توقع محللون عسكريون أمريكيون تصاعد أعمال المقاومة العراقية مع اقتراب موعد الانتخابات ومع ارتفاع حجم الخسائر في صفوف الأمريكيين يتجاوز خط الألف قتيل بين جنود الاحتلال مما يجعل مهمة تحقيق الاستقرار في العراق بعيدة عن الاكتمال حسب المحللين. وأفاد إحصاء لمحطة «سي.ان.ان» التلفزية الأمريكية الليلة قبل الماضية أن عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في العراق بلغ أمس الأول عتبة الألف قتيل. وحسب هذه الاحصائية فقد قتل 862 أمريكيا منذ اعلان الرئيس الأمريكي جورج بوش عن انتهاء ما أسماه بالعمليات القتالية الكبرى في ماي 2003 بينما قضى 138 جنديا خلال فترة الغزو التي استمرت أسابيع كما قتل 65 بريطانيا و66 جنديا ينتمون الى 13 جنسية أخرى. المقاومة مستمرة ومع بلوغ الرقم 1000 تنبأ محللون عسكريون أمريكيون بأن تتأجج حركة المقاومة في العراق على الأرجح. وقال جون بيكي المحلل العسكري في مؤسسة غلوبال سيكيوريتي إنه لا يزال أمامنا مشوار طويل يتعين علينا خوضه في المستنقع العراقي وقد صرنا أقرب إلى بداية الحرب منها إلى نهايتها. ويواجه الجيش الأمريكي منذ احتلاله العراق هجمات مفاجئة على أيدي المقاومين وقنابل توضع على جوانب الطرق متسببة في خسائر فادحة في الأرواح والعتاد الحربي لقوات الاحتلال. وحسب بيكي فإن الحكومة العراقية المعينة تعمل بالتوازي مع ذلك على اكتساب الشرعية لدى العراقيين الذين يعتبرونها «دمية بيد الاحتلال». ورجح بوب وورك المحلل بمركز أبحاث أمريكي أن ترتفع وتيرة المقاومة مع اقتراب موعد الانتخابات العراقية المتوقعة في جانفي المقبل بشكل مماثل لتزايد الهجمات قبل عملية ما سمي بنقل السيادة الى العراقيين في جوان الماضي. وأشار وورك إلى أن البنتاغون فوجىء بقوة المقاومة وقدرتها على الاستمرار بعدم الاعتماد على امتدادات ضخمة من الأسلحة. واعتبر المحلل الأمريكي أن استمرار سقوط الضحايا هو الذي يعطي لحركات المقاومة زخما بمرور الوقت وحافزا للاستمرار في المقاومة. لكن المحلل جون بيكي أعرب عن اعتقاده في أنه مع نجاح الحكومة المؤقتة في العراق بمساعدة أمريكية في اعادة خدمات مثل الكهرباء والصرف الصحي فإن الشعب العراقي سيمنح هذه الحكومة قدرا من الشرعية. وتابع بيكي بمرور الوقت ستصبح الحياة أفضل بالنسبة الى العراقيين وستكتسب الحكومة مزيدا من الشرعية وهذا ما سيساعد على تهدئة حركة المقاومة وسيؤدي الى خروج القوات الأمريكية حسب رأيه. تضليل أمريكي وسعت الإدارة الأمريكية الى التقليل من شأن وصول رقم القتلى الأمريكيين في العراق الى العدد 1000 . وجدد الرئيس الأمريكي جورج بوش مزاعمه بأن الحرب على العراق كانت «عادلة» وأن الجنود الأمريكيين هناك كانوا يخدموا قضية كبرى. وهاجم بوش المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية جون كيري وقال إنه (كيري) كان من بين النواب الديمقراطيين الذين أبدوا الحرب بقوة رغم كل ما نعلمه في اشارة الى تجاوز الأممالمتحدة واعلان الولاياتالمتحدة قرار الحرب بشكل أحادي. وقد وصف كيري يوم ادراك عدد القتلى بين الجنود الأمريكيين في العراق الألف بأنه «يوم مأسوي». وقلل وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد من جانبه من حجم الرقم 1000 وقال إنه لا يزال واثقا من أن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة وقوات الأمن العراقية ستنتصر على من وصفهم بالمتمردين لكنه أقر بأن الهجمات ستزداد على الأرجح مع اقتراب موعد الانتخابات.