا ولا ذاك وأن ما أحسّه وأسمعه وأراه هو عين الحقيقة ورأسها ومخها بالأساس. فهل أنا مصروع أم أنا على حق؟ وهل أنا أهذي أم على سكّة الحق في ما أقول في الحلم واليقظة؟ «سايسوني» واستروا ما ستر اللّه إن كنت أحمل من الفيروسات المعدية فيروس السياسة بربكم وبأحزابه الستين ألا ترون مثلي ما أرى في ساحة التنظيمات من المقرات ما تحول الى زوايا ومن زوارها من تحولوا الى دراويش ومن قادتها من تحولوا الى أولياء صالحين يزعمون إن من «تحت يديهم» تتنزل البركة في الحرية والديمقراطية والعدل والمساواة المستوردة من تركيا مع «دبش تركيا» «تلبس وتقطع بالصحّة» والمغروم يجدّد ؟ هلاّ تسمعون مثلي قرع بنادير وأصوات تردد «نوبة باسم الشعب»؟ هلاّ رأيتم مثلي جحافل الشاطحين على «نوبة ديقاج Dégage»؟ وهلاّ ترون ما أرى من بين هؤلاء الأولياء الصالحين الجدد من أشعلوا كوانين بخورهم حماية للثورة من الجنّ والشياطين؟ وهلاّ تخشون مثلي من أن تتحوّل صناديق الاقتراع الى توابيت للأولياء الصالحين الجدد في زواياهم المتنقلة؟ وهلا تتحول الديمقراطية عندهم الى زردة ولكل زردة قرابينها؟ معذرة إني أسمع وكلاء هؤلاء الأولياء الصالحين في كل حين كل ينادي لصالح جدّه الولي الصالح ويدعو الفقراء المساكين وأهل الحاجة الى الطاعة والانصياع له وهو يردد على قرع البنادير وخلف عُباب أدخنة البخور «نادوا لباباكم يا فُقْرا».