تونس الشروق وجه السيد خوزي لويس زباتيرو، رئيس الحكومة الإسبانية، انتقادات لاذعة للادارة الأمريكية دون ذكرها بالاسم وذلك في مؤتمر صحفي عقده بعد ظهر اليوم، قبل مغادرته تونس في ختام زيارة رسمية لبلادنا. وفي رده على سؤال حول آفاق الحل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وما اذا كانت حكومته تنوي عقد مؤتمر جديد للسلام بمدريد لاعادة اطلاق مسيرة السلام، قال زباتيرو أنه يتمنى فعلا توفّر المقومات اللازمة لعقد مثل هذا المؤتمر، واضاف : إن ما نعرفه إنه عندما حدث التدخل العسكري في العراق، قيل إن ذلك لخدمة المسار الفلسطيني الإسرائيلي ولكن وبعد أكثر من عام، فإن الأمور أصبحت أكثر سوءا وبهذا فإننا على يقين أن ذلك كان الطريق الخاطىء لحل القضية الفلسطينية . واضاف : نحن نعتقد أن من قام بتلك المغامرة وبذلك الخطأ الفادح لن يكون مؤهلا لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، ومن هنا فإن على أوروبا وجامعة الدول العربية ومنظمة الأممالمتحدة، مسؤولية كبرى في تحقيق السلام حسب قوله. أما بشأن الارهاب، قال زباتيرو إنه علينا أن نقيّم عملية مقاومة الإرهاب بما توصلنا اليه من نتائج في النهاية داعيا من جهة أخرى أنه لايمكن تبرير الارهاب بأي ذريعة وقال أنه بامكاننا أن نقلص من الارهاب من خلال الاجابات التي نقدمها للمشاكل، وهناك اجابات تضاعف الارهاب وهي اجابات لا تخدم مصلحة أي طرف. وفي رده على سؤال حول ما اذا كان متمسكا بموقفه ازاء الوضع في العراق، والذي أدى إلى سحب القوات الاسبانية قال رئيس الحكومة الاسبانية انه بعد مرور وقت منطقي ومعقول فإنه لا يزال يعتقد أن قرار سحب القوات كان قرارا صائبا جدا خاصة وأن هذا القرار كان مطلوبا من قبل أغلبية الشعب الإسباني. وأضاف انه يرى الأوضاع في العراق اليوم بكثير من القلق. «مع احترامي للدول الموجودة هناك» حسب قوله. وقال زباتيرو أنه سيتحول في الحادي والعشرين من سبتمبر الحالي الى الأممالمتحدة وانه سيستعرض موقف الحكومة الإسبانيةبشأن نظام عالمي أكثر فعالية وعدلا وأن الأمر يتطلب مبادرة. اما الاجتماع القادم، الاثنين المقبل في مدريد، مع الرئيس جاك شيراك والمستشار شرويدر فهو التزام بوعد انتخابي قطعته على نفسي أمام الناخبين الاسبان، حسب قولة، بالعودة الى قلب أوروبا وبأن نكون في بؤرة اتخاذ القرار الأوروبي. رئيس الحكومة الاسبانية كان مرفوقا بالوزير الأول السيد محمد الغنوشي الذي أشار خلال المؤتمر الصحفي الى أن اللقاءات التي تمت، مكنت من تأكيد الطابع المتميز للعلاقات التونسية الاسبانية، واصفا اسبانيا بأنها شريك هام لتونس فهي رابع حريف وخامس مزوّد وثامن مستثمر، مضيفا أن العزم يحدونا لمزيد تعميق هذه العلاقات وتدعيم التعاون الثنائي في جميع المجالات. وقال ان ما يمكن استنتاجه هو تطابق التحاليل والمقاربات بخصوص مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك ووجود عزم متجدد على دفع التعاون الثنائي في جميع المجالات ووجود حرص متبادل على تنشيط مسار برشلونة لاقامة فضاء أورومتوسطي يسوده الأمن والتضامن والتعاون. ووصف الزيارة بأنها ناجحة حيث تم التوفق في وضع برنامج متكامل للتعاون في كل المجالات ولدفع العلاقات بين البلدين الى مستويات أرفع. وفي رده على سؤال حول موقف تونس ازاء مقاومة الارهاب ذكر الوزير الأول بأن تونس كانت دائما في مقدمة الدول التي تندد بالارهاب وتعمل جاهدة مع أصدقائها في مقاومة هذه الظاهرة وذكّر بموقف رئيس الدولة الداعي الى تنظيم مؤتمر دولي لوضع مدونة مقاومة الارهاب، مشيرا ان مقاومة الارهاب تتطلب تضامنا دوليا لامتصاص جذوره ومعالجة الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة. أما رئيس الحكومة الاسبانية فقال إنكم ستجدون في اسبانيا الصديق الوفي لشعبكم ولبلدكم وأنه يزور تونس لوضع برنامج عمل متكامل بين تونسواسبانيا. وقال ان من شأن هذه الاجتماعات أن تؤدي إلى دفع العلاقات التجارية وتعزيز مختلف أوجه التعاون. وأكد عزم بلاده على دعم التعاون مع تونس في المجالات المالية والتجارية والثقافية، مشددا على أن بلاده ستقوم بتعزيز تعاونها مع تونس بصفة ثنائية وكذلك في اطار العلاقات مع الاتحاد الأوروبي مشيرا الى ضرورة تعزيز التكامل بين دول المغرب العربي. وقال أنه تبادل وجهات النظر مع المسؤولين التونسيين بشأن جملة من القضايا الدولية منها القضية الفلسطينية مشيرا الى أن ما يحدث في فلسطين لا يعجبنا وقال أن السلام هو الحل الوحيد لوضع حد لحاله العنف في المنطقة وأن تونسواسبانيا لهما أهمية كبرى لاحلال السلام وايجاد حلول سلمية للنزاعات القائمة بعيدا عن العنف. وعبر رئيس الحكومة الاسبانية عن اعجابه بعملية التحديث القائمة ببلادنا قائلا انه يدعم ذلك وايضا الرعاية التي تحظى أنها المرأة في جميع المجالات مشددا على ايمان تونسواسبانيا بنفس قيم الحوار والتسامح.