ماذا حصل..؟؟ صدر عفو بلا ملامح ولا مقاييس واضحة وزع على بعض المساجين بشكل عشوائي ولا أحد تمكن من فهمه ومعرفة مقاييسه وهو بلا ملامح وبأعداد أقل حتى مما كان يحصل في العهد البائد لتنتفض السجون من جديد بغرض تبليغ صرخات الاحتجاج والتصدي لتلك المحاولات بعنف شديد بحثا عن حق سلب وعن عدل في العفو لم يجدوه وعن شفافية في مقاييس ربما لم توجد أصلا.. وسقط شهيد في (قابس) خلال محاولة فرار ولا أحد تكلم ولم يفتح أي بحث في ما حصل في عالم ما وراء الأسوار ولم تهرع المنظمات الحقوقية لتقصي الحقائق وحتى وسائل الإعلام. كانت تسأل كيف فروا..؟؟ ولا تسأل لماذا يفرون..؟؟ في ظلم آخر يضاف لأهل تلك القرى المنسية. وطفح الكيل.. مل المساجين كل ذلك الصمت.. وكل ذلك الظلم.. ونفد الصبر وانتفضوا بعنف أكبر وفر العديدون من جديد وسقط الشهداء أيضا والكل كان يتساءل ويحلل في كيف حصل الانفلات ولا أحد تكلم لماذا كل هذا الانفلات الكل تناقل أخبار الفرار ومحاولات الفرار ولا أحد فسّر أسباب هذا الفرار ومحاولات الفرار. قالوا إن المعلومات تنتقل بين السجون من خلال نشرات الأخبار.. كيف تعاملوا مع ذلك..؟؟ قطعوا التلفاز ومنعوا البث الإذاعي وحجبوا الصحف التي في الوضع العادي تصادر أغلبها وهي صحف مستقلة وتمنع صحف المعارضة في عهد أرادوه للحرية. المعلومات تنتقل بين السجون من خلال حركة النقل من سجن إلى سجن والأخبار يتم تبادلها داخل مراكز الاحتجاز في المحاكم خلال الجلسات التي يأتيها مساجين من سجون مختلفة.. الآن لقد حزم المساجين أمرهم.. سيكونون فاعلين في المرحلة القادمة لكن بأسلوب جديد أنهم حوالي ثلاثين ألف سجين وكل سجين سيدعو أهله خلال الزيارة وسيراسل أصحابه ومعارفه لتجنيد الناس خارجا في حملة دعائية كبرى لمرشحي الانتخابات القادمة من أجل توفير ثلاثمائة ألف صوت على الأقل بمعدل عشرة أصوات انتخابية لكل سجين.. هذا الزخم الانتخابي لمن تراه سيذهب..؟؟ وكل ذلك سيكون لمن يقدم تصورا واضحا لما ستكون عليه حال السجون لاحقا ومن يلتزم برفع الصمت والظلم عنهم.. ويتبنى عدالة مطالبهم ويعطيهم أملا في أن تشرق عليهم شمس الثورة وقد جاءت بالحرية.. هم لا يطمعون في الافراج الآني عنهم يكفهم الحط من العقاب وبروز منظومة شفافة للعفو التأهيلي وتنظيم الانتفاع بالسراح الشرطي كحق لا منحة وآمال العفو العام لمن حوكم في قضية حق عام على خلفية سياسية ومراجعة أحكام من حوكموا من قضاة أدانهم القضاء نفسه.. وقد كلفت منهم بتحديد المترشح الأنسب لبدء الحملة الانتخابية له بين المساجين وقد كمن منهم وأهلهم يتصلون بي لتحديد المرشح المقترح. بالنسبة لي لا أطماع سياسية لدي لأني وان كنت حوكمت سياسيا في التسعينات ودخلت السجن مرة أخرى من أجل رفضي تسخير مكتب في دبي لرموز الفساد لشراء عقارات وإدارة أعمال لهم بالامارات فإني لم أنتفع بالعفو التشريعي العام ولم أسرح كسجين سياسي وإنما غادرت السجن كسجين حق عام أحمل وزر رفضي في البطاقة عدد 3 السوداء بما يمنعني أن أكون مترشحا أو حتى ناخبا وحسبي أن أحمل صوت أولئك الذين تركتهم هناك ينتظرون أملا من ثورة يدركون أنها ستقودهم إلى خلاصهم. هي صرخة منهم حملتها إليكم أهل السياسة عساها الشمس تشرق هناك فتبدد صمت وزارة العدل وتقاعس المنظمات الحقوقية والتعتيم الإعلامي وتعيد إلى بعض الشعب التونسي آملا في أن لا يكونوا مواطنين درجة ثانية وردع الجلاد لا يزيل ما لحق بالضحية إن لم ترفع عنه المعاناة ويعامل على الأقل كإنسان حتى لا أقول أكثر..