يتضمن "تنازلات".. تفاصيل مقترح الإحتلال لوقف الحرب    اكتشاف أحد أقدم النجوم خارج مجرة درب التبانة    ليبيا ضمن أخطر دول العالم لسنة 2024    بمشاركة ليبية.. افتتاح مهرجان الشعر والفروسية بتطاوين    جماهير الترجي : فرحتنا لن تكتمل إلاّ بهزم الأهلي ورفع اللقب    كلوب يعلق على المشادة الكلامية مع محمد صلاح    وزارة السياحة أعطت إشارة انطلاق اعداد دراسة استراتيجية لتأهيل المحطة السياحية المندمجة بمرسى القنطاوي -بلحسين-    وزير الخارجية يواصل سلسلة لقاءاته مع مسؤولين بالكامرون    عمار يدعو في ختام اشغال اللجنة المشتركة التونسية الكاميرونية الى اهمية متابعة مخرجات هذه الدورة وتفعيل القرارات المنبثقة عنها    رئيس البرلمان يحذّر من مخاطر الاستعمال المفرط وغير السليم للذكاء الاصطناعي    سجنان: للمطالبة بتسوية وضعية النواب خارج الاتفاقية ... نقابة الأساسي تحتجّ وتهدّد بمقاطعة الامتحانات والعمل    بن عروس: حجز 214 كلغ من اللحوم الحمراء غير مطابقة لشروط النقل والحفظ والسلامة الصحية للمنتجات الغذائية    الرابطة 2: نتائج الدفعة الأولى من مباريات الجولة 20    الترجي الرياضي يفوز على الزمالك المصري. 30-25 ويتوج باللقب القاري للمرة الرابعة    بطولة مدريد للماسترز: أنس جابر تتأهل الى الدور ثمن النهائي    زيادة ب 4.5 ٪ في إيرادات الخطوط التونسية    إمضاء اتفاقية توأمة في مجال التراث بين تونس وإيطاليا    وزير الثقافة الإيطالي: "نريد بناء علاقات مثمرة مع تونس في مجال الثقافة والتراث    توزر: الندوة الفكرية آليات حماية التراث من خلال النصوص والمواثيق الدولية تخلص الى وجود فراغ تشريعي وضرورة مراجعة مجلة حماية التراث    تعاون مشترك مع بريطانيا    سوسة: القبض على 5 أشخاص يشتبه في ارتكابهم جريمة قتل    تامر حسني يعتذر من فنانة    بن عروس: حجز 214 كلغ من اللحوم الحمراء غير مطابقة لشروط النقل والحفظ والسلامة الصحية    الرابطة الثانية : نتائج الدفعة الأولى لمباريات الجولة السابعة إياب    في اليوم العالمي للفلسفة..مدينة الثقافة تحتضن ندوة بعنوان "نحو تفكرٍ فلسفي عربي جديد"    برنامج الدورة 28 لأيام الابداع الادبي بزغوان    اعتماد خطة عمل مشتركة تونسية بريطانية في مجال التعليم العالي    الإتحاد العام لطلبة تونس يدعو إلى تنظيم تظاهرات طلابية تضامنًا مع الشعب الفلسطيني    رئيس الجمهورية يستقبل وزير الثقافة الإيطالي    الإتحاد العام لطلبة تونس يدعو مناضليه إلى تنظيم تظاهرات تضامنا مع الشعب الفلسطيني    صادم/ العثور على جثة كهل متحللة باحدى الضيعات الفلاحية..وهذه التفاصيل..    عاجل/ عالم الزلازل الهولندي يحذر من نشاط زلزالي خلال يومين القادمين..    رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة ببوعرقوب يوجه نداء عاجل بسبب الحشرة القرمزية..    خط تمويل ب10 مليون دينار من البنك التونسي للتضامن لديوان الأعلاف    القطب المالي ينظر في اكبر ملف تحيل على البنوك وهذه التفاصيل ..    سيدي حسين : قدم له يد المساعدة فاستل سكينا وسلبه !!    8 شهداء وعشرات الجرحى في قصف لقوات الاحتلال على النصيرات    البطولة الوطنية: النقل التلفزي لمباريات الجولتين الخامسة و السادسة من مرحلة التتويج على قناة الكأس القطرية    مدنين: وزير الصحة يؤكد دعم الوزارة لبرامج التّكوين والعلاج والوقاية من الاعتلالات القلبية    طقس السبت: ضباب محلي ودواوير رملية بهذه المناطق    كيف نتعامل مع الضغوطات النفسية التي تظهر في فترة الامتحانات؟    ابتكرتها د. إيمان التركي المهري .. تقنية تونسية جديدة لعلاج الذقن المزدوجة    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    وزير الخارجية يعلن عن فتح خط جوي مباشر بين تونس و دوالا الكاميرونية    طقس اللّيلة: الحرارة تصل 20 درجة مع ظهور ضباب محلي بهذه المناطق    وزير الفلاحة: "القطيع متاعنا تعب" [فيديو]    بنسبة خيالية.. السودان تتصدر الدول العربية من حيث ارتفاع نسبة التصخم !    تألق تونسي جديد في مجال البحث العلمي في اختصاص أمراض وجراحة الأذن والحنجرة والرّقبة    منوبة: تفكيك شبكة دعارة والإحتفاظ ب5 فتيات    قفصة: ضبط الاستعدادات لحماية المحاصيل الزراعية من الحرائق خلال الصّيف    تونس : أنس جابر تتعرّف على منافستها في الدّور السادس عشر لبطولة مدريد للتنس    مقتل 13 شخصا وإصابة 354 آخرين في حوادث مختلفة خلال ال 24 ساعة الأخيرة    عميرة يؤكّد تواصل نقص الأدوية في الصيدليات    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    انطلاق أشغال بعثة اقتصادية تقودها كونكت في معرض "اكسبو نواكشوط للبناء والأشغال العامة"    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أنا والنظام الإيراني والسوري في الاتجاه المعاكس: د.أحمد أبو مطر
نشر في الفجر نيوز يوم 06 - 06 - 2009

يواكب برنامج "الاتجاه المعاكس"الذي يقدمه الدكتور فيصل القاسم عبر فضائية الجزيرة ، آخر الأسئلة والشكوك التي تقتحم المخيلة العربية في هذا الزمن العربي الذي من الصعب أن تعتبره " رديئا " أم "جيدا" أم أنه في طريقه للتحسن والتقدم وصولا لشخصية وموقف عربي موحد مستقل ،محققا ما يمكن تسميته ( السلّة العربية ) بدلا من استمرار هذا الضياع الذي يوزع الجهود العربية لتصبّ في سلال أخرى : أمريكية أو إيرانية أو أوربية. لذلك فتحت الحلقة الأخيرة من البرنامج التي قدمت ليلة الأربعاء الموافق السادس والعشرين من مايو 2009 الباب على كافة المواجع العربية السرّية والعلنية .
النظام الإيراني والسوري
تناولت الحلقة المذكورة موضوعا مهما وهو ( الضغوط التي تتعرض لها سوريا لفك ارتباطها بإيران ، أليس من حقها ألا تضع كل بيضها في السلة الأمريكية ، أم أن تحالفها مع إيران أضرّ بعلاقاتها العربية ؟ ) . شاركت في الحلقة مع الزميل الأستاذ غالب قنديل ، رئيس تحرير المجلة الشهرية المشهورة " محاور استراتيجية " في بيروت . وكانت حلقة مثيرة بسبب التعارض الكامل بين آرائي وآراء الزميل الأستاذ غالب قنديل، بالإضافة للإثارة التي يضفيها الدكتور فيصل القاسم على إدارته الحوار، بحيث ينتزع من كل ضيف رأيه الصريح في السؤال المطروح بدون لف أو دوران يجيده بعض المشاركين ليتهربوا من الإجابة الصريحة الواضحة المباشرة .
رأيي في طريقة القوميين في إدارة الحوار
أستطيع القول عبر مشاركاتي العديدة في النقاش والحوار مع الزملاء الأساتذة المحسوبين على التيار القومي العربي ، أنّ هؤلاء الزملاء من النادر أن تخلو ردودهم على الطرف الآخر من توجيه تهم العمالة والخيانة والجاسوسية ، ويكون التصنيف أنهم هم المدافعون عن قضايا الأمة العربية والساهرون على مصالحها في وجه الطرف الآخر الذي هو غالبا في نظرهم من ( جوقة العملاء ) و (المحافظين الجدد ) و ( كتاب المارينز ) ، الذين يتلقون التعليمات من أسيادهم الأمريكان ويقبضون نظير عمالتهم هذه بالدولار واليور وكل أنواع العملات المتاحة في أسواق الصرافة العالمية.
في أول مداخلة لي في البرنامج أبديت وجهة نظري القائلة أنّ التحالف بين أية دولتين يعني أن هناك مصالح استراتيجية مشتركة غير أن العلاقات السورية الإيرانية لا ترقى لمستوى الحلف ، بسبب تناقض مصالح الطرفين التي يغطي عليها أمران: التأكيد شبه اليومي من المسؤولين السوريين حول حرصهم على علاقاتهم من النظام الإيراني ، والزيارات المتكررة للمسؤولين الإيرانيين للعاصمة السورية التي يكاد أن لا يخلو شهر من زيارة إيرانية ، رغم أن بعض هذه الزيارات لا تخلو من الغطرسة التي لا تليق بهذه العلاقات سواء كانت حلفا أم مصالح مؤقتة ، وذكرت مثالا على هذه الغطرسة حضور وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي للقمة العربية التي عقدت في دمشق في آذار – مارس الماضي . والسؤال هو: ما علاقة إيران بقمة عربية حتى تدعو القيادة السورية وزير الخارجية الإيراني لحضورها؟ وجاءت غطرسة وزير الخارجية الإيراني في المؤتمر الصحفي الذي عقده في دمشق عقب انتهاء القمة ليحتج بصفاقة متناهية على ذكر البيان الختامي للقمة لمسألة الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث وأهمية حلها بالوسائل السلمية.
هل هناك احتلال جميل و احتلال قبيح ؟
وضمن تقديمي لما يدعم وجهة نظري بأنه لا يوجد تحالف سوري إيراني بقدر ما هو مزايدات ومصالح آنية تساءلت :
أي حلف هذا بين نظام يقوده حزب البعث العربي القومي ونظام قيادته ورئاسته الشمولية بيد ( ولي الفقيه ) الذي يعتبر نفسه للمسلمين وكأنه ( بابا قم ) ؟. ونظرية الولي الفقيه تشمل من ضمن رؤاها السيطرة والتوسع ونشر المذهب الطائفي الخاص بها ، بدليل أن إسم الدولة ( الجمهورية الإسلامية في إيران ) ، وهناك فرق بين هذه التسمية و ( الجمهورية الإسلامية الإيرانية ) ، لأن التسمية الأخيرة تعتبر إيران هي حدود هذه الجمهورية ، بينما التسمية الأخرى تعتبر جمهورية ولي الفقيه هي في إيران اليوم ، ولا أحد يعرف حدود سيطرتها وتوسعها في المستقبل عبر نظرية الإمام الخميني ( تصدير الثورة ) ، وتعليماته بهذا الشأن واضحة حول تصدير نظريته وثورته لأي مكان يستطيع وأسهل الأمور الجوار العربي .
وتساءلت أيضا : أي حلف هذا مع نظام إيراني يحتل إقليم الأحواز العربي منذ عام 1925 والجزر العربية الإماراتية منذ عام 1971 أي منذ زمن الشاة ، وولي الفقيه يستمر في سياسة الاحتلال الشاهنشاهية ؟. ويستمر في التهديد الدائم بضم مملكة البحرين لأنها محافظة إيرانية ، رغم أنّ الشاه رضخ في عام 1971 لنتائج الاستفتاء البحريني الذي جاء لصالح الاستقلال ، وكان هذا بدليل عضوية المملكة البحرينية في جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة الأمم المتحدة. لذلك فالعلاقات السورية الإيرانية في وجهة نظري لا ترقى لحد الحلف ، بقدر ما هي علاقات مصلحية آنية المستفيد منها النظام الإيراني بدليل أن القيادة السورية خسرت غالبية علاقاتها العربية، وجرّت على نفسها وشعبها مقاطعة أوربية أمريكية أضرت بكافة المصالح السورية ، والحل كما أراه هو فك هذا التحاف أو تلك العلاقات والعودة للحاضنة العربي.
الردود القومية على هكذا أطروحات !!
حاول الزميل الأستاذ غالب قنديل نقض أطروحاتي القومية العربية هذه بوجهة نظر تعتمد على الدعم الإيراني للمقاومة المتمثلة في " حزب الله " و "حركة حماس" وتهديد إيران لوجود إسرائيل من أساسه ، دون أن ينهي عرضه لوجهات نظره هذه، بدون اتهامي أنني أكرر أقاويل " جوقة العملاء الأمريكان " و " المحافظين الجدد " وبالتالي كل ما قدمته يتعارض مع المصلحة العربية التي الحلف السوري-الإيراني من أهم أعمدتها وقوتها. بالإضافة لتهمة العمالة فإن الزميل الأستاذ غالب قنديل لم يتعرض ولو بكلمة واحدة لأمور قومية عربية سواء جاءت على لسان قومي عربي أم واحد من الكتاب العملاء وهي :
1 . ما هو الموقف من الاحتلال الإيراني للأحواز العربية والجزر الإماراتية الثلاث والتهديد المستمر بضم مملكة البحرين؟
2 . ما هو الرأي في النظام السوري الذي يعتبر نفسه ( نظام الممانعة والمقاومة ) وهو نظام لم يطلق رصاصة واحدة منذ عام 1967 لتحرير هضبة جولانه المحتلة ، فأي تناقض هذا بين دعم مقاومة حزب الله وحركة حماس ، والسكوت المطبق عن تنظيم أية مقاومة مسلحة أو سلمية في جولانه المحتل ، وأي ممانعة وهو يركض وراء إسرائيل عبر وساطات أمريكية في زمن الرئيس المرحوم حافظ الأسد ، وتركيا في زمن الرئيس بشار الأسد لاستعادة الجولان المحتل ( وهذا حق تاريخي له ) بالوسائل السلمية بينما ليل نهار يعيبون على مصر والسلطة الفلسطينية أنهم وقعوا معاهدات صلح وسلام مع إسرائيل ، رغم أن معاهدة كامب ديفيد عام 1979 أعادت لمصر كامل سيناء المحتلة ، واتفاقية أوسلو الموقعة عام 1993 أعادت القيادة الفلسطينية للقطاع والضفة ، رغم عدم التزام إسرائيل بالتزاماته التي كانت تنص على قيام الدولة الفلسطينية المستقلة في نهاية عام 2005 .
3 . يشيد الزميل الأستاذ غالب قنديل بقدرة القيادة السورية على تنويع تحالفاتها الإقليمية لخدمة المصالح القومية بدليل التقارب والتنسيق السوري التركي ، ويتناسى أنه تنسيق مع دولة محتلة هي الدولة التركية التي احتلت لواء الإسكندرونة العربي السوري منذ عام 1936 أي 12 عاما فقط قبل احتلال فلسطين ، وتقيم أقوى العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية مع دولة إسرائيل ، وخطب وتصريحاترئيس حكومتها رجب طيب أردوغان لا تختلف عن تصريحات أحمدي نجاد الخطابية لكسب رضا العاطفيين العرب والمسلمين ، والله أعلم بالصفقة الأمريكية الإيرانية القادمة التي ستكون سوريا أول ضحاياها.
4 . وهذه مسألة مهمة وخطيرة في طرح ومواقف زملاء التيار القومي العروبي ، وهي أنهم يتناسون ويقفزون عن احتلال تركيا للإسكندرونة السورية ، واحتلال إيراني للأحواز العربية والجزر الإماراتية الثلاث ، واحتلال أسبانيا لمدينتي سبة ومليلة المغربيتين ، بينما يستمر كتاب جوقة العملاء والمحافظين الجدد في التذكير بهذه الاحتلالات كلها ولا يتذكر أولئك الزملاء إلا أحتلال فلسطين، وكأن هناك أرض عربية أغلى من أرض عربية ، أرض عربية يجب أن يزول عنها الاحتلال، وأراض عربية تستحق الاحتلال . وهذا ما يفقد الزملاء الأساتذة في التيار القومي العروبي جزءا كبيرا من مصداقيتهم كأشخاص ومؤسسات مثل مركز دراسات الوحدة العربي والمؤتمر القومي العربي .
ورغم ذلك كانت الحلقة مثيرة ،
رغم اتهامات العمالة وتسمية جوقة العملاء الذين يقبضون من أسيادهم المتعددين من طرف الزميل الأستاذ غالب قنديل ، إلا أن الدكتور فيصل القاسم تمكن من إنطاق كل مشارك بوجهة نظره صراحة دون مراوغة أو هروب . وأؤكد الوعد الذي أقسمت عليه في الحلقة ، وهو أنني سأتقاسم مع الدكتور فيصل القاسم والأستاذ غالب قنديل أية مبالغ مالية استلمها من أسيادي ، وسيكون التقاسم بأمانة ومصداقية دون الاستحواذ على دولار أو ريال أو تومان واحد يخل بمصداقية القسمة الأمين.، والله على ما أقول شهيد!!.
ما هو رأي سادة من أهل البيت ؟
أنهيت مداخلاتي في البرنامج بقول ورأي لشخصية معروفة ومشهورة من أهل البيت في لبنان هو سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني ،الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي ( لبنان ) ، ويتبعه أو ينسق معه : جمعية بني هاشم العالمية ، وجمعية ذوي القربى اللبنانية ، ومركز بين هاشم للأبحاث والترجمة . يقول سماحة السيد محمد علي الحسيني الذي استشهدت به موجها حديثه للنظامين السوري والإيراني :
( أيها الحاكمين للشعب الإيراني المسكين ، وتذيقونه من ظلمكم الكثير، ارجعوا إلى ضمائركم ، وقدّروا الدول والأمم بالميزان الصحيح ، فإن أباطيلكم لم تعد تنطوي على أمتنا العربية والإسلامية ، فخيطوا بغير هذه المسلة.....أيها الحكام الإيرانيون والسوريون يا من زرعتم الفتنة في لبنان وفلسطين والعراق زرعا مسموما يفتك بالناس ويقتل أبناء البلاد ، ماذا استفادت لبنان منكم إلا الدمار والخراب والفراغ في القمة..أجل الفراغ في رئاسة الجمهورية اللبنانية إسفين في بناء هذا البلد الصغير...فهل تريدون للحرب الأهلية أن تعود إلى لبنان؟ أيها الذين تدّعون الإخلاص لهذا البلد وفلسطين وحدثوا ولا حرج!! ...يكفيكم اللف والدوران ، وإبعاد شبح الحرب عن بلادكم فتنقلوها إلى بلاد ضعيفة خالقين ذرائع ما أنزل الله بها من سلطان .أيها الحكام الإيرانيون عودوا إلى رشدكم ، وهذا ما يطلبه العرب منكم ).
رأي الأستاذ غالب قنديل في هذه الشخصية
ردّ الزميل الأستاذ غالب قنديل على أطروحات سماحة السيد محمد علي الحسيني التي ذكرتها ، حرفيا بما يلي :
" بدك تعرف من هو هذا؟ بالون ، بالون ، بالون اعتلالي " . وعندما ألححت عليه أن يعطيني رأيه في هذه الأقوال الصادرة عن سماحته، أجاب حرفيا : " ما بأرد على كلامه لأن هذا دون الرد. هذا قال عن حاله أنه راح عالسعودية جاب مصاري ليقعد يشتغل بحزب الله. بالون من إنتاج محور الاعتلال ، مخابرات بندر أنتجت هذه الفقاعة ، والتقطها السيد أبو مطر من الشبكة الافتراضية، لأن هذا الشخص افتراضي في الواقع السياسي اللبناني وفي واقع الرأي العام ، وفي واقع البيئة التي يريد أن يمثلها . هو موجود في مكتب ومعه مرافقان ويدير موقعا إليكترونيا بوظيفة مدفوعة الأجر لصالح إحدى المخابرات المعتلة ".
وأنا لا أستطيع تأييد هذه الاتهامات لسماحته ،
فقط أسأل: لماذا التنسيق مع المملكة السعودية ومخابراتها حرام، والعمل العلني لحساب النظام الإيراني ومخابراته وحرسه الثوري حلال؟. وقد ورد في البيان التأسيسي لحزب الله عام 1985 بأن ( هدف الحزب الاستراتيجي إقامة دولة إسلامية في لبنان مرجعيتها الفقهية في قم بإيران ). وعاد السيد حسن نصر الله وأكدّ وكرّر ذلك في خطابه الشهير في تموز 2008 في الذكرى الثانية لما أطلق عليه " النصر الإلهي " ، إذ أكدّ حرفيا أنه وحزبه يفتخران بأنهم حزب يتبع الولي الفقيه ويشرفهم ذلك ، موردا كل الصفات الايجابية عن ولي الفقيه هذا. ولماذا القبض من المملكة السعودية بالريال حرام والقبض من إيران بالتومان والدولار حلال؟. أنا ما أعرفه أن سماحة السيد محمد علي الحسيني له حضور في الساحة اللبنانية مهما كانت نسبته ، ومعروف عنه السعي الدؤوب لإعادة مذهب آل البيت إلى أصوله العربية بعد أن تمّ خطفه من قبل ولي الفقيه الإيراني الذي نسبة عالية من العرب الشيعة الكرام لا يعترفون بنظرية ولي الفقيه الشمولية الاستبدادية . وذلك أيضا لأن مذهب آل البيت نشأ عربيا ، وكل دعاته من الإمام علي رضي الله عنه ونسله الأسياد الكرام عرب أقحاح ينتمون لبيت الرسول صلى الله عليه وسلم . وهذه الاتهامات العشوائية لا تختلف عن أسلوب رئيس وزراء النظام الإيراني محل الخلاف في البرنامج ، وهو الذي قد أعلن في خطاب رسمي علني صريح قبل أسابيع قليلة أثناء حملته الانتخابية ( أن خصوم إيران ومعارضي نهجها مجرد كلاب ضالة ) !!! من يتخيل هذا المستوى من رئيس نظام وحكومة ودولة ؟ فهذا يعني أن الملايين من معارضي النهج الإيراني من عرب ومسلمين وأوربيين وآسيوين وأمريكيين مجرد كلاب ضالة!!! وهذا يعني أن الملايين من عرب الأحواز العربية المحتلة ، وملايين السنّة المضطهدين لأنهم من أعراق وأصول غير فارسية ، هم مجرد كلاب ضالة في عرف السيد أحمدي نجاد.
وإزاء هكذا اختلافات فكرية ،
بين المثقفين والسياسيين العرب حول أساسيات منها " تعريف الاحتلال " ، أقترح على الزميلين الدكتور فيصل القاسم و معن الشريطي الجندي المجهول المعلوم في خلفية وآلية إعداد البرنامج ، أن يقدما حلقة عنوانها : ( ما هو تعريف الاحتلال في الثقافة العربية ؟ ) . وإذا تمكنت من تقليد أسلوب الدكتور فيصل القاسم الناجح والمثير سأقول:
" أعزائي المشاهدين..ما هو تعريف الاحتلال في الثقافة العربية؟ هل هناك احتلال جميل نصفق له واحتلال قبيح يجب مقاومته يتساءل بعضهم ؟ ولكن ما الفائدة من إعادة التذكير باحتلالات قديمة مثل الاحتلال التركي للواء الإسكندرونه السوري ، واحتلال إيران لإقليم الأحواز العربي والجزر الإماراتية الثلاثة ، ألا يكفي الآن التركيز على الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين يقول آخر . ولكن هل فلسطين أغلى من الأحواز والإسكندرونة العربيتين ، أليس كل بلاد العرب أوطاني يتساءل أحدهم . وبالمقابل لماذا طرح احتلال لواء الإسكندرونة طالما أن النظام السوري منذ عهد الرئيس المرحوم حافظ الأسد وافق على ترسيم الحدود مع تركيا بوضعها الحالي، أي التوقيع والاعتراف بأن لواء الإسكندرونة أرض عربية وخارطة سوريا الرسمية اليوم لا تشمل لواء الإسكندرونة وتم حذفه من مناهج التربية والتعليم السورية على أنه إقليم سوري محتل يتساءل آخر .
أعزائي المشاهدين نعود إليكم بعد هذا الفاصل
وأثناء هذا الفاصل أود التأكيد صراحة أن كل الخلافات الفكرية السابقة لا تعني أنني على صواب ، وزميلي الأستاذ غانم قنديل على خطأ ، فهي مجرد خلافات في وجهات النظر مع زميل لا أشك لحظة في صدقه ووطنيته وغيرته على خروج العرب جميعا من حالة الاعتلالات هذه التي تشملهم جميعا بدون استثناء . وأنا من أشد المؤمنين بالقول الذي ينسب أحيانا لسيد آل البيت الإمام علي رضي الله عنه ، وأحيانا للإمام الشافعي : ( رأيي خطأ يحتمل الصواب ، ورأيك صواب يحتمل الخطأ ) . ويظل برنامج الاتجاه المعاكس مهما في إثارته لكافة نواحي الحياة العربية من احباطات ونجاحات رغم أن النجاحات شبه معدومة ، ولا يمكن الوصول إليها إلا بإثارتها ونقاشها بهذا الإسلوب الصريح الجريء ، وتبقى دعوانا: اللهم أجرنا مما هو آت...اللهم أجرنا مما هو أعظم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.