أحيا يوم أول أمس الأحد 1 ماي مناضلو الجامعة العامة التونسية للشغل في بورصة الشغل الذكرى الخامسة والعشرين بعد المائة لعيد العمال وقد كان هذا الاحتفال أول ظهور شعبي للجامعة التي تضم 120 نقابة و1200 منخرط حسب ما أعلنه الحبيب قيزة أمينها العام. هذا الاحتفال حضره عدد كبير من مناضلي الجامعة ومن الوجوه الثقافية والسياسية وقد تدخل عدد من ممثلي الأحزاب والمنظمات السياسية مؤكدين على ضرورة حماية مكاسب الثورة من مخاطر العنف والفوضى والاقصاء وهو ما يهدد السلم الاجتماعي. أول المتدخلين كان السيد منصف المرزوفي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي هنأ مناضلي الجامعة والشعب التونسي بعيد العمال الذي ينتظم بعد 14 جانفي وترحم على أرواح الشهداء الذين سقطوا ليس في ثورة 14 جانفي فقد بل في الحوض المنجمي وفي أحداث الخبز 84 وفي الخميس الأسود 78 وفي معركة الاستقلال ومعركة التجنيس وكل المحطات التي خرج فيها الشعب التونسي منددا بالظلم ومطالبا بالحرية. وأشار المرزوقي إلى أن الثورة مهددة في أهدافها ولابد من الحذر والفطنة لمواجهة الانفلاتات الأمنية التي تطرح أكثر من سؤال والانفلات في السجون والعنف في أكثر من مدينة وأداء الجهاز الأمني وضرورة تخليّه عن استعمال العنف ضد المتظاهرين وعبر المرزوقي عن رفضه لما حدث للسيد محمد جغام في تطاوين وأكد على حقه في أن يلتقي بالناس ويتحدث معهم رغم أنه كما قال لا تربطه به أي علاقة لا شخصية ولا سياسية ولا فكرية كما عبر عن رفضه لما حدث في المنستير عندما منع السيد حمادي الجبالي من إقامة مهرجان ثقافي وأشار المرزوقي إلى أن هذه السلوكات لا تشرف الثورة ولا تتقدم بالمسار الديمقراطي الذي جاءت الثورة من أجل تحقيقه وأكد أن التعددية النقابية هي أحد شروط الديمقراطية. وبعد المرزوقي تداول على المنبر عدد من ممثلي الأحزاب والتيارات السياسية وهم مصطفى صاحب الطابع عن حزب الوفاق الجمهوري وحاتم الشعبوني عن حركة التجديد وعبد الكريم بوجلدة عن الجبهة الوطنية من أجل الديمقراطية وحاتم الزغل عن مبادرة «المواطنة» وطوني ممثل الكنفدرالية الإيطالية للشغل. وقد أكد معظم المتدخلين على ضرورة تشكيل جبهة تدافع عن مدنية المجتمع وحداثتها وعلى تكريس الديمقراطية كسلوك سياسي وليس مجرد شعارات لأن هناك قوى تتربص بالديمقراطية وبمكاسب المجتمع التونسي مثل مجلة الأحوال الشخصية وحرية المرأة والتعليم والحداثة. يوم مشهود السيد الحبيب قيزة قال في اختتامه لهذا الموكب أن إعادة الروح للجامعة العامة التونسية للشغل التي أسسها المناضل محمد علي الحامي سنة 1924 واجهت عراقيل كثيرة في النظام السابق مما اضطر المؤسسين إلى رفع شكوى سنة 2008 إلى الكنفدرالية الدولية للشغل وأشار إلى أن محرار الديمقراطيةهو الإيمان بالتعددية ومنها التعددية النقابية وقال إن التجارب السابقة للتعددية كانت مغشوشة لأنها مفروضة من السلطة لتخريب الاتحاد العام التونسي للشغل وقال إن الاتحاد هو شريك استراتيجي في الدفاع عن مطالب العمال وحقوقهم. قيزة قال أيضا أن الجامعة فيها 129 نقابة وأغلب منخرطيها من الشباب وأكد إن المجلس التأسيسي يفترض أن يكون فيه حضور كبير للشباب دون سن الأربعين لأن الثورة قادها الشباب ومن المفروض أن يكون لهم دورهم في تحديد المستقبل السياسي لتونس. هذه الاحتفالية تضمن برنامجها قراءة بيان الجامعة بمناسبة عيد العمال وعرض شريط وثائقي عن الحركة العمالية ونضالها من أجل الحرية وعرض موسيقي كان مسك الاختتام.