منذ بداية الأسبوع الفارط انتفضت كليات الطب الأربع بسوسة مع اختلافات في درجة الاحتجاج بينها. «الشروق» عاينت احتجاجات الأطباء الجدد بسوسة على منظومة التدريس التي اعتبروها غير مطابقة للمعايير والمواصفات الدولية الى درجة اعتبروا معها أن شهادة الطبيب التونسي لم تعد ذات فاعلية داخل دول الاتحاد الأوروبي وحتى في دول الخليج رغم قيمة التكوين وكفاءة الطبيب المتخرّج من كلياتنا. الاحتجاجات كانت سلمية الى أبعد الحدود ذات مستوى حضاري ينمّ عن وعي الأطباء الجدد الذين أطلقوا صرخة لإعادة النظر في منظومة التدريس وفي مناظرة الاقامة في الطب: Résidanat التي شبّهوها بمناظرة ال«كاباس» حيث لا ينجح من بين كل المترشحين غير 25٪ فقط. الطلبة أو أطباء المستقبل تحدثوا عن مناظرة الاقامة في الطب التي تقام في نهاية السنة السابعة من الدراسة أي في نهاية فترة التربص الداخلي ويجد الطالب نفسه بين خيارين أحلاهما مرّ بين الاهتمام بالجانب التطبيقي خلال التربص وبين الاستعداد للمناظرة حيث يضطرّ عدد كبير منهم الى تهميش التربص.. والناجحون في المناظرة يحقّ لهم اختيار اختصاص ما في الطب والبقية يصبحون أطباء عامّين. هذه المنظومة يرونها غير عادلة وتمسّ من قيمة الطب العام رغم كفاءة الأطباء ويطالبون بأن يصبح الطب العام اختصاصا كبقية الاختصاصات وضرورة أن تصبح الشهادة مطابقة للمواصفات الدولية. وفي السياق ذاته التقت «الشروق» بالبروفيسور علي مطيراوي (أستاذ بكلية الطب بسوسة) الذي أكد أن المنظومة الحالية لتدريس الطب لا تساير المواصفات الدولية وشدّد على ضرورة مراجعتها وإعطاء قيمة لطب العائلة أو الطب العام بجعله اختصاصا كبقية الاختصاصات وإلغاء مناظرة الاقامة في الطب وهناك عدة حلول لتصنيف الطلبة وتمنح الأولوية لاختيار الاختصاص للمتفوّقين. من جهته أكد البروفيسور نجيب بالحاج علي عميد كلية الطب بسوسة سابقا ورئيس قسم الأمراض النفسية بمستشفى فرحات حشاد أن مجموعة من الأطباء والخبراء قاموا بدراسة منذ سنة 2004 ووقفنا على إيجابيات وسلبيات منظومة التدريس ووصلنا الى نتيجة تؤكد على ضرورة القيام بتغيير المنظومة الحالية لأنها ليست مطابقة للمعايير الدولية. وشهادة الدكتوراه الممنوحة من كلياتنا ليست دولية رغم إيماننا بأن التكوين كان على مستوى عال وكفاءة أطبائنا لا يرقى إليها الشك.. ولكن هذه الدراسة قوبلت بالرفض من طرف بعض الأطراف المقرّبة الى الرئيس المخلوع.