ان للأولاد تصنيفات عديدة في قاموس العامة، فالطيب الصالح منهم يسمونه «ولد الحلال» والفاسد الطالح «ولد الحرام» وصاحب الفعل الممدوح والجيب المفتوح «وليدها» و«المدمن المتمسك بإدمانه «ولد محنة» والمترفع عن السقوط في أوحال الدنيا «ولد خير»، والرافض للابتزاز والانتهاز «ولد دار كبيرة» وصاحب الحس الرقيق الذي لا يعيش الا في العتيق «ولد كيوف» والمتطلع الرافض للقيود الوراثية «ولد عصره»، وهكذا هي تصنيفاتهم الى حد قناعتهم بأن «ولد الفاريجي حفار» أي أن ما بالطبع لا يتطبع أي أن الطبع عندهم يغلب التطبع «من الوالد للولد». ولكن اليوم كشفت الأوضاع التي نمر بها في هذا الظرف العصيب وبشهادة أكثر من طرف من ذوي غض الطرف على أن من يلعبون بالنار والدمار في الشارع التونسي هم «الأولاد» أي الصبية معنى ذلك أن الانفلاتات الأمنية خصوصا هي من صنيعهم ب«الفلاقي» أن ما نعيشه هو سياسة الأولاد واديولوجية «الذراري» أي الأطفال الذين مازالوا دون سن الرشد، أي أنه «لعب وليدات» في نهاية الأمر. وهنالك من يدعي أن بعض الجهات المعنية من أعداء الثورة ومن الراكبين عليها تراهن على بيداغوجية تربوية تعتمد على طريقة «كيف نعلم الأولاد وهم يلعبون» بنار الساسة طبعا، وهنالك من يزعمون أن كبار الحومة يحملون النار بأيادي هؤلاء الأولاد في معاركهم النارية، ويتخذون من جمرها ما هو كفيل بطبختهم الانتخابية. ومن الأولاد محاميش لحمش لهب القدر الذي تصدعت آذاننا ببقبقة غليانه ولا أحد يدري ما فيه، ولكن كلنا يشتم الروائح الكريهة المنبعثة منه والعهدة عليهم في ما يدعون ويزعمون وعلينا في ما نشمه ونستنشقه في كل حين وكلنا يسأل تائها حائرا خائفا مرعبا متى ستتقي الجماعة الله في أولادنا وتكف عن تحويلهم من فلذات الكبد الى مرض التهاب الكبد وهل ثمة كبد سواك يا تونس يا كبدي، اليوم والى الأبد رغم سياسة الأولاد ويا أولاد الحلال؟