تنذر الاضطرابات التي تشهدها سوريا والأردن والتي اتسمت بأعمال عنف وقتل قامت بها قوات الأمن السورية والأردنية ضد المتظاهرين السلميين، تنذر بخطر جديد وذلك في الوقت الذي يرى فيه مسؤولون أمريكيون كبار أن البلدين اللذين يقعان في قلب العالم العربي حيويان أكثر بالنسبة للمصالح الأمريكية. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» يوم الأحد أنه رغم أن الحكومة الأمريكية منشغلة في الدفاع عن الحرب التي تشنها وحلفاؤها على ليبيا فان محللين يعتقدون أن تزايد الفوضى في سوريا بشكل خاص يمكن أن يبدد أي آمال متبقية فيما يتعلق باتفاق سلام في المنطقة ويمكن أيضا أن يبدل المنافسة الأمريكية مع ايران في التأثير في المنطقة ويشكل تحديات أمام اسرائيل الحليف الأكبر للولايات المتحدة في المنطقة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم ان الانتفاضة واسعة النطاق على ما يبدو وتشمل جماعات دينية مختلفة في المناطق الجنوبية والساحلية لسوريا بما في ذلك المسلمون السنة الموالون في العادة للرئيس السوري بشار الأسد فيما يتواصل السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد بهدوء مع الأسد لحثه على وقف اطلاق النار على الشعب. وأشارت الصحيفة الى أنه في الوقت الذي يواجه مسؤولون أمريكيون الانتفاضة الشعبية في سوريا ومطالبها في التغيير فانهم يقولون انهم بين نار المخاوف من امكانية أن تؤدي مشاكلها الى زعزعة استقرار دول مجاورة مثل لبنان واسرائيل ، ونار الأمل في امكانية أن تضعف أحد حلفاء ايران الأساسيين. وقالت الصحيفة انه على مدى عامين حاولت الولاياتالمتحدة استمالة دمشق للتفاوض حول اتفاق سلام مع اسرائيل والتحول عن ايران وهو مسعى غير مثمر أدى الى تعرض أوباما لانتقاد داخلي وخاصة من اليمين الجمهوري في الكونغرس وخارجه، بأنه يعزز ما يصفونه بأحد الأنظمة الأكثر قمعا في العالم العربي. كما يخشى مسؤولون أمريكيون أن يؤدي الاضطراب في سوريا والأردن الى مزيد من عزلة اسرائيل، وأن الحكومة الاسرائيلية أصيبت بانزعاج بالفعل من الاطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك والقلق من امكانية عدم التزام حكومة جديدة باتفاقية الصلح بين النظام المصري واسرائيل عام 1979 المعروفة باسم معاهدة كامب ديفيد. وقالت الصحيفة إن سوريا مع ذلك هي الأزمة الأكثر الحاحا والتي يمكن أن تشكل ورطة شائكة للحكومة الأمريكية اذا ما نفذ بشار الأسد قمعا مثل والده وسلفه حافظ الأسد. وذكرت الصحيفة أنه بعد التدخل الأمريكي في ليبيا لتفادي ما وصف بمجزرة في بنغازي، فان بعض المحللين يتساءلون كيف يمكن لحكومة أوباما ألا تفعل الشيء نفسه في سوريا؟.