أصبح رصيف السوق البلدية بالمهدية مكتظا بالباعة. كما ينتصبون على قارعة الطريق وحتى بمعابر السوق التي أصبحت لا تسمح بمرور الزبائن إلاّ بمشقة في الدخول والخروج. باعة ينتصبون بفوضوية لا تليق بمدينة سياحية كان الحفاظ على النظام والنظافة فيها سائدا لا يسمح لأحد بتجاوزه. أما هذه الأيام فقد صار هواة الفوضى يفرضونها فرضا ويرمون عرض الحائط بكل التراتيب البلدية والتصرف الحضاري وهو ما يؤلم ويحز في نفس كل مواطن يحب بلاده ويغير عليها ويطمح الى المزيد من النظام والعناية بالنظافة وحماية البيئة واحترام القانون. لقد ساء لدى ثلة من المواطنين فهم معنى الحرية والثورة فظنوه فوضى وخرقا للقانون وتطاولوا على القيم الحضارية الأمر الذي يعطي صورة بشعة عن مجتمع بلغ مستوى النضج والامتثال لقواعد المواطنة السليمة وقيمها النبيلة. وما من شك في أن الحالة الأمنية في انفراج وتحسن ملموس وأن الاطمئنان قد عاد الى نفوس المواطنين لكن أين هم أعوان التراتيب البلدية لفرض القوانين المدنية كردع القيام بالبناء الفوضوي والانتصاب العشوائي واحترام قواعد النظافة بالمدينة وترصد من قد ينتصبون على أرصفة الكرنيش مع قرب العطلة المدرسية. لقد آن الأوان من أجل يقوموا هم أيضا بدورهم وإلا فإنّ خرق القانون البلدي سيتفاقم ممن لا تهمهم إلا مصالحهم الشخصية وأنانيتهم المفرطة فلقد شاهدنا أن هناك من تطاول حتى على العمود الكهربائي المنتصب أمام بيته فضمّه ضيفا مكرما في شرفته! ولمَ لا؟ وإن انعدام مواد البناء وتفشي السوق السوداء في هذه الفترة لأحد دلائل ما يسود القطاع من تفاقم البناء غير المرخص فيه، فإلى متى ستبقى دار لقمان على حالها؟