يشهد الواقع الثقافي بمدينة القيروان حالة من المخاض العسير والترقب القلق والهدوء المريب. فبعد ما يربو عن الثلاثة اشهر منذ ثورة الحرية، لم يشهد المشهد الثقافي ثورته المطلوبة. وباستثناء بعض الأنشطة الجانبية والعفوية والارتجالية فان المشهد يشير الى ركود التي لا تختلف عن جمود ما قبل ثورة 14 جانفي. وقد بات لزاما على اهل الذكر من مسؤولي الثقافة والمبدعين التقدم بمقترحات عملية ومبادرات فعلية لتنشيط الحياة الثقافية. فكيف يمكن إصلاح واقع الثقافة؟ وفي هذا الصدد يرى الشاعر والباحث الادبي حسين القهواجي، ان «جوهر الثقافة بالقيروان تصدع منذ زمن» وان إصلاح وضع الثقافة ينطلق من النوادي الثقافية ومنها نوادي الأدب التي يجب تفعيلها وتكليف مبدعين وأكفاء للإشراف على تأطير الشباب اخلاقيا وادبيا. كما يرى بضرورة اعمار الفضاءات والنوادي بوسائل الاتصال الحديثة مقترحا موازاة مع ذلك سحب المفاتيح من ايدي حراس الفضاءات الثقافية وتأهيل النوادي وترميم ما طاله العبث والعنف كما اشار الى واجب ترميم التواصل بين المبدعين وما شابه من تصدع. كما شدد القهواجي على ضرورة تحريك الأرياف ثقافيا ومدهم بأحدث المنشورات من كتب وأقراص صلبة ناهيك وان البادية حسب القهواجي هي الرئة التي تتنفس بها ولاية القيروان ولا مكان لها بالتالي خارج اريافها. داعيا الشباب الى الكف عن الكتابة على الجدران وما وصفه بتشويه المعالم والاسوار والشعارات وابدى استياءه من هذا السلوك اللاحضاري حسب وصفه وما طرأ على جمالية الحجارة. وعن آخر أعماله الإبداعية، قال حسين القهواجي انه نشر «كتابات معاصرة» في بيروت وقصائد في مجلة «الحركة الشعرية بالمكسيك» ضمن «انطولوجيا الشعر العربي». وأضاف انه بصدد طباعة رواية «ليلة رأس العام العربي» كما قال انه كتب على الثورة نصا شعريا مطولا بعنوان «مديح الى ثورة 14 جانفي». واذا علمنا ان عددا من الجمعيات وشركات الإنتاج والفرق الفنية بصدد التحضير لمهرجاناتها التي تأجلت عن موعدها الذي طوته الثورة. فان جمهور الثقافة ينتظر أن يكون الجمود الحالي للمشهد الثقافي مجرد «هدوء يسبق العاصفة». فهل ستحدث ثورة14 جانفي ثورة في واقع الثقافة بعاصمة الثقافة الإسلامية، ام ان الثورة تحتاج الى ثورة إضافية لتحريك الرواكد والسواكن وتغيير المسؤولين...و«المبدعين».