لم يعد يفصلنا عن اليوم الموعود إلا بضعة وستون يوما واليوم الموعود هو يوم 24 جويلية من سنة 2011 م موعد انتخاب المجلس التأسيسي وهذه المدة القصيرة جدا من المفروض أن تمهد إلى أرضية صلبة عليها تعتمد الانتخابات وتبنى فتكون حرة شفافة ذات مصداقية كما أرادتها الثورة المجيدة لا يريدها بعض الراكبين على الثورة الانتهازيين غير المؤمنين بالشرف والعزة والحرية ورفع الرأس شامخا الغارقين في أوحال الذّل والمهانة والسخف، إذن فالمدة الفاصلة قصيرة جدا قياسا إلى أهمية ما يجب إحضاره وتحضيره لهذا الموعد التاريخي 24 جويلية فعلى مستوى الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة كثير من المؤشرات تجعلني كمواطن أستنتج أن العديد من الخلافات الطافية والخافية صلب هذه الهيئة مازالت قائمة وذلك من شأنه أن يعطل أو يجعل العملية الانتخابية تترنح وهذا ما لا يجب أن يكون بأية حال من الأحوال. أما على مستوى الحكومة «الاعتراضية» الحالية فأداؤها بطيء للغاية بما يكفي لتأسيس قاعدة رخوة هشة سوف لن تقوى على تحميل عملية مصيرية مثل التي تنتظرنا يوم 24 جويلية . ذلك أن الكثير من المآسي والتعاسات التي أرهقت جل الشعب التونسي وضيّعته طيلة خمسين سنة أو أكثر مازالت تسيطر عليه حتى اليوم بل زادت فعظمت حيرته وارتفعت نسبة بطالته وقفزت أسعار قوته فلا مراقب ولا محاسب وبدأت آماله وأحلامه الوردية تتشابك وتتلخبط مع كوابيس المجهول، ها نحن على أبواب حصاد دراسي في جميع أنحاء البلاد والبعض يشكك في نجاحه وها نحن على أبواب موسم حصاد فلاحي واعد (20 مليون قنطار : وزارة الفلاحة). والمغرضون المجرمون يهددون بحرق الصابة فأين «الحكومة» من كل هذا ؟ وكيف يمكن ضمان عملية انتخابية تحت مثل هذه المخاوف؟ وأما الحالة الأمنية في البلاد فمازالت مترنحة بين الهدوء الحذر والسقوط في الانفلات بقدرة قادر ويبدو أن هناك من يسعى إلى تسديدها ضربة قاضية قبل موعد 24 جويلية حتى يدخل البلاد في فوضى مقصودة ويحرم التونسيين الأحرار الشرفاء من ثمرة ثورتهم ومن فرصة تاريخية لم يسبق لها مثيل في تاريخ تونس كله. إن المشهد العام الحالي يبدو قاتما يلفه دخان خانق للحريات والمبادرات الوطنية الصحيحة فكيف ستكون الانتخابات حرة شفافة ونحن على هذه الأحوال؟ فالضوء الأصفر الرفاف قد يتحول في أية لحظة إلى أحمر وهاج ثابت! أقول فقط لننتبه!. ومن أنذر فقد أعذر