في أكثر من مناسبة تم التطرق الى إتلاف أرشيف التلفزة بنسبة تقدر ب 40٪ على لسان عديد الأشخاص من داخل وخارج الدار نتيجة الاستغلال الموحش والاعتباطي من طرف شركة كاكتوس cactus أيام كانت تصول وتجول... تأمر وتنهي... والثابت والمتأكد أن هذه الشركة الخاصة كالاخطبوط التي رمت بجبالها على مؤسسة التلفزة التونسية فامتصت رحيقها وشلت حركتها الانتاجية وأمست هي الفاطقة والناطقة والمحتكرة لانتاج المسلسلات والمنوعات وبرامج تلفزيون الواقع وقد تحصلت من جراء ذلك على مبالغ طائلة وخيالية متأتية من الارساليات القصيرة والمساحات الاشهارية... وبالنظر الى المسائل المادية تعتبر ليست مهمة أمام مسألة الإتلاف والعبث بأرشيف التلفزة الذي يعد من مقوماتها وتاريخها وذاكرتها وجهدها وعمل سنوات فهو بطاقة تعريفها وسيرتها الذاتية... فكيف تمكن هذه الشركة من إتلاف طلامس هذا المرفق العام؟ لذلك تعد مسألة نهب وسرقة أموال التلفزة هينة أمام نهب أرشيف التلفزة... وهنا لسائل أن يسأل هل ان حسن التصرف هو التفريط في النسخ الاصلية؟ أم كان من الاحسن والأجدى التصرف في نظائر النسخ حتى نتمكن من المحافظة على هذه الثروات المسجلة... فعلى أي جهة إذن بامكاننا ان نوجه إليها اصبع الاتهام؟