الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الإعلان
التونسية
الجريدة التونسية
الحوار نت
الخبير
الزمن التونسي
السياسية
الشاهد
الشروق
الشعب
الصباح
الصباح نيوز
الصريح
الفجر نيوز
المراسل
المصدر
الوسط التونسية
أخبار تونس
أنفو بليس
أوتار
باب نات
تونس الرقمية
تونسكوب
حقائق أون لاين
ديما أونلاين
صحفيو صفاقس
كلمة تونس
كوورة
وات
وكالة بناء للأنباء
موضوع
كاتب
منطقة
Turess
قائمة الأكثر كسبا للأرباح.. رونالدو الأول ورام يتفوق على ميسي
من متبرّع واحد.. نجاح 4 عمليات زرع أعضاء
كرة القدم العالمية : برنامج أبرز مباريات الأحد و النقل التلفزي
الشركة التونسية للملاحة .. إلغاء سفرة تونس مرسيليا المبرمجة اليوم على متن السفينة «قرطاج»
بن ريانة: وضعية السدود أفضل
بنزرت .. تأجّل انطلاقه أكثرمن مرّة .. أسطول الصمود يبحر نحو غزّة
رئيس الجمهورية في اجتماع مجلس الوزراء .. تونس ماضية بخطى ثابتة نحو الأمام
تمتيع 120 ألف تلميذ من العائلات المعوزة ببرنامج المساعدات المدرسية
الرابطة الاولى.. نتائج الدفعة الاولى من مواجهات الجولة 5 للبطولة
أخبار النادي الصفاقسي .. الكوكي أمام امتحان صعب
طقس الليلة
مصر.. رجل اعمال فرنسي يسرق كمية من الذهب من مصنع مجوهرات
"مواسم الريح" للأمين السعيدي رواية الإعترافات والبحث في أعماق الذات البشرية
«صوت هند رجب» لكوثر بن هنية في قاعاتنا ..صوت الطفلة الغزّاوية الذي فضح صمت العالم
في اختتام المهرجان الجهوي لنوادي المسرح بولاية المنستير .. ترشح شباب المكنين ، سيدي عامر والمنستير للمسابقة الإقليمية
عاجل: نشرة خاصة لأسطول الصمود...رياح قوية وأمواج عالبة
وقفة احتجاجية قرب السفارة الأمريكية بدعوة من الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع
بطولة اسبانيا:مبابي يتألق في فوز ريال مدريد بعشرة لاعبين 2-1 على سوسييداد
ليلة منعشة بانتظار التونسيين
السينما التونسية تسجل حضورها في المهرجان الدولي للفيلم الفرنكوفوني بنامور
الإنفلونزا ليست موسمية فقط.. قد تدمّر رئتيك من الداخل!
بنزرت: إعادة ضخ 21 طنا من الخضر والغلال في المسالك القانونية اثر حملة رقابية مشتركة
الشركة التونسية للكهرباء والغاز: انقطاع التيار الكهربائي ببعض المناطق بإقليم الكاف اليوم السبت وغدا الأحد
8 دول عربية تتأثر بالأمطار الرعدية والبَرَد هذا الأسبوع
الكاف: موت مستراب لشاب
عاجل/ وزارة النّقل تكشف آخر الاستعدادات للعودة المدرسية والجامعيّة والتّكوينيّة 2025-2026..
بطولة العالم لألعاب القوى: المنتخب الامريكي يفوز بذهبية 4 × 400 متر تتابع مختلط
كاس ديفيس للتنس (المجموعة الاولى) تونس تنهزم امام السويد 2-0 في مباراة الزوجي
عاجل: هذا ما قرره القضاء في حق صاحب مؤسسة أنستالينغو
محمد الجبالي يوضح: لم أتهم فضل شاكر بالسرقة والتشابه موجود
جسر بنزرت الجديد...جاهز للاستغلال في سبتمبر 2027
عند سوء الاستخدام.. بعض الأدوية قد تصبح قاتلة...شنيا هي؟
"أسطول الصمود" يطرد صحفية إيطالية من على متنها
كيفاش البصل يحميك من الأمراض والبرد؟
أبراج باش يضرب معاها الحظ بعد نص سبتمبر 2025... إنت منهم؟
عاجل/ استشهاد اربعة فلسطينيين برصاص الاحتلال أثناء إنتظار المساعدات..
العربي الباجي: "القرار الأممي حول حلّ الدولتين إلغاء للحق وتكريس للباطل"
عاجل/ الحوثيون يعلنون استهداف نقاط صهيونية حساسة..
إحياء أربعينية فاضل الجزيري الأسبوع القادم
أضواء على الجهات:جمعية صيانة مدينة بنزرت أفضل مثال على تكاتف الجهود بين المجتمع المدني و مؤسسات الدولة
عاجل/ ايقاف العمل بهذه العقود..وهذه التفاصيل..
التوقعات الجوية لهذا اليوم..
تصريح / مشروع جسر بنزرت الجديد لم يواجه أي مشكل عقاري ،وقيمة تعويض أصحاب المنازل المزالة بلغت 45 مليون دينار
وزارة الصحة تطلق خطة وطنية للتكفل بمرضى الجلطة الدماغية
البرلمان العربي يثمّن اعتماد الأمم المتحدة "إعلان نيويورك" ويؤكد دعمه لحل الدولتين
ارتفاع عجز ميزان الطاقة الأوّلية بنسبة 16% مع نهاية جويلية 2025
زلزال بقوة 7.4 درجة قرب ساحل كامتشاتكا ولا خطر من تسونامي
الديوانة: حجز بضائع مهرّبة تفوق قيمتها 19 مليون دينار خلال الأسابيع الفارطة
وزارة الصحة تحذر
عاجل/ فرنسا تمنح تونس 3 قروض وهبتين.. وهذه قيمتها
عاجل/ "فيتش رايتينغ" ترفع تصنيف تونس
تحت شعار "نعدو من أجل تونس أكثر خضرة ": هذا موعد الدورة 38 لماراطون كومار تونس قرطاج الدولي..
تونس: حجز أكثر من 15 ألف كرّاس مدرسي
اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي
مع الشروق : الحقد السياسيّ الأعمى ووطنية الدّراويش
خطبة الجمعة .. مكانة العلم في الإسلام
أبراج 12 سبتمبر: يوم يحمل فرصًا جديدة لكل برج
مهرجان المناطيد الدولي يرجع لتونس في التاريخ هذا...وهذه تفاصيله والأماكن المخصصة
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
الرِّسَالةُ الجَغَاميَّة في الردّ عَلَى الأبَاطيل الشَّيطَانيَّة (3)
يتبع
نشر في
الشروق
يوم 23 - 03 - 2011
لَمَّا ضَاقَتِ السُّبُلُ عَلَيْكَ (يا حسن بن أحمد جغام) وَفَقَدْتَ حَامِيكَ الرَّئِيس السَّابق، وَكُشِفَ أَمْرَُكَ مُتَسَلِّلاً إِلَى المُؤْتَمَر العَالَمِيّ لِلاِبْتِكَارِ فِي التَّعْلِيم الذِي دُعِيَ إِلَيْهِ كِبَارُ الخُبَرَاء وَأَهْلُ الاِخْتِصَاص، فَقَدْ زَعَمْتَ الآنَ أَنَّكَ مَا دُعِيتَ لِحُضُورِهِ إِلاَّ بِصِفَتِكَ «نَاشِرًا تُونُسِيًّا مُمَيَّزًا يَخْدِمُ ثَقَافَةَ الكِتَابِ بِالمَنْهَجِيَّةِ التِي تُسْهِمُ فِي دَفْعِ مَسِيرَةِ الحَيَاةِ الثَّقَافِيَّةِ نَحْوَ الأَفْضَل. وَهَذَا قَرَارُهُمْ سَوَاءٌ أَخْطَؤُوا أَوْ أَصَابُوا، وَلَمْ يَكن دَوْرُكَ (دَوْر حسنْ جغَام) سِوَى الاِسْتِجَابَةِ لِهَذِهِ الدَّعْوَةِ الكَرِيمَة» («الشُّرُوق» 1/3/2011، ص25).
فَلْنَنْظُرْ سَوِيًّا فِي مَهْرَبِكَ إِلَى الطِّبَاعَةِ وَالنَّشْر بَعْدَ أَنْ تَرَاجَعْتَ قَلِيلاً إِلَى حُدُودَكَ، وَكُشِفَ تَطَفُّلُكَ عَلَى أَفْذَادِ المَدْعُوِّينَ إِلَى ذَلِكَ المُؤْتَمَر الإِقْلِيمِيّ الأُمَمِيّ لِلاِبْتِكَارِ فِي التَّعْلِيم!!
لَمْ تَجِدْ حِينَئِذٍ حَرَجًا لِلْخُرُوجِ مِنْ وَرْطَتِكَ إِلاَّ فِي التَّغَنِّي بِإِصْدَارِكَ حَتَّى الآن «أَلْفَيْنِ وَخَمْسمائَة عُنْوَان» بَلَغَتْ (مَا شَاءَ الله) «عِشْرِينَ ملْيُون نُسْخَة خِلاَلَ ثَلاثَة عُقُود»، فَلْنُسَلِّمْ لَكَ بِمَا عَدَّدَتَهُ مِنْ قُرْطَاسِيَّة!
لَكِنْ، لَوْ تَوَاضَعْتَ لَسَلَكْتَ سَبِيلَ أَفْذَاذِ النَّاشِرِين مِنْ طِرَازِ أَكْبَر نَاشِرٍ فِي العَالَم العَرَبِيّ، المِصْرِيِّ مُحمّد مَدْبُولِي الذِي أَغْنَى المَكْتَبَة العَرَبِيَّةَ رَغْمَ تَوَاضُعِهِ المَعْرِفِيِّ بِأُمَّهَاتِ الكُتُبِ وَجَيِّدَهَا فِي شَتَّى الفُنُون. لَكِنْ مَا أَبْعَدَكَ عَنْهُ، وَإِنْ كُنْتَ بِاعْتِرَافِكَ هَشَّ التَّكْوِينِ القَاعِدِيّ، قَدْ بَدَأْتَ حَيَاتَكَ المِهنِيَّةَ مثلَهُ بَائِعَ جَرَائِد وكتب مَدْرَسِيَّةٍ قَدِيمَة مُسْتَعْمَلَة، مُنْتَصِبًا فِي «بَرَّاكَةٍ» تَحْتَ سُور مَدِينَةِ سُوسَة، وَقَبْلَ ذَلِكَ مُسْتَأْجَرًا لِنَقْلِ البِضَاعَةِ الوَرَقِيَّة فِي مَكْتَبَة المُرَبِّي المَعْرُوفِ المَرْحُوم الطيّب قَاسم قبَالَةَ المَسْجدِ الكَبِير.
لَكِنَّكَ يَا حسن – إِذْ وَجَدْتَ مَنْ يَأْخُذُ بِيَدِكَ مَادِّيًّا لاِقْتِحَامِ مَيْدَانِ الطِّبَاعَةِ وَالنَّشْرِ – لَمْ تَلْزِمْ قَدْرَكَ وحُدُودَكَ عَلَى عَكْسِ مُحمّد مَدْبُولِي الذِي لَمْ يَخْرُجْ مِنْ جِلْدِهِ، وَلَمْ يَدَّعِ فِي العِلْمِ فَلْسَفَةً، كَمَا خَطَرَ بِبَالِكَ، وَلَمْ يُسَوِّد مَدْبُولِي أَوْرَاقًا لِيَضَعَ اسْمَهُ تَحْتَهَا وَيَتَسَلَّلَ بِهَا إِلَى مَصَافِّ الأُدَبَاءِ والمثقفين، كَمَا انْدَسَسْتَ أَنْتَ فِي صُفُوفِهِمْ، بَلْ أَحَاطَ نَفْسَهُ بِأَعْلاَمٍ مِنَ المُثَقَّفِينَ وَالمُحَقِّقِينَ وَالمُبْدِعِينَ وَالمُصَحِّحِينَ الثَّوَابت لِتَرْقَى بِعِلْمِهِمْ مَنْشُورَاتُ مُؤَسَّسَتِهِ. فَيَا لَيْتَكَ حَاوَلْتَ النَّسْجَ عَلَى مِنْوَالِه!!
أَلاَ تُرَاجِع نَفْسَكَ الآنَ، وَإِنْ كَانَتْ مُحَاسَبَةُ النَّفْسِ عَسِيرَة، لِتُدْرِكَ – بَصَّرَكَ اللهُ وَهَدَاك – سِرَّ غِيَابِ جُلِّ مَنْشُورَاتِكَ مِنْ أَرْصِدَةِ مَكْتَبَاتِنَا العُمُومِيَّة؟ لَكِنَّكَ عَنِيدٌ، فَاسْتَدْرَكْتَ فِي رَدِّكَ بِصَلَفٍ عَلَى رِسَالَتِي المَفْتُوحَة إِلَى الشَّيْخَة مُوزَة قَائِلاً بِلِسَانِك وَاعْتِرَافِك: «إِلاَّ أَنَّ مَا يُشَرِّفُنِي (أي يُشَرِّفُكَ) أَنَّ الكَثِيرَ مِنْ هَذِهِ المَنْشُورَات (التِي تَبَاهَيْتَ بِتِعْدَادِ كَمِّيَاتِهَا القُرْطَاسِيَّة) غَيْرُ مُتَوَفِّرَةٍ فِي مَكْتَبَاتِنَا العُمُومِيَّةِ. وَلَعَلَّ (حَسَبَ زَعْمِكَ العَجِيب) هَذَا مَا سَاعَدَ المُنَظِّمِينَ لِلْمُؤْتَمَرَات فِي قَطَر وَدُبَيْ عَلَى دَعْوَتِي (دَعْوَتِكَ) مَعَ الفَاعِلِينَ فِي الثَّقَافَة...» («الشُّرُوق»، 1/3/2011، ص25).
طُوبَى لَهُمْ بِكَ وَبِكُتُبِكَ! لَكِنْ، هَلْ دَرَوْا – وِفْقَ شَهَادَةِ الأُسْتَاذ أنَس الشَّابِّي الخَبِيرِ بَمَنْشُورَاتِكَ عَلَى مَدَى الأَعْوَامِ، بِحُكْمِ المَهَامّ التِي تَحَمَّلَهَا فِي لَجْنَةِ القِرَاءَاتِ وَالتَّوْصِيَةِ بِاقْتِنَاءِ الكُتُب لِمَكْتَبَاتِنَا العُمُومِيَّة فِي صُلْبِ وِزَارَةِ الثَّقَافَة – أَنَّكَ «اعْتَقَدْتَ وَاهِمًا أَنَّ تَحْوِيلَ حَانُوتِ قُرْطَاسِيَّةٍ إِلَى دَارِ نَشْرٍ يَكْفِيهِ الاِسْتِحْوَاذُ عَلَى اسْمِ دَار المَعَارف المِصْرِيَّة بِمَا تَحْمِلُ مِنْ إِرْثٍ... وَأَنَّ مُجَرَّدَ وَضْعِ اسْمِكَ عَلَى نَصٍّ مَا سَيَجْعَلُكَ كَاتِبًا وَأَدِيبًا كَمَا ادَّعَيْتَ (فِي «مُذَكْرَفَاتِك»، ج1، ص.24)» (رَاجع أنس الشَّابِّي كَتَاب «أهل التَّخْلِيط»، ط. نقوش عربيّة –
تونس
2010، ص.108).
وَلَوْ تَجَاوَزْتُ مَا أَشَرْتُ إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ بِخُصُوصِ كُتُبِ الغِشِّ وَالدَّسِّ النَّاسِفَةِ لِلْكِيَان وَالهُوِيَّةِ كَ«مُذَكْرَفَاتك» وَمَا تَبََنَّيْتَهُ أَنْتَ مِنْ فُجُورٍ يَتَجَاوَزُ قِمَمِ الفَظَاعَة، وَنَسَبْتَهُ ظُلْمًا وَبُهْتَانًا للإِمَام السُّيُوطِي بِعُنْوَانِ «الإِيضَاح فِي عِلْمِ النِّكَاح»، فَأَصْدَرْتَهُ وَرَوَّجْتَهُ – يَا حسن – إِفْسَادًا لِلْعُقُولِ وَالأَذْوَاق، نَعَمْ لَوْ تَجَاوَزْتُ مِثْلَ تلك اللَّوْثَة، فَمَاذَا يَبْقَى لَكَ لِتُقَدِّمَهُ لِلْمَكْتَبَةِ العَرَبِيَّة يَا هَذَا؟
هَلْ مَا قَدَّمْتَهُ يَتَمَثَّلُ فِي تِلْكَ الكُتُبِ التِي أَعَدْتَ نَشْرَهَا، كَمَا فَعَلْتَ مَعَ مَكْتَبَةِ طَهَ حُسَيْن – بِلاَ تَسْدِيدِ حُقُوقِ التَّأْلِيف ِلأَصْحَابِهَا وَلِوَرَثَتِهِمْ –، فَادَّعَيْتَ لِنَفْسِكَ الرِّيَادَةَ فِي إِعَادَةِ نَشْرِهَا أَوْ بَعْضِهَا، كَمَا فَعَلْتَ أَيْضًا مَعَ كِتَاب «فِي الشِّعْرِ الجَاهِلِيّ»، وَزَعَمْتَ أَنَّكَ «كَسَرْتَ جِدَارَ الصَّمْتِ الذِي كَانَ مَضْرُوبًا عَلَيْهْ مُنْذُ حَوَالَيْ ثُلُثَيْ قَرْن» قَبْلَ أَنْ تُبَادِرَ أَنْتَ بِنَشْرِهِ فِي سَنَة 1997 («شَذَرَات فِي النَّقْد وَالأَدَب»، ط. مُؤَسَّسَة حَسن جغام 2004، ص.116)؟
أَلَيْسَ ذَلِكَ الاِدِّعَاءُ مُثِيرًا لِضَحِكِ البَاحِثِينَ المُتَعَمِّقِين فِي فِكْر طَه حسين وَأَدَبِهِ؟ فَأَهْلُ الخِبْرَةِ يَعْلَمُونَ أَنَّ الطَّبْعَةَ الأُولَى لِكِتَابِ «فِي الشِّعْر الجَاهِلِيّ» الذِي أَثَارَ الضَّجَّةَ الكُبْرَى وَاتُّهِمَ صَاحِبُهُ بِالإِلْحَاد، قَدْ رَاجَتْ عَنْ طَرِيق التَّصْوِير بَعْدَ صُدُورِهَا فِي عَام 1926 وَحَجْزِهَا. أَمَّا الأَصْلُ فَقَدْ أَفْلَتَتْ مِنْهُ نُسَخٌ أُودِعَ بَعْضُهَا فِي المَكْتَبَات الوَطَنِيَّة وَالجَامِعِيَّة، وَمِنْهَا نَشْرَةٌ لِدَارِ الجَدِيد اللُّبْنَانِيَّة، ثُمَّ طَبْعَة لِدَارِ النَّهْر لِلنَّشْر وَالتَّوْزِيع المِصْرِيَّة فِي عَام 1954، وَهيَ مَشْفُوعَةٌ بِمُقَدِّمَة لأَحَدِ كِبَارِ النُّقَّادِ فِي مِصْر وَتلْمِيذِ طَه حسين الدُّكْتُور عبد المنعم تليمة، كَمَا فَصَّلَ بَيَانَهُ الأُسْتَاذ القَدِير أنس الشَّابِّي («أَهْل التَّخْلِيط»، ص.111 وَمَا بَعْدَهَا). فَمَا هِي إِذَنْ خَدَمَاتُكَ الجَلِيلَةُ الرِّيَادِيَّة يَا هَذَا؟
فَإِذَا تَعَمَّدْتَ المُغَالَطَة فِي تِلْكَ الحَقَائِق، هَلْ يُسْتَغْرَبُ تَسَلُّطُكَ فِي مَنْشُورَات مُؤَسَّسَتِكَ عَلَى كُتُبِ غَيْرِك، وَمِنْهَا مَكْتَبَةُ طه حسين التِي صَوَّرْتَهَا أَوْ أَعَدْتَ طَبْعَهَا فِي الآلافِ المُؤَلَّفَة مِنَ النُّسَخِ، وَأَحْيَانًا بِتَصَرُّفٍ لِتُبْعِدَ شُبُهَةَ تَسَلُّطُكَ عَلَيْهَا، مُتَعَلِّلاً بِأَنَّ «حُقُوقَ التَّأْلِيف تَبْقَى سَارِيَةَ المَفْعُول يَتَمَتَّعُ بِهَا وَرَثَةُ المُؤَلِّف خَمْسِينَ سَنَة فَقَطْ بَعْدَ وَفَاتِهِ، ثُمَّ بَعْدَ هَذَا التَّارِيخ يُصْبِحُ التَّأْلِيفُ مِلْكًا مُشَاعًا لِلإِنْسَانِيَّةِ جَمْعَاء» («مُذَكْرَفَات» ج1، ص273، الفقرة الأخيرة).
لَكِنَّكَ يَا حسن قَدْ تَنَاسَيْتَ سَرِقَتَكَ لِحُقُوقِ وَرَثَةِ طَهَ حسين، كَمَا فَعَلْتَ تَمَامًا فِي اسْتِحْوَاذِكَ عَلَى الكِتَابِ المَرْجعِيِّ لِلْعَلاَّمَةِ ابن خلدُونَ «التَّعْرِيف بِابنِ خَلْدُون وَرِحْلَتِهِ غَرْبًا وَشَرْقًا» الذِي أَبْدَعَ فِي تَحْقِيقِهِ عَلاَّمَةُ التُّرَاثِ العَرَبِيّ محمّد بن تَاوِيتِ الطَّنْجِي المُتَوَفَّى عَام 1974، وَقَدْ نَشَرَهُ بِمِصْر عَام 1951، فَاخْتَلَسْتَه يَا هَذَا بِتَعَالِيقِهِ وَهَوَامِشِهِ، لَكِنَّكَ أَسْقَطْتَ مُقَدَّمَةَ ابن تَاوِيت الطَّنْجِي وَفَهَارِسَه لِلتَّمْوِيهِ وَإِبْعَادِ الشُّبْهَةِ عَنْكَ، فَنَسَبْتَ التَّحْقِيقَ لِنَفْسِكَ فِي نَشْرَتِكَ الفَاقِدَةِ لِكُلِّ شَرْعِيَّة. وَلِذَا تَسَاءَلَ الأُسْتَاذ أَنَس الشَّابِّي مُسَجِّلاً عَلَيْكَ مَا يَلِي:
«مَنْ كَانَ هَذَا حَالُهُ مَعَ أَعْلاَم الأُمَّة، هَلْ يُمْكِنُ أَنْ تَسْتَثِيقُهُ فِي غَيْرِهم، وَهَلْ بَعْدَ كُلّ مَا ذُكِرَ أَنْ تَقْتَنِي مِنْ مُؤَسَّسَتِهِ نُسْخَةً وَاحِدَةً مِنْ مَنْشُورَاتِهِ؟ أَلاَ يُعَدُّ ذَلِكَ تَوَاطُؤًا وَمُسَاهَمَةً فِي جَرِيمَة تُرْتَكَبُ ضِدَّ الثَّقَافَةِ وَضِدَّ المُؤلّفِين؟ بَعْدَ كُلّ هَذَا يَجِدُ حسن الجُرْأةَ لِلْقَوْلِ بِأَنَّهُ يُشَغِّلُ فِي مُؤَسَّسَتِهِ 40 مُوَظَّفًا مُتَنَاسِيًا أَنَّ الأُمْوَالَ التِي يَجْمَعُهَا وَيَتَبَاهَى بِتَكْدِيسِهَا إِنَّمَا هِي أَمْوَالُ يَتَامَى المُؤَلِّفِين» (أنس الشَّابِّي، «أهل التّخْلِيط»، ط. نُقُوش عربِيَّة –
تونس
2010، ص135-136).
أَلَيْسَ فِي مِثْلِ تَصَرُّفِكَ هَذَا سِرُّ عُزُوفِ وِزَارَةِ الثَّقَافَة عَنِ اقْتِنَاءِ مَنْشُورَاتِكَ لِتُوضَعَ عَلَى رُفُوفِ المَكْتَبَات العُمُومِيَّة يَا حسن؟ وَمَعَ ذَلِكَ تَعْتَبِرُ نَفْسَكَ أَدِيبًا مُبْدِعًا، بَلَْ خَبِيرًا عَالَمِيًّا فِي التَّعْلِيم.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
الرِّسَالةُ الجَغَاميَّة في الردّ عَلَى الأبَاطيل الشَّيطَانيَّة (7)
الرِّسَالةُ الجَغَاميَّة في الردّ عَلَى الأبَاطيل الشَّيطَانيَّة (الحلقة الاخيرة)
الرِّسَالةُ الجَغَامِيَّة فِي الرَّدِّ عَلَى الأبَاطِيلِ الشَّيطَانيَّة (2)
الرِّسَالةُ الجَغَامِيَّة فِي الرَّدِّ عَلَى الأبَاطِيلِ الشَّيْطَانِيَّة (1)
الرِّسَالةُ الجَغَامِيَّة فِي الرَّدِّ عَلَى الأبَاطِيلِ الشَّيطَانيَّة (3)
أبلغ عن إشهار غير لائق