في ظاهرة غير مسبوقة وبشكل سلمي وبعيدا عمن حالات الغليان والغضب تجمع العشرات من الأشخاص أمام مقر وزارة الداخلية منهم من طالب بكشف حقيقة القناصة في حين تحاور آخرون وبكل ود مع أعوان الأمن... وطالبت مجموعة أخرى بمحاكمة الرئيس الفار بن علي... لم يكن من المعتاد أن نلحظ التحاور والانسجام بين رجالات الشرطة والمتظاهرين في ما سبق لكن ما لمسناه يوم أمس أمام مقر وزارة الداخلية يدعو الى التفاؤل فقد كان أعوان الشرطة يتحدثون بكل ود مع بعض المتجمهرين اذ تم التطرق لأحداث شهر جانفي حيث أكد أعوان الأمن بأنه ليست لهم علاقة بما يسمى بالقناصة وعبروا عن أسفهم لما لحقهم من تهم ملفقة... البعض منهم أكد أن مهمته تكمن في نشر الأمن وعودة الاستقرار أو وقد قوبل حديث أعوان الأمن من طرف المتواجدين بارتياح لأنه كان مقنعا... القناصة... بن علي... السعودية غير بعيد عن تجمع أعوان الأمن وبعض المواطنين وقفت مجموعة من النسوة وقد رفعن صورا لضحايا أحداث جانفي وطالبن بضرورة الاسراع لكشف حقيقة القناصة ومحاسبتهم فورا حتى يأخذ كل ذي حق حقه وذكرن أن هناك شرفاء من أعوان الأمن الذين قاموا بواجبهم الوطني وقد واصلن النداء بضرورة تحرك الهياكل المعنية لاعادة الرئيس الفار ومحاكمته محاكمة عادلة... كما أصرت النسوة بأنه من الواجب أن لا تظل المملكة العربية السعودية صامتة ورامية بنداءات الشعب التونسي عرض الحائط ليتم تسليم الرئيس الهارب في أقرب وقت الى القضاء التونسي. شق آخر من المواطنين تجاذبوا أطراف الحديث حول الوضع الأمني في تونس والواقع السياسي... وقد ضم البعض من المثقفين الذين كانوا يتحدثون بروية وبكلام مقنع ورغم اختلاف الفئة العمرية ووجهات النظر لم نلحظ الغضب والتشنج فقد كان الانسجام سيد الموقف... وما يدعو للارتياح أن البعض طالب بعدم الوقوف على فقط والحديث عن الماضي وعلى الجميع أن يستشرف المستقبل الواعد دون أن ينسى الماضي والمتمثل في اعادة الأموال المنهوبة وتسليم بن علي وحاشيته للقضاء التونسي حتى تكون ثورة ناجحة تحتذي بها كل شعوب العالم.