أكد السيد عبد القادر غوقة، الوزير الليبي السابق في لقاء مع «الشروق» عبر الهاتف أن ما أتاه التحالف الدولي الليلة قبل الماضية بقتل عدد من الثوار يقيم الدليل على أن الأطلسي لم يأت لحماية المدنيين بل لتحقيق أهدافه ومصالحه الخاصة في ليبيا. الاستاذ عبد القادر غوقة شدد على أن الثوار ماضون في هذه المعركة الى آخرها رغم فداحة الثمن الذي دفعوه من دمائهم مستبعدا أي حل سياسي يتضمن ابقاء القذافي في الحكم... وفي ما يلي هذا الحوار: كيف تقيم أستاذ عبد القادر المسار الذي قطعته الثورة الليبية بعد شهر ونصف على انفجارها... وكيف ترى الموقف في ظل ما يجري على الأرض من تطورات وخاصة بعد التدخل الدولي؟ الاوضاع في الحقيقة صعبة جدا... اليوم هناك مدن تقصف من قبل كتائب القذافي وقوات التحالف... وما جرى الليلة قبل الماضية حين أبادت هذه القوات مجموعة من الشعب الثائر قد يؤكد طبيعة النوايا من وراء التدخل الدولي... ويؤكد أنهم مهتمون بمصالحهم فقط وان تدخلهم في بلادنا لا علاقة له على الاطلاق بحماية المدنيين أنا في الواقع لا ألوم هذه القوات بل ألوم الوضع العربي المتخلف الذي فرخ لنا حكاما مستبدين وطغاة يحكموننا... واضح أنك تلوم هنا الوضع العربي لكن قطر أعلنت أن هذا الوضع العاجز هو الذي أباح التدخل الدولي... فهل، برأيك مثل هذا الأمر مبرر فعلا؟ نحن نقدر لقطر هذا الموقف وحرصها على انقاذ الشعب الليبي كما تقول لكن في الواقع انقاذ الشعب الليبي لا يكون بالنوايا بل بالأفعال... ولا يكون بالمراهنة على الولاياتالمتحدة المعادية للوطن العربي والمؤيدة للكيان الصهيوني... الولاياتالمتحدة لم تحل في تاريخها أي مشكلة بل هي على العكس كانت وراء معظم المشاكل والمآسي التي عرفها وطننا العربي... أمريكا لا يهمها سوى أمن اسرائيل ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قالت ذلك صراحة لكن ليس بوسعي هنا سوى أن أردد ما قاله الشاعر أبو الطيب المتنبي» من نكد الدنيا على الحر أن يرى عدوا له ما من صداقته بد»... هناك مساع جارية هذه الأيام لايجاد مخرج سياسي للأزمة... فإلى أي مدى تأخذ هذه المساعي فرضية بقاء القذافي في الاعتبار... وما موقفكم مما يتم «طبخه» في هذا الاطار؟ نحن نعتقد أن نظام القذافي انتهى وهو لن يحكم ليبيا في المستقبل وبالتالي فإن هذا الأمر غير وارد بالمرة... أنا هنا أعبر عن رأيي ولكنني أعتقد أنني التقي في هذا الرأي مع السواد الاعظم من الليبيين... ولن نقبل أبدا ببقاء معمر القذافي في السلطة الا مرغمين... ولا يقبل الحياة مرغما الا العبيد... ونحن لسنا عبيدا... وسنستمر في هذه المواجهة... وسنقاوم معمر القذافي حتى النهاية... واذا كان الغرب أيضا يريد تحويلنا الى عبيد فسنقاومه هو حتى النهاية... ونقاوم القذافي معه... في هذه الحالة كيف ترى اتجاه الأحداث في ضوء الغموض الميداني والانسداد السياسي القائم حد اللحظة؟ نحن نأمل اليوم في أن نتمكن من الصمود العسكري داخليا وأن نصد زحف كتائب القذافي على مدن أخرى في الشرق لكن الشيء المؤسف أن القذافي أصبح يريد البلد كله... نحن حريصون اليوم على وقف اراقة الدماء وانقاذ الشعب الليبي... الآن حين تقصف القوات الاجنبية طائرة... أليست هذه الطائرة ليبية... اذا كان معمر غير حريص عليها فنحن حريصون عليها... فلماذا لا يغادرنا وتنتهي المشكلة خصوصا أنه هو نفسه يعرف أنه انتهى... وأن الأمور خرجت من يده وأنه لم يعد يمثل الشعب الليبي... ونحن نرجوه أن ينقذ الشعب الليبي من سقوط ضحايا جدد... ألا ترى بأن فكرة «لا غالب ولا مغلوب» تصلح لأن تكون أساسا لتسوية الأزمة الليبية مثلا؟... نحن الآن جميعنا مغلوبون وليس بيننا غالب... حتى الثورة لم تنتصر... وهي ليست غالبا ولكن هذا لا يعني أنه يمكن أن نعود الى الحضيرة... هذا الأمر غير مقبول وحتى مجرد النقاش بشأنه لا يمكن أن نقبله... والشعب الليبي يجب أن يحكم بنفسه ومن غير الممكن اليوم الوصول الى اتفاق بعد ما حصل من ابادة ودمار وخراب ولا يوجد أي حل وسط... نحن يمكن أن ندفع ثمنا باهظا لكننا لا يمكن أن نستسلم... فنحن لا نستسلم اما ننتصر أو نموت؟... لكن أي تفاوض على بقاء القذافي فهو غير وارد بالمرة... علينا ألا ننسى هنا أن أول شهيد في الثورة اسمه محمد القذافي... وهذا معناه أن هذه الثورة هي ضد الظلم والاستبداد والتسلط وليست ضد عائلة القذافي... القذاذفة ليسوا أعداءنا فهم اخوتنا في الدم وعدونا الوحيد هو النظام... هناك نوع من التوجس حتى لدى بعض الاوساط الليبية نفسها من علاقة المجلس الوطني الانتقالي بالغرب... فكيف تتابع هذا الأمر؟ أنا في الحقيقة أبرئ المجلس الوطني من هذه الشكوك... وأغلبهم ذاقوا الأمرين في عهد القذافي ورئيس المجلس الوطني كان وزيرا... كما واجه القذافي برجولة وبالتالي نحن لا نخشى على هذا المجلس... وكل ما يقال هو دعايات كاذبة... وهم يقابلون فقط المندوبين الرسميين فقط... وما أقوله اليوم أن الشعب الليبي بكل أطيافه موحد في هذه المواجهة... ووحدة ليبيا ليست معروضة للنقاش والمساومة بل اننا اليوم نطالب بوحدة ليبيا ومصر وتونس مبدئيا. لكأنك تريد أن تقول ان هناك مسعى لتقسيم ليبيا... أليس كذلك؟ نعم أنا لا أستطيع أن أغض الطرف عن هذه المؤامرة خاصة عندما نسمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما يقول بأن اقصاء القذافي ليس هدفا... فنحن نقاتل من اذن... هذا الموقف هو في الحقيقة غريب... لكن ما أؤكده أن وحدة ليبيا خط أحمر خاصة أن بنغازي هي مدينة وحدوية.