حفظ االله تونس وحما أرضها وشعبها من كيد الكائدين والمتربصين بها الذين يستهدفون هزّ استقرارها وضرب أمنها وخلق حالة من الفوضى والارتباك على أرضها تعطّل نماءها ومسار الانتقال الديمقراطي الذي انطلق وينتظره استحقاق هام بعد تسعة أسابيع. إن بلادنا كانت ولا تزال بلادا مسالمة تحترم جوارها وتتضامن مع أشقائها وتستقبلهم على أرضها أحسن استقبال وتنتصر لقضاياهم في كل المحافل ولا تسمح لنفسها بالتدخل في شؤونهم. قبل أيام انتهكت قوات القذافي حرمة أراضينا بالقذائف ومحاولة التسلل الى بلادنا في أكثر من مرة لكن بلادنا اعتمدت ضبط النفس والتحرّك عبر الأطر الديبلوماسية رغم تكرر الأخطاء والتجاوزات ولم تتأخر في الاحاطة باللاجئين واسعاف الجرحى والمرضى رغم الظرف الصعب والضغط الكبير الذي يفوق حدود امكانياتها. كما تعاملت بلادنا بتسامح مع الذين ارتكبوا تجاوزات على أراضينا وأدخلوا اليها ممنوعات وقاموا بسلوكات يجرّمها القانون. لكن هناك خطوط حمراء لا يمكن لأي تونسي ان يقبل بتجاوزها وفي طليعتها الاعتداء على البلاد او تعريض أمنها للخطر وهو ما أجمع عليه التونسيون بعد حادثة الروحية أمس وما سبقها من ايقاف أشخاص أجانب يحملون أسلحة ومتفجّرات للقيام بأعمال ارهابية واراقة دماء التونسيين. إن الاعتداء على حرمة الوطن وعلى المؤسسة العسكرية جريمة لا يمكن السكوت عنها ويجب ملاحقة مقترفيها ووأد مخططاتهم الإجرامية. ولا شك أن هذا الاعتداء وعودة الارهاب الى بلادنا وافد من الخارج يفرض على كل التونسيين توحيد الصفوف وتأجيل خلافاتهم واختلافاتهم والتحلي باليقظة والدفاع عن الوطن والتصدّي لكل من تسوّل لهم أنفسهم المس به أو محاولة الاعتداء عليه. إن الدفاع عن أمن الوطن وحدوده ليست مسؤولية الجيش وقوات الأمن فقط بل هي مسؤولية جماعية وواجب وطني محمول على كل تونسي مهما كان انتماؤه وسنّه.