محطة تعج بمن ينتظر حافلة تمر لتسعفهم من ساعات الانتظار، قلق وانزعاج وتأفف لدى جميع المنتظرين، هذه هي الاحوال في محطات الحافلة بالمدينةالجديدة بعد انقطاع خطوط شركة النقل الحضري بتونس على اثر الاضراب المفتوح لأعوان الشركة الذي بدأ يوم 4 مارس الى حد اليوم، وتمر خطوط هذه الشركة على مقرين ورادس والمروج وبن عروس والمدينةالجديدة. وهي حالة تتكرر في كل الجهات والمسارات التي كانت تمر منها حافلات شركة النقل الحضري. حالة من التساؤل والقلق غمرت وجوه المنتظرين حول انقطاع عمل حافلات هذه الشركة (TUT) وهو ما أجبرهم على انتظار الحافلة الصفراء او امتطاء سيارة أجرة التي غالبا ما تكلّفهم غاليا. متى ستعود (TUT) الى العمل؟ جيهان (طالبة بالمعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا) تؤكد بأنها تضررت بصفة كبيرة نظرا الى انقطاع (TUT) وتقول: «لقد اعتدت أنا شخصيا على ركوب هذه الحافلة لأن توقيتها منظم وتأتي كل نصف ساعة، لكن انقطاعها ساهم في انقطاعي عن الدراسة في الايام الماضية، لأن الحافلة الصفراء تكون دائما مكتظة كما انها لا تأتي الا كل ساعة تقريبا. أضف الى ذلك أنني لم أركب الحافلة الصفراء منذ عامين لأنني اعتدت امتطاء (TUT). كذلك عبّرت السيدة سندس (أستاذة تربية تشكيلية) عن استيائها من انقطاع حافلات (TUT) مؤكدة انها اضطرت الى أخذ إجازة من عملها لبضع أيام«نعم، لقد اضطررت الى أخذ إجازة بسبب مصاعب النقل هنا في المدينةالجديدة. في البداية استغربت لانقطاع هذه الحافلة (TUT). وظننت ان هذا الانقطاع لن يدوم طويلا واستمررت باستقلال سيارات الاجرة ولكن إن استمر هذا الوضع فإني سأضطر الى تخصيص كل راتبي لسيارة الاجرة». محمد (موظف) تساءل عن عودة (TUT) الى عملها وعن سبب هذا الانقطاع «ألوم الشركة والاعلام لأنه لم يوضّح لنا اي شيء عن انقطاع الحافلة وعن الاسباب وعن موعد عودتها الى العمل. كل الناس تتساءل وليس هناك جواب شاف. خاصة وأنه هنا في المدينةالجديدة ليست لنا وسائل نقل مثل المترو او القطار نحن مضطرون الى ركوب الحافلة الصفراء التي لا تأتي دائما». هناء (تلميذة) «إذا كان هناك اضطراب لماذا لم يعلمون مثلما حدث عند اعتصام أعوان الحافلات الصفراء، لقد أصبحت أصل دائما متأخرة الى المعهد، ونريد حلا لمشكلة النقل في المدينةالجديدة. تبريرات المعتصمين للتوضيح فقد دخل أعوان شركة النقل الحضري بتونس في اعتصام مفتوح بداية من الجمعة 4 مارس الجاري مطالبين ب29 نقطة أهمّها تحسين الوضعية والزيادة ب100 دينار في الراتب الى غير ذلك من المطالب. ويعتصم أعوان الشركة في مستودع الحافلات بالمغيرة (فوشانة نهج المروج). حاتم المثلوثي، مراقب يعمل لدى هذه الشركة، من بين المعتصمين في المستودع يقول: «لقد اعتصمنا على أمل أن تتحقق مطالبنا مثلما حدث في اعتصام القصبة، لكن يبدو ان النتيجة كانت عكسية فالإدارة لم تتوان عن طرد 200 عامل اي تشريد أكثر من 200 عائلة. فقد قامت الادارة بإعلان انتدابات جديدة بإحدى الصحف وهو ما يعني تهميشنا وتهميش مطالبنا. كما أكد حاتم ان المطالب الحالية للمعتصمين بالمستودع تتمثل في عودة كل الاعوان الى العمل ومن ثمة العودة الى التفاوض معهم كذلك التنازل عن القضية التي رفعتها الشركة ضدهم. وأكد ان ادارة الشركة أغلقت الأبواب في وجوههم ورفضت الاستماع اليهم. كما حاولت ابعاد أصواتهم عن الاعلام. «لقد أتت احدى القنوات التلفزية وقامت بالتصوير وعبّرنا لها عن مشكلتنا ولكن الشركة اتصلت بإدارة القناة وبالفعل لم تمرر أصواتنا عبر الشاشة، لكن هذا لن يردعنا سنبقى معتصمين في المستودع حتى نحقق مطالبنا». رد الشركة من جهته أكد المدير العام المساعد لشركة النقل الحضري السيد محمد العتروس ان العلاقة الشغلية التي تربط الشركة بالأعوان انتهت منذ المظاهرة التي قامت بها أمام مقر ادارة الشركة يوم الاربعاء 16 مارس الجاري، والتي قام الاعوان المعتصمون فيها بشتم الادارة «(TUT) يا سرّاق». وقال السيد محمد العتروس إنه رفع قضية ضد المعتصمين كما أكد «شركتنا احترمت وطبقت القانون بحذافره منذ انبعاثها وستطبق القانون دائما ونحن نقتدي بمجلة الشغل وقد أعلمنا جميع السلطات وقد وجدنا دعما من وزارة النقل ووكيل الجمهورية وتفقدية الشغل». وحول وضعية المعتصمين قال المدير العام المساعد: «نحن لم نطردهم وانما انتهت علاقتنا الشغلية معهم. ولم نستجب الى مطالبهم لأنها كانت «تعجيزية» وستكلّف الشركة 650 ألف دينار سنويا ونحن الآن ننتظر ان يخلي المعتصمون المستودع وذلك قصد استئناف العمل». لئن اختلفت المطالب وردود الافعال بين إدارة الشركة وأعوانها فمن المؤكد أن الأهم الآن هو عودة هذه الشركة الى العمل لتسهيل حياة المواطن الذي يعتبر أكبر المتضررين.