... أثارت الأحداث التي حدثت مؤخرا في مدينة جرجيس الهادئة والمتمثلة في الاعتداء على مراكز أمنية وحرق سيارة ادارية خاصة الكثير من الاستهجان والتساؤل أيضا... فمن غير المعقول أن نقبل بحدوث مثل هذه الأشياء في وقت تعيش فيه بلادنا وضعا خاصا... ان سلطة القانون يجب ان تكون في كل الحالات وفي كل الظروف فوق الجميع وان كل التونسيين لن يسمحوا أبدا بالاعتداء على أمنهم وعلى استقرارهم بأي اسم كان وتحت أي عنوان. إن ما حدث في جرجيس ليس عملية انفلات أمني بل عمل اجرامي منظم ومقصود يجب التصدي له وتسليط أقصى العقوبات على مرتكبيه... إن الوضع الأمني الهش الذي تعيشه بلادنا يستدعي منا جميعا التضامن والوقوف بحزم ضد كل التجاوزات ومعاضدة مجهود السلطات والوقوف الى جانب قوات الأمن والجيش حتى يعم الأمن ونحافظ على استقرارنا وعلى أمن أبنائنا وعائلاتنا... إن المجتمع التونسي مجتمع ناضج ومجتمع متفتح لن يرضى أبدا بأن يتحوّل الى مجتمع تتفشى فيه الجريمة وتعم فيه الاضطرابات الأمنية. لقد عانى الوطن منذ مدة وعلى مدى الأشهر الماضية من الاضرابات العشوائية ومن الاعتصامات ومن عمليات قطع الطرقات ومنع حركة السير والتنقل وهي كلّها حركات أثرت على وضعنا الاقتصادي وعلى السير العادي لحياة المواطنين والآن يجب أن يتغير كل شيء فالشعب التونسي صنع ثورة من أجل أن يحقق التقدم ويصنع مستقبلا جديدا وليس من أجل أن يعيش كل ساعة وكل يوم حالات الانفلات وفوضى الاضطرابات... حفظ االله تونس وحفظ شعبها وحمى أرضها...