هل أن التاريخ يعيد نفسه فعلا أم أنه يجترّ أحداثه بين زمن وآخر؟ أليس بقايا من بقايا الماغول أولئك الذين كسروا ودمروا، وأحرقوا، وأشعلوا، وألهبوا، وسلبوا، ونهبوا، وأرعبوا و«أكلوا على القلوب وشربوا» من دماء الشهداء ومن دموع الثكالى؟ أليسوا بقايا من الماغول أولئك الذين مروا بخرابهم برؤوسهم وأذنابهم وكلابهم على كل دار من ديار التربية والعلوم والثقافة والاقتصاد والصناعة والتجارة والاجتماع والخدمات والإدارة والصحة والتنمية والشباب والطفولة والرياضة والمدنية والتوجيه والارشاد وعاثوا فيها الفساد ودمروا العتاد. وهجروا منها العباد وأرعبوا البلاد ولا صوت في الساحة سوى عشاق فاطمة بوساحة يرددون: «برّ أكّاكة برّ أكّاكة» ولا أحد يدري «وين ماشين»؟ هل هم الماغول؟ أم بقايا من بقايا «عسكر زواوة» أولئك الذين أتوا كالجراد أفواجا وأمواجا على الأخضر واليابس لغاية في نفس «باي الأمحال» مقابل: 10 و20 و30د أي ثمن «دبّوزة وصحن» و«يحيا الوطن» وعلى الباي والحاشية إلا الركوب على نعرة العروشية حتى لا تتحد العروش على عسكر زواوة وهو ما لمسناه ولبسناه في أكثر من مكان وزمان. وفي الساحة عشاق فاطمة بوساحة يرددون «برّ أكّاكة برّ أكّاكة» ولا أحد يدري «وين ماشين»؟ لا يهمّ إن كان هذا الزحف ماغوليا أو عسكريا زواويا وإنما المهم والأهم هو أن قادته نصبوا أنفسهم أولياء صالحين للثورة. والدنيا والدين ويدعون الناس أجمعين إلى زردة 25 جويلية القادم وإلى ذلك الحين لا أحد له من الوعي ولو ذرة يعتقد أن «عسكر زواوة» سيبقى كعادته: «موخّر في الربح مقدم في الخسارة» وأن يعطي صوته للبركة هكذا «الشي للّه لا أولياء اللّه».