تقع قرية منزل سالم على بعد 10 كلم من مدينة تاجروين وهي تعرف بجبل «سلاطة» الذي يبلغ ارتفاعه 1100م وسمي بهذا الاسم لاحتوائه على خليط من المعادن كالزنك والرصاص. وقد استغل المستعمر الفرنسي هذا الجبل كأحسن ما يكون فاستخرج ثرواته الطبيعية الهائلة حتى أنه أصبح خاويا من الداخل لكثرة الكهوف التي بداخله. الجبل إذن لم يبق منه سوى الاسم، فالثروة المنجمية اندثرت وانتهت بخروج المستعمر الفرنسي الذي نهش ثروات البلاد دون رحمة وبقي السكان يعيشون في خصاصة وحرمان. في مرحلة لاحقة من القرن الماضي بدأت الروح تعود الى أهل القرية من جديد وذلك عندما تمّ إحداث معمل للنسيج من قبل عائلة الجيلاني فدبت الحركة ثانية وعزف السكان عن فكرة النزوح. هذا المعمل أحدث حركية كبيرة في المنطقة لاستقطابه عددا كبيرا من العمال من مختلف المناطق المجاورة. لكن في أواخر الثمانينات حدث ما لم يكن يتوقعه أحد حيث قرر أصحاب المعمل غلقه ودخل العمال في بطالة إجبارية وهنا لا بد من الاشارة الى ما عاناه العمال من أصحاب المعمل فقد فرض عليهم الخروج والقبول بحوالي ألفي دينار رغم أن العمل كان يسير بصفة طبيعية والانتاج يلقى رواجا إلا أن أصحاب القرار رأوا عكس ذلك ورغم المحاولات العديدة التي قام بها العمال للحيلولة دون إغلاق المعمل إلا أن كل محاولاتهم باءت بالفشل. ويضيف أحد العمال: «اتصلنا في ذلك الوقت بوالي الكاف وبرئاسة الجمهورية وقدمنا العديد من الشكايات ولكن كنا كمن يحفر حفرا في الماء لم يسمعنا أحد. لقد عشنا في خدمة أصحاب المعمل ولكننا لم نجن سوى الأتعاب وعدم الاعتراف بالجميل»، وهكذا أغلق المعمل وعادت المنطقة لتدخل في سبات عميق فلا حياة دون مواطن شغل رغم ما يتوفر في القرية من ظروف طبيعية ملائمة للعيش الكريم. المنطقة غابية مناظرها خلابة وهواؤها نقي وزادتها جمالا المباني المغطاة بالقرميد الأحمر والمحاطة بغابات الصنوبر والكالاتوس وهي تنتظر لفتة من الجهات المسؤولة بعد الثورة والخروج بها من حالة النسيان والتهميش فسيدي عمر كما يسميها أهلها نسبة الى الولي الصالح عمر بن سالم جوهرة مهملة فلو يتم الالتفات إليها فستكون من المناطق السياحية الهامة خاصة في فصل الشتاء. كما أن إحداث معمل سيحدث حركة اقتصادية في المنطقة وسيوفر العديد من المواطن الشغل للعديد من الشباب والعائلات المعوزة.