واصلت مدرعات العقيد القذافي وآلياته الثقيلة قصف عدّة بلدات شرق وغرب ليبيا موقعة ضحايا جدد وخسائر مادية كبيرة وسط تأكيد من جمعيات حقوقية بأن الكتائب الأمنية هدمت مسجدا بالزاوية احتضن الشرارة الأولى للثورة الليبية. ولم تمنع طائرات التحالف دبابات القذافي من التمركز في مواقع استراتيجية مهمّة تربط بين غرب البلاد وشرقها ولم توقف الغارات الغربية أيضا «مدرعات العقيد» لبلدات الزاوية والزنتان ومصراتة. تحت جناح الظلام وأفادت مصادر ميدانية بأن آليات العقيد عادت إلى مصراتة تحت جناح الظلام وقصفت المنطقة الواقعة قرب المستشفى الرئيسي واستأنفت هجماتها العنيفة. وأضافت أن القناصة تمركزوا فوق أسطح المباني وأطلقوا النار بشكل عشوائي على الأهالي ممّا أدى الى مصرع 16 شخصا على الأقل. وأوضح طبيب في مستشفى «مصراتة» أن الدبابات الحكومية أحكمت حصارها على المستشفى وتعكف على قصف المدينة بشكل عنيف. وأشارت تقارير ميدانية أن عناصر العقيد تمكنت من السيطرة على ميناء «مصراتة» وتحاصر آلاف المصريين والعمال الأفارقة الذين يناشدون كافة الأطراف الخروج من المدينة بحرا. كما آكدت المصادر مقتل 30 عنصرا من قناصة القذافي قبل الوصول الى وسط المدينة. وفي «الزنتان» قال شهود عيان إنّ قوات القذافي أحضرت تعزيزات عسكرية (في العتاد والعناصر...) لقصف البلدة التي تسيطر عليها قوات المعارضة ونبهوا إلى أن الساعات المقبلة قد تشهد إبادة جماعية. وفي أجدابيا تخوض قوات الثوار معارك عنيفة ضدّ الكتائب الأمنية. وأكدت جهات إعلامية محلية أن مقاتلي المعارضة مازالوا يتمركزون في الجزء الشرقي للمدينة وأن الجزء الغربي مايزال تحت سيطرة النظام مشيرة الى أن المعارك تعكس القيمة الاستراتيجية الكبرى لأجدابيا. ونقلت عن قائد ميداني تابع للثوار قوله: إنّ أجدابيا باتت تشكل خط الدفاع الأول للنظام وأن سقوطها يعني الوصول الى طرابلس ومنها إلى باب العزيزية. ونسبت أيضا الى قائدتان تأكيده أن الثوار يحتاجون الى مدربين وأسلحة من الغرب لمساعدتهم على تشكيل قوة أكثر تنظيما للتقدم باتجاه العاصمة طرابلس. تحطيم جامع وفي ذات السياق اتهمت منظمة التضامن لحقوق الانسان، الكتائب التابعة للعقيد بهدم أحد مساجد مدينة الزاوية لاخفاء معالم الدمار التي لحقت بالمدينة فور وقوعها تحت سيطرة هذه الكتائب. ونشرت المنظمة صورتين لمدينة الزاوية، الأولى أخذت قبل 20 من الشهر الحالي والثانية بعد هذا التاريخ وفي الأولى يظهر مسجد الميدان والثانية ينعدم أي أثر له. ونقلت عن شهود عيان تأكيدهم أن المسجد تمت تسويته أرضا بواسطة جرافة لاخفاء معالم الجريمة مشيرين الى أن «مسجد الميدان» كان مركزا للانتفاضة الشعبية. وأضافت المنظمة أن المسجد تعرض لأضرار عديدة جراء القصف، حيث تحطم الجزء الأعلى من المئذنة وتهاوت قبته. ودعت الهيئات الدولية ومنظمة المؤتمر الاسلامي الى التنديد بهذه الجريمة والتحقيق المستقل فيها لتحديد الجناة ومقاضاتهم. وأكد شهود عيان في وقت لاحق أن فلولا من قوات العقيد تتفاوض مع الثوار من أجل الاستسلام والخروج من مدينة أجدابيا بسلام بعد نفاد ذخيرتهم. وأضافوا أن الثوار رفضوا هذا الطلب عقب الدمار الذي ألحقوه بأجدابيا.