الفلوجة النجف بغداد (وكالات) تظاهر امس اهالي الفلوجة بكثافة معبرين عن سخطهم على القوات الامريكية وحكومة علاوي في ضوء الاعتداءات الوحشية التي يتعرض لها سكان المدينة الذين تحدوا الامريكيين ان ينازلوهم على الارض بدل قصفهم جوا وبرّا.. وبينما شهدت النجف والكوفة توترا في الجمعة الاولى بعد اتفاق الهدنة سجلت مواجهات جديدة بين المقاومة والجيش الامريكي بالتوازي مع هجمات متفرقة. وأثار العدوان الامريكي على الفلوجة الذي سقط فيه 20 شهيدا سخط اهالي الفلوجة الذين تظاهروا امس بعد صلاة الجمعة ونددوا بالمحتلين وبالحكومة العراقية التي نصبوها قبل شهرين. غضب عارم واحتشد مئات المصلين القادمين من مساجد مختلفة وسط المدينة حاملين لافتات كتب عليها بالخصوص: «اين الارهابيون؟» في اشارة الى المزاعم حول وجود انصار لأبي مصعب الزرقاوي في الفلوجة والتي يستخدمها الامريكيون غطاء لضرب المدينة بالطيران والدبابات وردد المحتجون ايضا هتافات غاضبة ضد قوات الاحتلال ناعتين غاراتها على الاحياء السكنية الامنية بالجبن ومؤكدين استحالة الاستسلام. كما تحدوا الامريكيين ان ينازلوا مقاومي الفلوجة على الميدان لا ان يقصفوا الآمنين من الجو والبرّ. وفي ساحة الاحتفالات التي تجمع فيها المتظاهرون اكد الشيخ عبد الله الجنابي الذي يرأس «مجلس شورى المجاهدين» (الهيئة التي تدير شؤون المدينة) وهو يخاطب القوات الامريكية ان الحرب لن تتوقف الاباستشهاد آخر مقاوم عراقي او زوال آخر جندي امريكي. وشدد على ان العراقيين يرحبون بالموت. ومن جهته هاجم الشيخ عبد الحميد الجادوق امام مسجد «الفرحان» حكومة اياد علاوي مشيرا الى تواطئها مع قوات الاحتلال وعدم ايفائها بالوعود التي قطعتها لتقديم تعويضات للأهالي المتضررين من العدوان. وخاطب الإمام العراقي حكومة علاوي مؤكدا انه لا امن في العراق الا في مدينة الفلوجة حيث لاسيارات مفخخة خلافا لبغداد وغيرها، لأنه توجد في المدينة قوات امريكية. وندد قائد شرطة المدينة صبار الجنابي بالقرار الذي اتخذته القوات الامريكية بحل الشرطة المحلية واعفائه من منصبه موضحا ان الامريكيين يريدون ان تنفذ هذه الشرطة اوامرهم وهو ما لم يحدث. وفي اطار هذه المواقف الغاضبة اكد الشيخ حامد عماش الدليمي إمام مسجد «الرحيم» احد اكبر مساجد مدينة الرمادي المجاورة للفلوجة ان الامريكيين لم يأتوا محررين وانما اتوا لغرض الافساد ولغرض تدمير الاسلام داعيا الى قتالهم والى مساعدة المقاومين. وبعد قليل من المظاهرة التي نظمت في الفلوجة قصفت الدبابات الامريكية احياء الشهداء والنعيمية والجبيل مما ادى الى استشهاد مدنيين اثنين وجرح 6 آخرين وفق مصادر طبية وفي الوقت نفسه اكدت المصادر الطبية استشهاد اثنين من عناصر «لواء الفلوجة» (المؤلف من عسكريين سابقين) وجرح 8 آخرين في قصف لاحدى ثكنات هذا اللواء. والى الجنوب من بغداد اغلقت امس الشرطة العراقية المنافذ المؤدية الى داخل مدينتي النجف والكوفة بدعوى احتمال تفجير مظاهرات بعد صلاة الجمعة في الكوفة. وفي هذه المدينة تحديدا التي تعتبر معقلا لأنصار مقتدى الصدر اقيمت امس صلاة الجمعة خارج اسوار الجامع الرئيس الذي اغلقت الشرطة المنافذ المؤدية اليه. وأمّ احد مساعدي الصدر في الكوفة صلاة الجمعة نيابة عن مقتدى الصدر الذي دعا بالخصوص الى الافراج عن الصحفيين الفرنسيين. مواجهات وهجمات وعلى الميدان كانت القوات الامريكية قد طالبت مساء اول امس مقاتلي جيش المهدي في مدينة الصدر ببغداد بتسليم اسلحتهم الثقيلة. لكن نعيم الكعبي ممثل مقتدى الصدر في هذا الحي الشيعي شدد على ضرورة التوصل الى اتفاق نهائي قبل تسليم الاسلحة المنصوص عليه في الاتفاق المبرم بين الصدر وحكومة علاوي. وفي منطقة «القائم» عند الحدود العراقية السورية حاصرت القوات الأمريكية قرية «سعدة» اثر اشتباك مع رجال المقاومة العراقية. وفي مدينة «الرطبة» التي تبعد كثيرا عن القائم اعتقلت قوات الاحتلال 10 عراقيين اثر انفجار عبوة ناسفة لدى مرور آليات امريكية. وفي بغداد قتل امس في حي الغزالية سائق عراقي يعمل مع وكالة اسوشيتدبرس، حين اطلق مسلحون النار على سيارته بالقرب من منزله. وجرى اول امس في منطقة اللطيفية جنوبي بغداد تبادل لإطلاق النار بين مسلحين ووحدة من «الحرس الوطني» العراقي قتل وجرح فيه افراد من الجانبين.