أعلنت طرابلس أمس عن الوقف الفوري لاطلاق النار ولجميع الأعمال العسكرية التزاما منها بقرار مجلس الأمن 1973 مهدّدة في المقابل بتحويل حياة كل من يهاجم ليبيا الى جحيم فيما واصلت قوات القذافي قصفها بالأسلحة الثقيلة لمدينة مصراتة 200 كيلومتر شرق طرابلس موقعة عشرات القتلى والجرحى. وقال وزير الخارجية الليبي موسى كوسا أمس إنّ بلاده ستوقف كل العمليات العسكرية وستحاول التعامل إيجابيا مع القرار الصادر عن مجلس الأمن الداعي إلى فرض منطقة حظر جوي. زيادة معاناة الليبيين وأشار كوسا الى أن الحظر الجوي سيؤثر على الرحلات المدنية، بالاضافة الى غارات الجيش مما سيزيد من معاناة الشعب الليبي وسيؤثر سلبا على الحياة العامة للشعب الليبي. من جهته، أكد الأمين العام المساعد لوزارة الخارجية الليبية خالد الكعيم أن بلاده جاهزة لهذا القرار ولكنها تحتاج أن تتكلم مع طرف محدّد لتناقش كيفية تطبيقه. وأضاف: «سوف نتعامل مع هذا القرار بكلّ إيجابية وسنؤكد حسن نيتنا هذه من خلال ضمان حماية المدنيين». وردّ الثوار على إعلان قوات القذافي وقف اطلاق النار بالقول إنها خدعة من القذافي. وقال قائد الثوار الليبيين العقيد خليفة حفتر أمس: «إنّ القذافي لا يقول الحقيقة أبدا والعالم كله يعلم أن القذافي كاذب.. هو وأبناؤه وعائلته وكل من هم معه كاذبون». حسب تعبيره. وتعامل المجتمع الدولي بحذر مع اعلان نظام القذافي وقف اطلاق النار. فقد قال رئيس الوزراء الاسباني لويس ثاباتيرو ان النظام الليبي لا يمكنه أن يخدع المجتمع الدولي. من جانبها قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان الولاياتالمتحدة تريد أفعالا في ليبيا وليس مجرد كلام. وأكّدت وزير خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان الاتحاد الاوروبي يدرس حاليا وقف اطلاق النار الذي أعلنه القذافي. وبالتوازي مع هذه اللغة التهديئية، ظهرت لغة تصعيدية حيث نقلت القناة البرتغالية الرسمية عن العقيد معمر القذافي قوله: إذا العالم أصبح مجنونا فنحن سنصبح مجانين وسنردّ عليهم، سنحوّل حياتهم إلى جحيم حتى لا ينعموا بالسلام. وتساءل: ما هذه العنصرية.. ما هذه الكراهية وما هذا الجنون؟ لسنا خائفين بدوره، أكد نجل العقيد سيف الاسلام القذافي أن بلاده ليست خائفة من قرار فرض حظر جوي. ونسبت شبكة «أيه بي سي» الأمريكية لسيف الاسلام قوله: نحن في بلدنا.. ومع شعبنا ولسنا خائفين ولكن لن تساعدوا متوجها إلى الغرب الشعب الليبي إن قصفتم ليبيا لقتل ليبيين.. سوف تدمرون بلادنا ولا أحد مسرور بذلك». ميدانيا: تجدّدت الاشتباكات العنيفة أمس بين قوات القذافي والثوار في عدد من المدن مثل «نالوت» و«زنتان» و«مصراتة». وأكدت صحيفة «ليبيا اليوم» أن المصادمات في «نالوت» أدت الى مقتل 4 جنود ومواطن من البلدة وأسر 14 فردا من الكتائب الأمنيين للعقيد القذافي. كما ذكرت مصادر طبية أن قوات القذافي قصفت بالأسلحة الثقيلة أمس «مدينة مصراتة» مما أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 70 آخرين وتضاربت الأنباء الرسمية والمعارضة عن السيطرة على مدينة «مصراتة» حيث ادعى كل طرف من الطرفين السيطرة على البلدة. تغيير تكتيك وذكرت محطة «سي.إن.إن» الأمريكية أن القذافي غير تكتيكه ولم يعد يعتزم مهاجمة مدينة بنغازي معقل الثوار. ونقلت وكالة «رويترز» عن سيف الاسلام القذافي قوله إن القوات ستقوم بتطويق مدينة بنغازي ومحاصرة جميع مداخلها دون الدخول إليها فيما ستقوم قوات مكافحة الارهاب بدخول المدينة لنزع سلاح المعارضة مضيفا أن الجيش الليبي سيعمل على مساعدة السكان الليبيين الهاربين من بنغازي.