يمثل اللاعب السابق للنادي الافريقي حمزة مراد محطة تاريخية مهمة في تاريخ النادي بحكم أنه شكل رفقة الثنائي جلول والزيتوني وتدا صامدا في دفاع الأحمر والأبيض طيلة حقبة الستينات والسبعينات إلا أن خطته كمدافع صلب لم تمنعه من عشق الأداء الهجومي خاصة إذا تعلق الأمر بمنتخب البرازيل الذي يعشقه حدّ النخاع منذ أن شاهده للمرة الأولى في مونديال انقلترا 1966. «الشروق» التقت حمزة مراد ورصدت متابعته للمونديال رقم (12) في حياته فأكد ما يلي: كنت أهرب من التدريبات «أذكر جيدا مونديال انقلترا 1966 إذ كنت محظوظا آنذاك بحكم أن التلفزة التونسية تولّت بث المقابلات للمرة الأولى في التاريخ وأذكر عدة أسماء سطعت في ذلك المونديال على غرار الألماني بيكنباور والروسي ياشين والبرتغالي أوزيبيو والمجري ألبار.. وحزّ في نفسي كثيرا مغادرة منتخبي المفضل البرازيل للمونديال منذ الدور الأول إذ أنني أعشق «الصامبا» وعروضها الفرجوية وأسلوب لعبها الهجومي وأذكر جيدا أن مونديال 1970 تزامن مع تحضيرات النادي الافريقي لنهائي الكأس أمام المستقبل الرياضي بالمرسى فقرّرت أنا وعتوقة والزيتوني الفرار من بعض الحصص التدريبية لمشاهدة المنتخب البرازيلي بالرغم من الاجراءات الصارمة التي كان يتبعها المدرب المجري الاسباني للنادي الافريقي آنذاك أندري ناجي بل وكنا نخيّر التدرب في شكل مجموعتين تضم الأولى أنصار المنتخب البرازيلي وتضم الثانية أنصار المنتخب الايطالي وكان الفائز يتحصل على بعض المشروبات الغازية والحلويات! أملك أشرطة نادرة خاصة بالمونديال سبق لحمزة مراد أن خاض تجربة التدريب على رأس الادارة الفنية لفريق أهلي جدة خلال موسم 1980 1981 فحباه الأمير محمد عبد الله الفيصل بهدية قيمة قد لا تقدر بثمن تمثلت في أشرطة نادرة لمقابلات مختلف كؤوس العالم وأبرز نجومها وتحدث حمزة مراد عن ذلك قائلا: «إنها أفضل هدية تلقيتها في حياتي على الاطلاق تشتمل على تسجيلات لمقابلات كأس العالم منذ بدايتها وأيضا أهداف الجوهرة السوداء «بيلي» بالاضافة الى تسجيلات نادرة لتدريبات المنتخب الانقليزي قبل خوضه نهائي كأس العالم 1966..». «كلودو ألدو» سلمني قميص البرازيل لم يخف حمزة مراد عشقه المجنون ل«الصامبا» ولكن شاءت الأقدار أن يكون مصابا عندما واجه منتخبنا الوطني المنتخب البرازيلي عام 1973 وتحدث مراد عن ذلك قائلا: «حزّ في نفسي كثيرا عدم المشاركة في تلك المقابلة ولكن بعد انتهاء اللقاء توجّه نحوي البرازيلي «كلودو ألدو» وسلّمني قميصه». «دربي» أمريكي لاتيني في منزلي لئن عبّر مراد حمزة عن عشقه لإبداعات البرازيل فإنه يعشق كذلك المدرب «مارادونا» ولكن حمزة مراد قد يدخل في تنافس شرس مع ابنه محمد عاشق الأرجنتين في الوقت الذي خيّرت فيه ابنته جيهان مناصرة أصحاب الكرة الشاملة هولندا أما ابنه الأكبر إلياس فقد انضمّ الى صفوف والده وهو ما قد يسفر عن «دربي» أمريكي لاتيني بين البرازيل والأرجنتين وهو ما من شأنه أن يشعل فتيل التنافس بين مراد وابنه إلياس في مواجهة «عدوهم اللّدود» محمد عاشق الأرجنتين ولكن ابنته جيهان (زوجة ابن الرياضي المعروف رؤوف النجار) قد تكون الأسعد إذا صعد رفاق روبن على منصة التتويج». أفضل مونديالين على الاطلاق شاهد حمزة مراد الى حدّ الآن 12 مونديالا تحدث عن ذلك قائلا: «أعتقد أن مونديال 1970 والذي توج بلقبه منتخب البرازيل يمثل أفضل مونديال على الاطلاق وفي مرتبة أقل مونديال اسبانيا 1982 أما مونديال جنوب إفريقيا، فقد كان متواضعا جدا وغلبت عليه الحسابات وبدت المنتخبات الأوروبية مرهقة شأنها شأن المنتخبات الافريقية والآسياوية باستثناء المنتخب الغاني في وقت لاحظنا فيه طفرة واضحة للكرة الأمريكيةالجنوبية وأيضا المنتخب الأمريكي فائق السرعة..». المونديال وزواج ابني والنادي الافريقي واصل حمزة مراد حديثه عن المونديال قائلا: «لقد تزامن المونديال مع زواج ابني إلياس وكذلك مع عيد ميلادي الموافق ليوم 9 جوان.. وأيضا الأزمة الحالية للنادي الافريقي الذي يعيش منعرجا خطيرا جدا لا يليق بفريق بحجم وعراقة النادي الافريقي.. إنها مهزلة حقيقية في تاريخ النادي وبعد نصف قرن قضيته كلاعب وكمسير وكمدرب في الافريقي فإنها المرة الأولى التي أشاهد فيها أزمة مماثلة..». جذوري التركية تحتم عليّ مساندة مسعود لم يتنكّر حمزة مراد لجذوره التركية التي يفتخر بها فقال: «جدّي يحمل الأصول التركية لذلك كان من الطبيعي أن أساند في مونديال جنوب إفريقيا اللاعب الألماني مسعود أوزيل بحكم أصوله التركية وطبعا اللاعب التونسي سامي خضيرة».