في خشوع تام وصمت رهيب شيع أهالي حي النور بسيدي بوزيد الشاب رياض فريجي مؤخرا إلى مثواه الأخير بمقبرة الجهة وهو محمول على أعناق شباب الثورة الذين أبوا إلا أن يحملوه بأنفسهم على مسافة تفوق الكيلومترين. الهالك شاب في مقتبل العمر كان يعيش مع والديه طاهر وبرنية بمعية شقيقته الكبرى وشقيقه الأصغر حياة رغيدة وهو من عائلة عريقة، لم يكن ينقصه شيء من ضروريات وكماليات الحياة، لكنه رحل عن الحياة غدرا على يد صديقيه (18 و19 سنة) بضربة على مستوى الرأس بواسطة قارورة جعة وطعنة في الوريد بنفس القارورة بعد تهشمها على رأسه. «الشروق» حضرت موكب الدفن ثم زارت عائلة الهالك حيث تحدث الأب عن يوم الواقعة فأفادنا بأن ابنه الهالك تقدم منه وعانقه وطلب منه الصفح عنه لأي تقصير منه وأضاف أنه لم يكن يعلم بأن ابنه كان يودعه الوداع الأخير وأكد أن الهالك خرج بعدها على متن دراجته النارية إلى موته. وأفادنا بأنه انتظر ابنه حتى الثالثة فجرا، إلا أنه لم يعد فاعتقد أنه سيقضي بقية الليلة لدى صديقه بحي الفلاحة ولم يكن يعلم أنه ساعتها كان جثة هامدة. وقد تم اعلامه في اليوم الموالي بأن ابنه تعرض الى حادث مرور قاتل، ساعتها قفل عائدا الى محل سكناه، وبوصوله علم أن الجثة نقلت الى الطبيب الشرعي بقفصة بتعليمات من النيابة العمومية. محدثنا أفاد بأن ابنه تلميذ وأنه كان الأقرب إليه ولا ينقصه أي شيء وكان يعيش عيشة الترف إلا أنه يوم الواقعة ركب دراجته النارية الفاخرة وانطلق بها. ونقل الأب عن الأبحاث ان ابنه أقام صحبة صديقيه جلسة خمرية بالربطة (طريق سيدي سالم بأحواز مدينة سيدي بوزيد من الجهة الغربية)، ثم قرر صديقاه أن يضيفا كمية أخرى من الخمر فطلبا منه تمكينهما من الدراجة لهذا الغرض، إلا أنه رفض فدخلا في نقاش معه الى أن كانت معركة بينه وبينهما كان فيها الأقوى بحكم تركيبته الجسمانية القوية. ولمّا تغلب عليهما ضربه أحدهما بقارورة خمر فارغة على مستوى الرأس حتى تهشمت وانهار فاقدا لتوازنه ثم ضرباه ببقايا القارورة المهشمة على مستوى الوريد ليحدثا له جرحا عميقا وطويلا على مستوى رقبته حتى انهار وسقط يتخبط في الدماء. ثم فرا وعاد كل واحد منهما الى منزل والديه. وقد أسر احدهما لاحقا الى شقيقه بأنه قتل بمعية الثاني صديقهما رياض ساعتها قرر الشقيق مرافقة القاتل الى مركز الحرس الوطني بالغربية وتم الابلاغ عن الجريمة. تحول الأعوان الى مكان الواقعة في محاولة منهم لانقاذ الشاب، إلا أنهم عثروا عليه جثة هامدة وسط بركة من الدماء، فتمّ نقله الى المستشفى ثم بأمر من النيابة نقلت الجثة الى الطبيب الشرعي. وأمكن لأعوان الحرس الوطني وفرقة من الجيش ايقاف الشاب الثاني وفي أول الاستنطاق اعترف الشابان باقترافهما الجريمة. والدة الهالك برنية غربي أفادت أن ابنها وقبل أن يغادر المنزل كان قد عانقها طويلا ثم طلب منها العفو بالرغم من أنه لم يقترف أي شيء تجاهها طيلة حياته ولم تستغرب صنعيه خاصة وأنه متعود على الفذلكة.