هدّد «الاطلسي» باستخدام مروحيات «الأباتشي» لاستهداف العقيد الليبي القذافي، في حال عدم تنحيه عن الحكم فيما كشفت مصادر إعلامية غربية عن وجود قنوات اتصال بين عواصم غربية والنظام الليبي لترتيب آلية مغادرة القذافي سدة السلطة . ونسبت صحيفة «ذي أوبزيرفر» البريطانية إلى أحد الثوار المدافعين عن «مصراتة» النقيب علي محمد قوله: إنه إذا ما فشلت المساعي التي يقوم بها رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما في إقناع القذافي بالرحيل، فإن «الناتو» سيهاجمه بشدة، وبشكل لم يفعله من قبل. وأضافت الصحيفة أن مروحيات «أباتشي» بريطانية وأخرى فرنسية من طراز «تايغر» قد تبدأ بشن هجمات وصفتها بالجراحية على كتائب القذافي الأمنية التي تحاصر مدينة مصراتة منذ أشهر. وأوضحت الصحيفة أن تلك المروحيات قادرة على تدمير دبابات العقيد وآلياته الحربية المنتشرة في مواقع في بلدة «الزنتان» غرب مدينة مصراتة، بمخاطر قليلة بالنسبة الى المدنيين الذين تتخذهم كتائب القذافي دروعا بشرية . حسب زعمها . قصف المدن وقال النقيب الثائر إن وضع الثوار يختلف عن وضع جنود القذافي، «فأنا أدافع عن بيتي وعن أهلي وعن مدينتي، ولكن عناصر القذافي لا يؤمنون بما يقاتلون من أجله». وأشارت مصادر إعلامية ميدانية إلى تقدم الثوار غرب البلاد واقترابها من مدينة «زليتن». وفي حين يقول بعض الثوار في «مصراتة» إن القذافي لن يستسلم رغم كثافة نيران «الناتو»، وذلك في ظل اعتقاده بأنه سينتصر في نهاية المطاف أعربت مصادر في «الناتو» عن أملها في أن تبدأ كتائب القذافي التفكير بشكل مختلف، وذلك عندما يبدأ الحلف استراتيجية الهجمات الجديدة ضدها، التي قد تبدأ اعتبارا من مساء غد الثلاثاء . قنوات اتصال سرية وكشفت مصادر مقربة من العقيد الليبي معمر القذافي عن وجود قنوات حوار سرية مع أطراف أوروبية للتوصل إلى حل سياسي وسلمي. وأشارت المصادر إلى أن كبار قادة القذافي وهم رئيس المخابرات «أبو زيد عمر دوردة»، ورئيس الحكومة «البغدادي المحمودي»، ورئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط «شكري غانم»، ووزير الخارجية عبد العاطي العبيدي يسعون إلى حل يؤدي إلى وقف إطلاق النار وإيقاف قصف حلف شمال الأطلسي «الناتو» للقوات الموالية للقذافي. وأفادت المصادر بأن العبيدي أجرى محادثات مع مسؤولين بريطانيين وفرنسيين لدى زيارته الأخيرة لتونس، تهدف إلى استكشاف أفق إبرام اتفاق لخروج القذافي ونظامه، مشيرة إلى أن المحادثات ما زالت في مراحلها الأولى. ولفتت إلى أن القذافي حريص على البحث عن خروج مشرف من السلطة يضمن عدم ملاحقته هو وأفراد أسرته وكبار مساعديه، وتعهد المجتمع الدولي بعدم ملاحقته بأي شكل من الأشكال. خلافات من جانبه، أكد مسؤول ليبي حسب تلك المصادر أن ثمة تفاوتا في وجهات النظر لدى عائلة القذافي بشأن ما يجري في البلاد، فهناك من يدعو إلى استكمال المعركة حتى آخر طلقة، منهم أبناء القذافي المعتصم وهانيبال والساعدي. وفي حين يتبنى نجله الأكبر محمد مسار الرحيل، يجد سيف الإسلام نفسه بين هذا وذلك، حسب المسؤول. أما القذافي نفسه يتابع المسؤول الليبي- «فيميل إلى البقاء، لكن ما فهمته في الأحاديث أنه مستعد للمغادرة إذا ما تلقى ضمانات كافية لإقناعه بأمنه وأمن أسرته لاحقا». غير أن مسؤولين آخرين مقربين من القذافي ينفون ما يقال من أن القذافي يفكر في الاستسلام والقبول بعرض الثوار القاضي بالتجاوز عن ملاحقته إذا ما تنحى عن السلطة. عفو الثوار وكان رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل قد قال في حديث له مع صحيفة «فايننشال تايمز» إن المجلس عرض العفو العام عن كل من ينشق فورا عن العقيد القذافي. وقال إن «كل من كان مع القذافي واستيقظ ضميره وتخلى عن العقيد اليوم وانضم إلى صف العدالة والحرية، فإننا نضمن أمنه الشخصي والعفو عنه في كل ما فعله». وأكدت الصحيفة أن عبد الجليل رحب بجهود الوساطة التي عرضها حلفاء سابقون للقذافي، ومنها الوساطة الروسية التي تسعى الى التفاوض بشأن مغادرته. وفي تطور آخر، أعلنت السنيغال اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، ودعته إلى فتح مكتب تمثيل له في البلاد.