في شهري جانفي وفيفري ترتفع نسبة الإصابة بالقريب وترتفع معها أصوات المختصين في معالجة الأمراض الجرثومية مطالبين بمضاعفة الحذر وتجنّب المضادات الحيوية. وقبل الحديث عن السبب الذي يدفع الأطباء الى الدعوات لمضاعفة الحذر ولتجنّب المضادات الحيوية نتطرّق الى أبرز علامات الإصابة بالقريب. وهي تظهر في ارتفاع درجة حرارة الجسم وقد تصل الى 40 درجة. وصداع في الرأس وآلام في الجهاز التنفسي وآلام في المفاصل والعضلات وسيلان على مستوى الجيوب الأنفية قد يصحبها في بعض الحالات سعال جاف. ويبيّن الدكتور فاخر كانون المختص في الأمراض الجرثومية أن هذه الفترة تعتبر أكثر الفترات التي ترتفع فيها نسبة الاصابة بحكم انخفاض درجات الحرارة وبحكم تهيؤ ظروف العدوى (في البيت، داخل وسائل النقل، في مقرات العمل). **لا قيمة للمضادات من جهة أخرى يؤكد الدكتور فاخر كانون أنه لا جدوى من الاستنجاد بالمضادات الحيوية في معالجة الانفلونزا لأن «القريب» يأتي من فيروس في حين أن المضادات الحيوية هي في الأصل لمعالجة التعفنات البكتيرية. والحالة الوحيدة التي يمكن فيها الاستنجاد بالمضادات هي في صورة ظهور عوارض أخرى كأن تعود درجة حرارة الجسم للارتفاع بعد 3 أو 4 أيام من الشفاء وسعال و»بصاق» أصفر اللونوفي هذه الحالة قد يثبت وجود تعفّن بكتيري وعليه يمكن استعمال المضادات الحيوية. **أخطار القريب» إذا لم نسارع بالمعالجة عند ظهور الأعراض يمكن أن تكون للإصابة بالقريب تأثيرات حادة أحيانا، ومأساوية أحيانا أخرى، تأثيرات حادة على الكبار في السن (الذين تجاوزوا 65 سنة) وعلى المصابين بالأمراض المزمنة وخاصة أمراض القلب والأمراض الصدرية. أما الإصابة بقريب ملايْني فإن لها مخلفات حادة جدا وقد تكون قاتلة. وأفضل طريقة للعلاج هي الوقاية وتكون بتجنّب العدوى. وتطرح حاليا أدوية جديدة في شكل أقراص يتمّ شربها وتمنع حدوث العدوى. وفي صورة الإصابة توجد أدوية جدية أخرى يتم تناولها في شكل قطرات في الأنف وبإمكانها معالجة المصاب بالفيروس (وهذه النوعية من الدواء لم تصل بعد أسواقنا). وتبقى أفضل طريقة للمداواة تدعيم جهاز مناعة الجسم وأخذ قسط كاف من الراحة لأن الجسم يحتاج إلى الراحة لمقاومة المرض.