هلك شاب في الليلة الفاصلة بين السبت والأحد بحي شعبي من أحياء مدينة سيدي بوزيد بعد أن سدد له صديقه وجاره في السكن طعنة واحدة على مستوى القلب. وتفيد أطوار هذه الواقعة انه في ساعة مبكرة من صباح أول أمس خرج الشاب جمال غربي (26 سنة) من منزل والديه بحي النور الشرقي لكن صديقه (25 سنة) اعترضه وطعنه على مستوى الصدر بواسطة سكين كبيرة الحجم فسقط أرضا يصارع الموت ولاذ الشاب بالفرار. وقد تم نقل المصاب الى المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد إلا انه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل الوصول متأثرا بما أصابه. تم إعلام الجهات الأمنية بالجهة فتحركت بسرعة وأمكن لها بمعية وحدة من الجيش الوطني إلقاء القبض على الشاب المشبوه فيه وتدخلت النيابة العمومية فأمرت بنقل الجثة إلى مركز الطب الشرعي بصفاقس لتحديد أسباب وتوقيت الوفاة وأذنت بفتح بحث تحقيقي في الغرض . وفي ساعة متأخرة من مساء أول أمس تم دفن جثة الهالك بمقبرة المكان وسط حسرة كبيرة من الأهالي والأجوار لما عرف به الهالك من استقامة وحب للعمل كفنان في صناعة التحف بسيدي بوزيد. «الشروق» التقت اثر الدفن والد الهالك حسين غربي وهو رجل طاعن في السن يتحرك بصعوبة ولا يقوى على العمل ولا على التنقل لأماكن بعيدة. كان متأثرا لما حصل لابنه عندما أفادنا بأنه ليلة الواقعة كان ابنه يجلس إلى جانبه ثم حاول الخروج مسرعا وقد سأله إلى أين سيذهب فأجابه بأنه سيعود في الحين خاصة وان له عملا أجله ليوم الأحد (أول أمس). وما هي إلا دقيقتين أو ثلاث دقائق حتى سمع ضجيجا وصياحا خارج المنزل فخرج لاستجلاء الأمر فإذا به يجد العديد من الأفراد يتوسطهم شاب يئن ولما تقدم منه تعرف عليه فكانت صدمته كبيرة حاول الحديث إليه إلا انه لم يتمكن من النطق وأثناء نقله الى المستشفى لفظ أنفاسه الأخيرة. والد الهالك أفاد أن لا أعداء لابنه وانه كان بمثابة الأب في العائلة لوفرة عددها وقلة مواردها بما انه أول الذكور بالعائلة بعد 7 بنات. وقال صهره الشافعي إنه لا وجود لأي دوافع أدت الى القتل ولا أغراض للعائلة مع أي كان وأضاف ان القتيل كان محبوبا لدى الجميع وان ما آلم العائلة وفاته بتلك الطريقة غدرا ومن صديقه الذي يقطن بجواره طالبا مراعاة ظروف صهره الصحية وإعطاء الفرصة لشقيق الهالك (24 سنة) حتى يأخذ المشعل عن شقيقه لتحافظ العائلة على توازنها المادي. وقبل المغادرة استوقفنا عدد من المعزين وناشدوا كل الجهات المعنية التدخل السريع أمنيا لوضع حد للتجاوزات التي يقوم بها بعض الأفراد وخاصة منها ترويج الخمور والمواد المخدرة في الطريق العام.