تعقيبا على الرد الذي نشره السيد المستشار بوزارة الثقافة نجيب سلامة في جريدة الشروق ليوم 18 مارس والذي لا ندري هل صار بعد الثورة مستشارا سابقا أم ان الوقت لم يعد ملائما كي يمارس استشاراته نقول له ما يلي: أولا : لم نكن نرغب أصلا في مجادلتك لأن الجدل يقتضي التكافؤ العلمي والفكري زيادة على أننا لا نلعب في نفس الساحة فقد كنا دوما خارج المساحة «المحروسة» التي تلعب فيها والمليئة بالأسلاك الشائكة فكيف يتسرّب الى ظنّك أننا نفكر في الانتقام منك اللهم إلا اذا همزتك «مناكبك» وشعرت أنك مُلام على ما كنت تسوّيه مع الوزراء السابقين من تقارير على المقاس. ثانيا : ما كنا ننوي ان نذكرك في معرض حديثنا عن الملتفين على الثورة لولا أنك تصدرت بعض الجرائد لتقدم نفسك ضحية من ضحايا النظام السابق ونحن نعرف أن الأمر لم يكن أبدا كذلك وأنك تمسك وثائق هامة عن سرقة الآثار. كما جعلت نفسك بطلا دافع بالتقارير عن المثقفين لدى وزراء الثقافة السابقين وكأنك بذلك تقوم بهجوم استباقي على الطريقة الأمريكية لتقطع الطريق أمام كل من سيقول العكس. ثالثا : لم نتحدث عن أصلك وفصلك ولا عن زواجك الاول ولا الثاني ولا الثالث ولا عن مصاهرتك للموسيقار اليوناني ميكيس تيودوراكيس طيب الله ثراه ولا نرغب في ذلك لأنها أراجيف لا تصدر الا عن أصحابها. كما أن جذورك المحلية والجهوية لا تعنينا في شيء ورحم الله الأولين فيما فعلوا وبما فعلوا. ليس الفتى من قال كان أبي أن الفتى من قال ها أنا ذا رابعا : لم نقل إنك تكذب في ما رويت ولكننا صحّحنا ذلك بما هو متوفر لدينا من معلومات أكيدة حتى لا يظن جيل الثورة أنك منهم. وبحسب علم العارفين وهم كُثر لا يُذكر لك إبداع في أي من المحالات التي ذكرت لا في المسرح ولا في الآثار ولا في التنشيط الثقافي سوى كتابة التقارير وبعض برامج كنت تنتجها في الثمانينات في اذاعة المنستير وبضع لوحات تشكيلية من رسم الهواية كانت معلّقة في أروقة المركز الجامعي الحسين بوزيان. ولا ندري إن كنت استرجعتها أم تحفّظ عليها القضاء بعد القضية التي قلت إنها مؤامرة كيدية دبّرها مسؤولون من البوليس السياسي السابق. خامسا : إن قصة هذه المؤامرة تذكرنا برواية «ليلة القبض على فاطمة» التي يتحوّل فيها المهرّب المتعاون مع الجيوش الانقليزية الى مناضل وطني وبطل بعد قيام الثورة المصرية عام 1952. سادسا : كان عليك من باب العرفان والاخلاق العالية التي تحلى بها أسلافك الأفاضل أن لا تتنكر للذين مدّوا لك يد المساعدة في الأوقات العصيبة حتى وإن لم تكن علاقاتكم محلية ولكن حميمة وأن تشكرهم على ما قدّموه لك من خدمات لم يلقها حملة الشهادات العليا القابعون في المقاهي. فقد رفعوك الى منصب مستشار لدى وزير الثقافة ونحن نعرف ما كان يلزم لهذا المنصب من مواصفات: الولاء للنظام وتقديم التقارير «الاستخباراتية» عن رجال الثقافة أو الخبرة المتأكدة في ميدان ثقافي أو الاشعاع الخارجي بقدر الامكان. فهل تتمتع سيادتك بإحدى هذه الصفات حتى ترتقي الى هذه الرتبة؟ سابعا : لقد كتبت بنفسك أنك درست بترشيح المعلّمين بالمنستير ثم سافرت الى ألمانيا واليونان دون ان تذكر ماذا فعلت هنالك سوى أنك فزت بقلب ابنة أخت الموسيقار اليوناني وعدت بها غانما و«جبنا العروس وجينا». ثامنا وأخيرا وليس آخرا : لم نتحدث عن «نانة» وعمن كان يفرش الارض أمام «نانة» ومن يقوم بأعمال العرّافة (الدقازة) ويقرأ «الكارطة» لنانة ومن كان يفتح أبواب المسرح الأثري بقرطاج على مصراعيها لتدخل نانة» وحاشيتها ولم نقل كم كانت «نانة» تعتقد في «الدقاز» الذي كان حميما للمستشار السياسي للرئيس المعزول وكم فتحت له من أبواب واختصرت له من أحكام ولم نُفصح بأن «نانة» هي والدة ليلى الطرابلسي بن علي لا غفر الله صنيعهم آمين.