ذكرت مصادر استخبارية أن من بين المطالب التي حملها كل من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في زيارتها الى القاهرة يومي 15 و 16 مارس الجاري ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي جون كيري يوم الأحد ضرورة مواصلة مصر التزامها بمعاهدة كامب ديفيد الموقعة مع اسرائيل في عام 1979، وضخ الغاز المصري الى اسرائيل طبقا للاتفاقيات التجارية الموقعة بين مصر واسرائيل في عام 2005 والتي تقضي بتصدير الغاز لمدة عشرين عاما بأسعار تفاضلية تقل كثيرا عن السعر العالمي للغاز، والابقاء على الحصار المفروض على قطاع غزة كأحد أساليب الضغط على حركة حماس الى جانب تقديم الدعم لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وكانت اسرائيل أعربت للولايات المتحدة عن مخاوفها وقلقها العميق من حدوث تغير في السياسة الخارجية المصرية بعد الاطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك، وهي ذات المخاوف الأمريكية بعد تولي نبيل العربي منصب وزير الخارجية في الحكومة الانتقالية برئاسة عصام شريف قبل نحو اسبوعين، حيث كان أول ما أعلنه العربي اعتزام الحكومة المصرية رفع الحصار عن قطاع غزة وفتح معبر رفح لدخول البضائع والسماح بحركة التنقل عبر المعبر من والى مصر. وخفض مستوى العلاقات مع السلطة الفلسطينية واسرائيل وفتح صفحة جديدة مع سوريا. وقد طلبت اسرائيل رسميا من البيت الأبيض ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ورئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الينا روز ليتينن التوسط لدى الحكومة المصري لاستئناف ضخ الغاز لاسرائيل. وقد أكدت كلينتون عقب زيارتها للقاهرة أن السياسة الخارجية المصرية سوف تتغير لكنها اعتبرت أن من مصلحة مصر الابقاء على معاهدة كامب ديفيد. وقالت كلينتون «أعتقد أنه ستكون هناك قرارات مختلفة بالنسبة الى السياسة الخارجية، ولكن أعتقد أن هناك مثل هذه المصلحة في الحفاظ على السلام في المنطقة». واضافت «لقد حصلت مصر على الكثير. سيكون لديها اصلاح سياسي واقتصادي؟ لقد حصلت على جدول أعمال كبير مطروح أمامها، وأعتقد أن آخر ما تريده هو أن ترى أي نوع من المشاكل بينها وبين جيرانها» وقالت «انها تتوقع أن تحافظ مصر على ضبط من سمتهم «الارهابيين» الى جانب دخول السلاح الى قطاع غزة». وقالت كلينتون موضحة «أعتقد أن هناك أيضا حجة بأن لدى مصر مصالح أمنية في عدم السماح باستيراد وتصدير الأسلحة واحتمال دخول وخروج ارهابيين، وبالتالي فانه ليس فقط ما ستفعله أو لا تفعله مصر بالنسبة الى اسرائيل، ان الأمر يتعلق بما ستقرر مصر في مصلحتها عمله، وذلك سيعود الى الحكومة المصرية فيما ستقرره». وفور انتهاء زيارة كلينتون للقاهرة التي التقت فيها رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي ورئيس الحكومة عصام شريف ونبيل العربي، قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة ارسال مدير المخابرات المصرية اللواء مراد محمد موافي الى دمشق التي وصلها يوم 17 مارس الجاري حيث التقى في اليوم الثالث لزيارته (السبت الماضي) مع الرئيس السوري بشار الأسد، كما التقى يوم الخميس الماضي مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل.