٭ سبها «الشروق» أمين بن مسعود: 15 شهيدا ونحو 196 جريحا هي حصيلة القصف العسكري على مدينة سبها لوحدها يقول الدكتور عمر بلفقيرة ( أمين الصحة في مستشفى 2 مارس بسبها) متفحصا ضحايا العدوان الذين تفرقوا على مختلف أقسام المستشفى الجهوي . تتوافق روايات الضحايا في توقيت القصف وحجمه وتتقاطع في وصف اثاره الجسدية والنفسية , القصف أو حتى شظاياه كما يؤكد مصور حربي بلجيكي ترك في نفوس الأهالي حسرة وغليانا كبيرين تلمسهما في عيونهم وتجمعهم الكبير حول كل وسيلة إعلام . منى صالح (23 سنة) واحدة من بين الضحايا التي لم تمنحهم صواريخ «توماهوك» فرصة للهروب فأصابت شظاياها حوضها ويديها وأطرافها السفلى .. تقول إنها مدنية ولا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالمواقع العسكرية ولكن يبدو أن ل«الأطلسي» تعريفا آخر للمدني . عبد السلام علي ( 34 سنة ) لم تمنعه جروحه البليغة التي قد تؤدي لا سمح الله إلى سقوط كلي أو جزئي من الصراخ عاليا ضد نيكولا ساركوزي وباراك أوباما وتحميل جزء من مسؤولية الجريمة التي حاقت به على عاتق الإعلام والإعلاميين الغرب بالخصوص . حالة عبد السلام على دقتها وخطورتها أقل وطأة من حالات عديدة أخرى وضعت في إطار الموت السريري وتنتظر أية لحظة لمفارقة الحياة بالكامل .. فبينها وبين ملاقاة الرفيق الأعلى مجرّد انقطاع في رنات حاسب ضخات الدماء .. وبمجرد أن غادرنا قاعة الحالات الخاصة حتى أعطي كل واحد منا كمامة وجه .. كانت الرسالة معروفة فالاتجاه سيكون نحو بيت الموتى والشهداء . عبثا حاول مرافقنا رش الثلاجات بالعطر فرائحة الجثث المنبعثة منها تزكم الأنوف وتبعث على القيء والغثيان ,,ليس من رائحة الإنسان حين يتحلل جسده فهذه الفطرة البشرية وإنما من رائحة تجرد الغرب وبعض العرب من إنسانيتهم وإقدامهم على سفك دماء الأبرياء لحماية أبرياء اخرين أو هكذا هم يقولون .. دخل بعضنا في نوبة من البكاء وحتى النحيب فالمشهد أكبر من أن يوصف وأشد من أن يتحمّل ... هكذا هي الصورة الحقيقية في سبها حتى وإن كذبها البعض وشكك في مصداقيتها البعض الاخر .. كثير على بلدة صحراوية يعيش أهلها حياة السلم والاطمئنان هذا العدد من القتلى والجرحى ,, وكثير أيضا على متساكنيها الكرماء والمضيافين أن يدفنوا شهداءهم كل يوم .. وكثير على مواطنيها البسّامين أن يعيشوا أيام نحيب جماعية ,, وأن يقيموا جنازات مشتركة خلال فترات غير متباعدة ..وأن «يطوقوا» بحصار من الخوف من قصف غربي اعمى أو متعام جديد . هكذا يؤكد الدكتور علي الصادق ( طبيب في مستشفى سبها الجهوي ) ففي نظره ان الضربات الجوية ضد سبها هي عقوبة جماعية لأهلها الذين رفضوا الانسياق وراء وعودهم ووعيدهم .. صدح أذان عصر الخميس ومعه تقاطرت جنازات جماعية لشهداء سبها ومع صوت الحقّ غادرنا المدينة وفي أذهاننا الكثير من الحقائق الغائبة والمغيبة لعل أهمها أن سبها جزء من مشهد كبير يستوجب إعادة النظر في حيثياته وتفاصيله وخلفياته . مدير إذاعة الجماهيرية في سبها ل «الشروق»: آن الأوان ليتطوّر الإعلام الرسمي شدد الدكتور علي نور الدين مدير إذاعة الجماهيرية الليبية في سبها ل«الشروق» على ضرورة أن يتغير الإعلام الليبي وأن يواكب المتغيرات والمستجدات على الساحة المحلية والإقليمية والدولية بكثير من المهنية والحرفية . وأضاف السيد نور الدين ان بعض المحطات العربية تدس السم في العسل وفق رأيه وتسعى إلى تقسيم البلاد مشيرا إلى أنها تلعب على النعرات القبلية والجهوية في ليبيا التي عاشت موحدة وستبقى كذلك . ونبّه إلى أنه بمجرد تجاوز ليبيا لهذه الأزمة فإن أشياء إيجابية كثيرة ستشهدها البلاد .