من المؤكد أنه للتدريب جاذبية لا تقاوم لذلك من النادر جدا أن نجد مدربا يرفض البقاء بعيدا عن الميادين حتى وإن تقدم به العمر وإن تأجيل مدرب مانشستر السير «أليكس فيرغسون» لموعد اعتزاله الميادين أكبر دليل على ذلك فما بالك لو تعلق الأمر بمدرب شاب لم يتجاوز بعد 35 عاما كما هو الشأن بالنسبة للمدرب السابق للنادي الرياضي بالدهماني ياسين القصداوي الذي غادر الميادين مجبرا بعد أن تعرض إلى قرار يلزمه الإبعاد مدى الحياة عن الميادين منذ حوالي 8 سنوات. تعود تفاصيل هذه الحادثة إلى موسم 20022003 عندما واجه نادي الدهماني الذي كان يدربه انذاك ياسين القصداوي (شقيق اللاعب الدولي سلامة القصداوي) الوداد الرياضي بالسرس واشتدت المنافسة بين الفريقين في تلك المقابلة التي كانت مهمة وحاسمة على درب الصعود ولكن سرعان ما شهدت تلك المقابلة عدة أحداث مؤسفة وبقيت غامضة خاصة أنه ليس بإمكان أي شخص الادعاء بأنه يملك حقيقة ما حدث انذاك ومع ذلك فإن ياسين القصداوي الذي عرض على «الشروق» قضية إبعاده اعترف بأنه قام بركل حكم المقابلة بعد أن احتسب على حد قوله هدفا للفريق المنافس كان مسبوقا بتسلل واضح... ويعتقد ياسين بأنه بالرغم من أن ما أقدم عليه كان فعلا مشينا تجاه حكم المقابلة إلا أنه مع ذلك مقتنع بأن الأمر لم يكن أبدا يستوجب عقوبة الإبعاد مدى الحياة. القصداوي يسخر من الأقدار... بالإضافة إلى قرار الإبعاد النهائي عن الميادين فإن القصداوي واجه أيضا نقلة إجبارية على مستوى مهنته كأستاذ في التربية البدنية بالمعهد الثانوي بالدهماني وذلك إلى مكان آخر وبذل عدة محاولات لاسترداد حقوقه ولكن دون جدوى لذلك تجلد ياسين بالصبر وشق طريقه بنجاح في مهنته كأستاذ ذلك أنه سخر من الأقدار وبقي مواكبا لكل المستجدات التي تحدث في عالم التدريب فلم يلاحق «الصدأ» ديبلوماته في التدريب فقد تحصل ياسين على الدرجة الثالثة وأيضا على شهادة الماجستير في تعلمية كرة القدم ويشرف حاليا على تأطير أساتذة التربية البدنية المتربصين بولاية الكاف وبحوزته أيضا الديبلوم الخاص بتدريب حراس المرمى... يذكر أن ياسين سبق له أن تقمص ألوان نادي الدهماني كحارس مرمى ومثل أيضا منتخب الأصاغر ودرب فريقه الأم وقد أشرف أيضا على تدريب شقيقه سلامة القصداوي وكذلك المهاجم أمين السلطاني وذلك في أصناف الشبان بنادي الدهماني.. هذا وأمدنا ياسين القصداوي بوثيقتين صدرتا عن هيئة الدهماني راسلت من خلالهما وزارة الإشراف والجامعة التونسية لكرة القدم للعفو عنه. هذا موقف وزارة الإشراف... رصدنا موقف وزارة الإشراف أيضا فأكد لنا السيد عبد المجيد السنوسي مدير عام الرياضة بوزارة الشباب والرياضة «أنه ينبغي على هذا المدرب أن يتصل فورا بوزارة الإشراف وسنقوم بالنظر في هذا الملف».