ثمار الثورة وبوليس «هيلاري»... ولكن لماذا ازدواجية الخطاب ؟ كلما تلبّدت السماء بالغيوم الشخماء والسّحب الدهماء إلا وانتظرنا نزول المطر وخاصة في بعض المواسم التي تكون فيها الأمطار غيثا وبطبيعة الحال فكل غيث نافع مقابل رفض المطر في بعض المواسم الأخرى التي قد تتضرّر منها «الصابة» وذلك حسب نوعية «الصابة» والجهات المميزة بها.. غير أن المطر وبشكل أو بآخر تبقى نافعة «ووين تصب تنفع» بشرط أن نكون مؤهلين لحماية تلك الصابة وذلك بمختلف وسائل وآليات الوقاية وحسب الدراسات العلمية والأفكار النيّرة الرافضة ل«البعلي» ومشتقاته.. و«الصابة» هي مبادئ الثورة والمطر وهي الثورة بعينها وعلينا أن نحرص على الحماية بعد أن تلبّدت سماء تونس بغيوم الظلم والاضطهاد والفساد والاستبداد ولذلك علينا أن نوظف جميعا وعلى مختلف شرائحنا كل الأفكار النيّرة للعمل الجدّي والعقلاني بما يجعل الجميع يتمتعون بثمار هذه الثورة. من خُلق للزّحف ؟ قديما قالوا: «من خلق للزحف لا يستطيع أن يطير..» ولذلك على الجهَلَة والمتخلفين أن يعرفوا أحجامهم ويدركوا أنهم وإن حاولوا التماسك والتوازن ولو بصفة نسبية عليهم أن يتعلموا السير والمشي على الأقدام قبل الاقدام على محاولة الطيران الذي قد يكسّر أوصالهم دون إدراكه خاصة أن بعضهم أصبحوا يتسارعون الى الركوب على صهوة الثورة متناسين زحفهم على عتبات عصابات الفساد والاضطهاد والحال أن التاريخ ومهما زيّفوه سابقا فإن الكثيرين يعرفون حقيقته وبكل جزئياته فما بالك بتاريخ قريب.. وقريب جدا.. جدا. «حليمة» والبوليس السياسي ؟ في فترات سابقة كان لا يدخل أي منظمة إلا قليلها على غرار حقوق الانسان والنقابة والعفو الدولي إلا من يمرّ على غربال البوليس السياسي ليقول في شأنه ما يجعله مقبولا أو مرفوضا.. ولذلك خسرت منظماتنا عديد الكفاءات بسبب انتماء سياسي معارض خاصة.. كما خسرت بلدياتنا ومؤسساتنا بما في ذلك الادارية عددا كبيرا من القادرين على الافادة وتقديم الاضافة.. واليوم وقد تغيّرت المعطيات على الشعب أن يختار الأنجع والأفضل والمفيد والمنصهر بصفة عميقة ودقيقة في مبادئ الثورة وإلا فإن «حليمة» وبحكم طبيعتها لن تتردّد في العودة الى عاداتها القديمة وخاصة عند استقالة الناضجين والمثقفين والمدركين أن الفترة غير تلك التي فرضت عليهم الاستقالة. أمريكا بين «الحلال والحرام» ؟! استعمل «بوليس» هيلاري كلينتون وزيرة خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية الكلاب مفتشا الصحفيين التونسيين الذين انتظروا طويلا الندوة الصحفية التي لم تعقد.. وهي ممارسة قذرة ودنيئة ندّد بها الجميع غير أنها في المقابل ترجمت حقيقة أراجيف وممارسات الولاياتالمتحدة حول دفاعهم عن حرية التعبير واحترام حقوق الانسان وتلك الشعارات الأخرى التي تطالب بها الدول الأخرى لتحقيقها.. ولكن «حلال عليكم.. حرام علينا» !؟ الحق يُفتك... ولا يُهدى قريبا يتمّ الاعلان وبصفة رسمية عن انتصار القضاء بحق استقلاليته الذي يبقى كما ظلّ مطلبا أساسيا شعبيا وعلى مرّ السنين.. وبذلك وبانتصار الاعلام بحريته تكون الثورة قد أثمرت في هذين القطاعين الحساسين في انتظار الانتصار في قطاعات أخرى حتى نكون جميعا قد تجاوزنا عديد الرواسب بعد إدراكنا أن الحق يُفتك ولا يُهدى. الأتعاب في ازدواجية الخطاب ؟! بعض السياسيين «دهاة» ويعتمدون ازدواجية الخطاب حيث تراهم في هذا المنبر معتدلين وفي غيره متطرفين كما تراهم في فضاءات أخرى معتنقين النزعة «الجهوية» المقيتة وفي غيرها يتحدثون عن الانسان والكونية ككل وعندها تكثر الجراحات والأتعاب وخاصة للأطراف المتلقية التي تفقد ثقتها في الكثيرين وتعيش التأرجح بين الشكّ واليقين؟!